إرهاب قطر ومالها يلوثان جماليات الفنون

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأى عدد من الفنانين والكتاب، أن فكر قطر الإرهابي ومالها، يقوضان جماليات الآداب والسينما. كما أكدوا في مشاركاتهم ضمن استطلاع «البيان» حول تحويل قطر ساحة الإبداع والعطاء الفكري والفني والثقافي، مجالاً وحيزاً لنشر حقدها وفكرها الظلامي، على أن الدوحة باتت عشاً للتخريب وتفريخ التشدد وفكر القتل والإرهاب، ولتقويض أمن المنطقة وسلام العالم أجمع.. إذ انسحب نهجها وفلسفتها في الخصوص، على جميع المجالات وبشتى الصور، فإضافة إلى تنفيذها للإرهاب على أرض الواقع، ودعمها أدواته وأجنداته، كما أوضح هؤلاء المبدعون، داومت وتداوم على ترويجه كفكر راسخ لدى غالبية أفراد المجتمعات، ذاك عبر بثها وصقلها وتشجيعها منتجاً ثقافياً وفنياً وسينمائياً، يلعب على وتر عواطف وغرائز أفراد الجمهور، ليؤثر فيهم، فيجعلهم وقوداً للتعصب والتطرف، وأداة طيعة للانخراط في صفوف المتشددين والظلاميين، لتكون قطر بذلك قد مهدت الطريق جيداً، باستخدام كافة الوسائل، لتحقق غاياتها في زعزعة أمننا وسلام العالم أجمع.. خاصة بالتركيز على رصد جوائز مالية كبيرة للأعمال الإبداعية التي تعزف على الوتر الذي تريده.

وخلص الفنانون والمثقفون، إلى ضرورة أن نحصن وعي مجتمعاتنا حول طبيعة خبث قطر وجرعاتها الفكرية الظلامية السامة المدسوسة في أثواب وقوالب الإبداع، مشددين على أن التصدي لهذا التخريب الفكري والأخلاقي القطري، لازم ومتاح وواجب على الجميع، وعبر كافة المنصات وألوان الإبداع، ذاك كون العمل على ردعها وكبح جماح شرورها، يمثل حماية للإنسانية جمعاء، وصوناً للقيم والمعايير الأخلاقية في عالمنا.


خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية
لا بد أن يقابل النهج المؤسس على فكر التزمت والإرهاب، بفكر آخر مبني على التسامح الديني وقبول الآخر، ونبذ الإرهاب والتعريف بقيم ديننا الإسلامي الحنيف.
تقوم المؤسسات الإعلامية بوضع ميزانيات ضخمة لإبراز قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وفكرنا العربي الأصيل، يهدف إلى إبراز زيف الفكر الآخر المضاد لهذا الفكر، وإبراز ما نتمتع به كعرب ومسلمين من حضارة بريئة ونظيفة.


مبادرات مهمة لازمة
أوضح الفنان خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، أن المطلوب من مبدعي دول الخليج العربي والعالم العربي أجمع، هو عدم الانجرار نحو الإغراءات المادية التي تشترى من خلالها الذمم والمبادئ، كما تفعل قطر التي تمول الإرهاب، وتحرص على تكريسه في مجتمعاتنا، مشيراً إلى ضرورة أن تقوم المؤسسات الإعلامية الشريفة بالدول العربية، بحركة مماثلة، تردع هذا النهج القطري التخريبي بحق الإبداع والقيم، عبر تشجيع أصحاب الأقلام النزيهة والفكر المعتدل الوسطي، لإبداع برامج وأنشطة وفعاليات ثقافية مبنية على الفكر الوسطي والنزاهة الإعلامية وإحقاق الحق.. وتكذيب وتعرية الأقلام الملوثة بالكره والحقد والطائفية والعنصرية.

وبين الجلاف أن هذه الممارسات القطرية، التي ترصد مبالغ خيالية للإبداع المنضوي على جرعات هدامة وظلامية، ليست غريبة عليها.. إذ إنها لا تدخر أي وسيلة أو مجال، عبر الإعلام والتشكيل والفن.. وكذا الإعلام، لترسخ وتقوي حضور التشدد والتعصب والحقد وعدم الانفتاح في مجتمعنا. وطبعاً لا يهم أن تراعي القيم أو المبادئ الإنسانية، فما يهمها منها هدف وحيد، هو أن تخدم رؤاها القتالة. واستطرد الجلاف: إنه لا بد أن يقابل النهج المؤسس على فكر التزمت والإرهاب القطري، بفكر آخر مبني على التسامح الديني وقبول الآخر ونبذ الإرهاب والتعريف، نحرص معه على التعريف بتميز قيم ديننا الإسلامي الحنيف، من خلال برامج فكرية وأفلام ومسلسلات درامية، وحتى معارض فنية نوعية ذات محتوى بناء، لتأكيد هذا الفكر التسامحي ونبذ الفكر الإرهابي.

واقترح الجلاف، في ظل هذا الدعم المادي والإعلامي القطري للفكر المنحرف دينياً وتحزبياً، أن تقوم المؤسسات الإعلامية الوطنية، بوضع ميزانيات ضخمة لإبراز قيم ديننا الإسلامي الحنيف، ونبل فكرنا العربي الأصيل، بشكل يفي بغرض إبراز زيف الفكر الآخر الهدام، وإبراز ما نتمتع به كعرب ومسلمين من حضارة بريئة ونظيفة من كل هذا الفكر السيئ والمنحرف، وهذهِ البرامج والأنشطة الفنية والإعلامية والثقافية، برأيه، لا بد أن تكون متعددة اللغات، بحيث يتم استغلالها على مدى الأعوام، سواء كحركة مضادة لما يحدث حالياً وللمستقبل، ذاك للتعريف بما نمتلكه من فكر نظيف وثقافة بناءة وفن معتدل، يظهر جماليات الدين الإسلامي والفكر العربي المنتمي إلى البيئة النظيفة النزيهة، التي تعزز الشهامة وعدم الغدر وحب الآخرين، وهي بطبيعة الحال قيم إسلامية جميلة.


الفن مطية لسياسات القتل
ومن جهته، قال المخرج إياد الخزوز: لم تكتفِ قطر خلال السنوات الماضية بممارساتها ومحاولاتها فرض رؤيتها على المجالات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وإنما حاولت أيضاً أن تفرض رؤيتها على المجالات الإبداعية المتعلقة بالسينما والدراما والأدب والفنون بشكل عام، وذلك كمحاولة منها لتمرير رسائلها، وتثبيت سياساتها الهادفة إلى شق الصف العربي والخليجي. وتابع: لقد حاولت قطر من خلال كافة أذرعها الإعلامية، وحتى الفنية، أن توجد لها موطئ قدم في مجالات السينما والدراما، من خلال إنشاء مؤسسات خاصة، تعمل على تنفيذ مخططات الحكومة القطرية تحت مسمى دعم الفنون والإبداع، وهذا يمكنها من التدخل في أي نص ابداعي سواء في الدراما أو السينما، يتم تقديمه إلى هذه المؤسسات التي تحاول أن تفرض سلطتها وتستخدم مالها في حرف هذه الأعمال عن قيمها الإنسانية والابداعية والفنية.
وأشار الخزوز إلى أن لتلفزيون قطر ذراعين اعلاميتين، قامتا طيلة السنوات الماضية بانتاج عدد من الأعمال الدرامية، ومن خلال التدقيق في هذه المسلسلات ونصوصها ومشاهدها، كما أوضح، نجد أنها تحض على الارهاب وعدم قبول الاخر، والترصد له. وقال: خلال الفترة الماضية، لم تنتبه الغالبية العظمى من الناس إلى ما تحمله هذه المسلسلات من رسائل خطيرة، وتعاملوا معها على أنها أعمال بسيطة وعادية.

ولفت الخزوز في حديثه إلى قراره والفنان ياسر فهمي، سحب المسلسل البدوي «شوق» الذي قاما بإنتاجه عبر شركتي «أي سي ميديا» و«فورتونا ميديا»، من القنوات القطرية. وقال: جاء هذا القرار ايماناً منا بأهمية دور الفن ورسالته السامية، وتماشياً مع مبادئ التضامن العربي، خاصة وأن أعمالنا الفنية تهدف عادة إلى تعميق العلاقات العربية ـ العربية وتمتينها. واستطرد: سحب مسلسل «شوق» جاء انسجاماً مع الموقف العربي الذي تبلور في خطوة الامارات والمملكة العربية السعودية، ومصر ودول عربية واسلامية أخرى بمقاطعة قطر، بعد جملة التجاوزات التي قامت بها لشق الصف العربي والخليجي. وتابع: نحن نصنع الفن من أجل الحياة والمستقبل والتنوير، وبالتالي فلا يمكننا التعامل مع أية جهات تعمل على هدم القيم العربية المشتركة وتساهم في دعم الإرهاب والنسيق مع أعداء الأمة العربية.

مقاطعة

«لم أدخل إلى قطر منذ نحو 5 سنوات لإقامة أي عروض أزياء أو المشاركة حتى في أمسيات الموضة فيها، لاحتضانها الفكر الإرهابي ومروجيه وأدواته». هكذا بدأت مصممة الأزياء منى المنصوري حديثها. وأردفت: لا بد أن يكون لكل فنان قيم ومبادئ لا يتنازل عنها تحت أي ظرف كان، وقراري بعدم المشاركة في أي معارض للموضة في قطر، كان نابعاً من موقف شخصي تجاه احتضانها لقناة «الجزيرة» الإرهابية، التي كان يجب حظرها منذ سنوات، وكذا لدعمها للإخوان المسلمين وتحريضها على القتل في أنحاء العالم كافة، وليس في منطقتنا فقط.

ووجهت المنصوري دعوة لكل المبدعين الخليجيين والعرب، لتسخير فنونهم وإبداعاتهم في الأدب والسينما والمسرح والتصميم.. وغيرها من المجالات الفنية، بهدف تسجيل موقف وطني يساعد قياداتنا على اجتثاث قطر الإرهابية من جذورها، قطر التي تدفع أموالها لتلويث فكر أبنائنا وقتلهم في ميادين العز في اليمن. وأضافت المنصوري: بعد فضح جرائم قطر أمام المجتمع المحلي والدولي والعالمي، وتورطها في تدمير ليبيا وقتل الشعب السوري والفلسطيني.. وخيانة قوات التحالف في اليمن.. وغيرها من الممارسات الخبيثة، اكتشف أبناء الخليج العربي تحديداً، كم كانت قياداتهم النبيلة صابرة على أفعال قادة قطر المشينة، وذلك لحرص قادتنا الكرام على عدم تشتت وفرقة الصف الخليجي..ولكن هذا التسامح والاحتضان لم يردع قطر بل زادها جبنا وتآمرا وخيانة. إنها خيانة مؤذية ومريرة جدا..فكم صعب عندما تأتينا الخيانة، نحن أبناء الخليج العربي، من داخل بيتنا..عبر خنجر قطر السام.

عصابات ومرتزقة
واستطردت منى المنصوري: عندما وصل طغيان قطر إلى حد التعاون مع إسرائيل وإيران وإيواء الإخوان المسلمين والمسيئين لدول الخليج العربي، رأى قادتنا أنه أصبح لا بد من إيقاف قطر عند حدها، وهذا هو الصواب والدواء الناجع، لا سيما وأنها تحاول لعب دور أكبر منها. ولم يكن صعب على قطر كسب مكانة عالمية مميزة ولفت الانتباه إليها لو قامت بتوجيه أموالها للحد من المجاعات والفقر في إفريقيا ودعم التعليم في المناطق النائية وخيام اللاجئين، بدلاً من دفعها للعصابات والمرتزقة والجماعات الإرهابية للقتل والتدمير. ولكنها ليست نصيرة للخير والحب، بل يعنيها القتل والدمار والإرهاب..وهواها تقويض الأمن العالمي.

وبسؤالها عن دور المبدعين في هذه المرحلة الراهنة، قالت المنصوري: يجب وضع حسابات الربح والخسارة جانباً وعدم التفكير بها، لأن مصلحة الوطن أهم بكثير من المصالح الخاصة، والتخطيط بشكل جاد ومدروس لحماية الأجيال من السموم الفكرية التي تبثها قطر في الفضاء الرقمي وعبر وسائل إعلامها المختلفة، كما يجب أن يكون للشعب القطري والمبدعين والفنانين القطريين موقف حازم تجاه حكومتهم عبر التعبير عن رفض ممارساتا، فمن يُناقض نفسه ويقتل أبناءنا في اليمن ليس له أمان، سواء لشعبه أو للآخرين.

تجربة صادمة ومريرة
وتحدث المنتج والمخرج عامر سالمين، بداية، عن تجربته في البحث عن دعم لفيلم «ساير الجنة» الذي قام بانتاجه. وقال: «عندما وصل فيلم»ساير الجنة«إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، توجهنا إلى مؤسسة الدوحة للأفلام، بهدف الحصول على دعم لاستكمال الفيلم، الا أننا فوجئنا برسالة من المؤسسة تعتذر فيها عن دعم الفيلم بحجة أنها ترى بأن توفير الدعم لأفلام أخرى أهم بكثير من دعم فيلم»ساير الجنة«الذي حصل بعد عرضه على أكثر من 13 جائزة عالمية، وشارك في 35 مهرجانا عالميا وعربيا وخليجيا، ويتناول الفيلم قصة شيقة حول طفل يبحث عن حنان جدته، ولأجل ذلك يسافر من أبوظبي إلى الفجيرة». وأضاف: «رفض المؤسسة دعم هذا الفيلم، دعانا فيما بعد إلى معاينة الأفلام التي قامت بدعمها، لنكتشف أنها تتضمن أفكاراً لا تخدم الحركة السينمائية الخليجية والعربية وحتى المحلية في قطر، وأعتقد أن ذلك أمر يثير الاستغراب..إذا فتوجهاتها سياسية بحتة قائمة على أجندات الدوحة وفكرها الهدام».
وتابع سالمين: إن قيام بعض المؤسسات الممولة أو الداعمة لصناعة الأفلام، بوضع معايير واشتراطات محددة، تخدم توجهاتها وسياساتها، كما تفعل قطر التي تحرص على توجيه النتاج الإبداعي نحو تكريس مخططاتها وأجنداتها لتكريش التشدد مسألة تربك الإبداع.. وبشكل عام، لا تعلن هذه المؤسسات صراحة، في العادة، عن مبتغاها أو تطلعاتها أو حتى سياساتها من وراء دعم الأفلام، ولإخفاء ذلك تلجأ إلى اختيار نصوص معينة، تتكيف مع أساليبها وسياستها وتقوم بتوفير الدعم اللازم لها.
وذكر سالمين أن طريقة عمل هذه المؤسسات واختياراتها، والتي مثالها الأبرز المؤسسات المتخصصة في قطر، تثير الاستغراب في كثير من الأحيان، وعلى رأسها المؤسسات القطرية التي تفضل في الأفلام التي تقدم لها، منتجا منبنيا على بث الحقد والتطرف. إذ ترفض أعمالا تستحق الدعم، لما تحمله من فكرة ورؤية وقيم عالية في التسامح الإنساني والسلام والحب، بينما يتم قبول أعمال أخرى تشعر بأنها خالية تماماً من أية أفكار معينة، وأحياناً يتم دعم الأفلام بناءً على جنسيتها أو الدولة القادمة منها، حيث تمنع دول وتعطى دول أخرى، رغم أن السينما لا يوجد فيها حدود فاصلة، وهي لا تنتمي إلى مكان معين أو جهة واحدة. وتابع: «بعد تجربتي تلك مع مؤسسة الدوحة للأفلام، لم أعد استبعد أن تقوم مثل هذه المؤسسات بالطلب من أناس معينين القيام بإعداد نصوص وأعمال سينمائية تتم معالجتها بطريقة معينة تخدم أهدافها وسياساتها.

وأكد سالمين على ضرورة أن يكون هناك حملة إعلامية واسعة للكشف عن الوجه الحقيقي لمثل هذه المؤسسات وما تقوم به من توجيه ومحاولة السيطرة على جماليات السينما والفن، وما تتضمنه من قيم إنسانية عالية، واستبدالها بأفكار أخرى تخدم سياسة فئة محددة. وقال:»أعتقد أنه لا يجدر أن يقوم أحد بتوجيه السينما بالطريقة التي يراها مناسبة، كما تفعل قطر، التي تريد منتجا سياسيا يطابق برامجها السياسية ويخدم فكرها ورؤاها العدائية. إن الصحيح واللازم هو أن تظل السينما مفتوحة أمام الجمهور، وشفافة في أفكارها بحيث تصل اليه بالطريقة المناسبة«.


إرهاب في ثوب الدراما
أكد نقاد متخصصون في الدراما ل»البيان«، أنه بالنظر إلى سلوك قطر العام منذ 20 عاماً.. وبتفحص الأعمال الدرامية التي أنتجتها ومقارنتها مع مضمون سياساتها ومخططاتها، نجد أن الدوحة سعت، بجلاء، إلى توظيف كافة الأعمال الدرامية تلك، لخدمة غاياتها ومآربها، بحيث تكون مكرسة لشق الصفوف ومعززة لحضور التشدد وانتشار الإرهاب وتفرق العرب، وذلك مثل: مسلسل»الأمين والمأمون«و»سقوط الأندلس«و»وضحا وابن عجلان«. إضافة إلى»أبو جعفر المنصور.. من الدعوة إلى الدولة" الذي يتطرق إلى الواقعة التاريخية بين الأمويين والعباسيين والتي تعد الأكثر جدلاً في التاريخ، وغيرها من الأعمال الدرامية التي تبث كل أشكال الفرقة والكراهية. وأضاف هؤلاء النقاد: كل ما انتجته قطر واذرعها الاعلامية ما هو الا بذرة لبث الفرقة وشق الصفوف، ونشر الارهاب في المنطقة.

Email