التغاضي عن تداعيات الأزمة ضرب من خيال المتوهمين

الخيانة القطرية عصيّة على الصفح

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كان يتعذّر الصفح عن خيانة قطر، فإن التجاوز عن الشرخ الذي أحدثته ممارساتها الغادرة في المنطقة يبدو مستحيلاً، أما التغاضي عن مضاعفات الأزمة ككل على مسرح العالم فليس، إلا ضرباً من خيال المتوهمين.

ويتبلور من هذا المنطلق تساؤل جدعون راشمان في مقاله الأخير في صحيفة «فايننشال تايمز» عما إذا كان الصعود الصاروخي سيعقبه سقوط مدوٍ لن تستثني آثاره المتموّجة، إذا حصل بالفعل، أية بقعة على خارطة العالم.

ويمكن تحسّس الأزمة الأمنية بحسب راشمان في قاعات الاجتماعات وأوساط وزارات المال المتوزّعة في أنحاء العالم، حيث إن الواقع الجديد لمنطقة الخليج الناجم عن تعنّت قطر لا يُحسب دولياً بميزان اللامبالاة والاستخفاف، باعتبار أن دول الخليج مجتمعةً تتمتّع بثقل هائل على مسرح الاقتصاد العالمي.

ولا ينسى أحد أن دبي التي لعبت بحذاقة على وتر علاقات التقارب مع أوروبا وجنوب آسيا وإفريقيا وروسيا، تشكل نقطة ارتكاز الشرق الأوسط، وأن وسط مدينتها يشمخ أطول برج في العالم، وطيران الإمارات أحد أضخم الشركات وأهمها في العالم.

كما لا يغفل عاقل عن سيطرة جهاز أبوظبي للاستثمار على أصول تفوق قيمتها 800 مليار دولار، ما ينصّبها صاحبة ثاني أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم، وأحد أضخم الجهات المالكة في العالم.

أضف إلى ذلك موقع السعودية أكبر وأقوى دول المنطقة بوصفها أكبر منتج للنفط في العالم. أما قطر فأمعنت في استثمار مليارات النفط في مشاريع منتشرة حول العالم وهي بصدد استضافة كأس العالم لكرة القدم مبدئياً في 2022.

إلا أن أزمة قطر المتعنّتة الغافلة عن ضرورة احترام الجوار قلباً وقالباً، والابتعاد عن الانجراف في تيار العزلة والخطيئة يهدّد بمآسٍ كثيرة تتربص بها.

جماعات تأثير

وبرزت من جهة أخرى حملات جماعات التأثير الأجنبية التي ندّدت بدعم قطر للتطرف والإرهاب بوصفهما السبب الأساسي المولد لحالة الضغط الدولي. وأكد أبرز ناشطي الحملة بأن أفعال قطر قوّضت قضية السلام في منطقة الشرق الأوسط، معرباً عن اعتقاده بأن مسيرة التقدم نحو إحلال السلام في المنطقة يستدعي من الولايات المتحدة إخضاع قطر للمحاسبة.

وانطوت الحملة على نشر إعلانات في موقع «يو إس إيه توداي» وتوجيه كتاب مفتوح إلى البيت الأبيض والمشرعين في كابيتول هيل.

وأشارت افتتاحية «نيويورك تايمز» في هذا الصدد إلى أنه لا يجوز تحريف أو تأويل سوء أفعال قطر وحليفتها الإيرانية، وتماديهما في تغذية أوكار الإرهاب ومدّها بالمال والسلاح والتدريبات.

واستنكر دانييل غلاسر، مسؤول الخزانة الأميركية السابق، حسبما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» قيام ممولي الإرهاب بالعمل بشكل علني وبغيض في قطر، وحضّ الحكومة على ضرب مثل تلك الأعمال بيد من حديد.

وكانت قطر استنجدت بتركيا، حيث أن العلاقات السعودية التركية متوتّرة بسبب قطر، كما أن تركيا أرسلت قوات إلى قطر في استعراض للدعم، وإرسال إمدادات من منتجات الألبان.

Email