تفنن في محاولات إحداث الفوضى وفبركة الأخبار

«الجزيرة» و«المنار» طباخ السم واحد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تظهر عناوين مواقع قناتي «الجزيرة» القطرية و«المنار» اللبنانية الإيرانية تشابها كبيرا لدرجة أن بعضها منسوخ بالحرف، ليتضح بالدليل القاطع اشتراك الموقعين في السياسة التحريرية التي تتفنن في فبركة الأخبار ضد الدول الخليجية وتستنكر وتنفي كل ما تم كشفه عن دعم قطر للإرهاب والإرهابيين ومحاولتها في زعزعة الاستقرار في المنطقة وإحداث الفوضى.

المنطق الإعلامي يقول إنه لا يمكن أن تتطابق سياسات تحريرية لأي وسيلتين مهما كانت المدرسة الصحافية أو المرجعية الصحافية، والمنطق يقول إن ثمة صحفيين تلقوا المهنة من مصدر واحد لكل منهم أدواته في العمل والتطوير.

أما تطابق الأفكار وخصوصا السياسة التحريرية بين وسيلتين إعلاميتين، فهو بكل تأكيد يدل على أن الصانع للسياسة التحريرية واحد فضلاً عن الأهداف، وقد فضحت قناة المنار التابعة لحزب الله وجود صانع تحريري واحد بينها وبين قناة الجزيرة الإنجليزية، وتطابقت الكلمات والحروف في عناوين الأخبار.. من خلال عنوان «قطر تفند ادعاءات البحرين»!؟

وبما أن الصانع واحد في هذه الأخبار وصياغتها وتوجيهها، فمن الطبيعي أن يكون الداعم والممول واحد، وهذا يقودنا إلى الترابط المالي بين قطر ووسائل الإعلام اللبنانية التي كانت في فترة علنية.

وليس غريبا على قناة الجزيرة التي احتضنت العديد من الصحافيين المحسوبين على حزب الله الإرهابي، أن تتبع ذات السياسة التحريرية لقناة المنار، ومن بين الصحافيين الذين ترعرعوا في حضن الجزيرة، سامي كليب، ولونا الشبل وغسان بن جدو، والقائمة تطول.. ما يكشف لنا تشابه البيئة الإعلامية وكذلك المعنوية لإعلام الدوحة.

الميثاق المزعوم

اللافت والمثير في ذات الوقت أن ميثاق الجزيرة «المزعوم»، تخلى عن كل الثوابت المهنية والأخلاقية، فمن بين هذه الثوابت وميثاق العمل المهني، التمسك بالقيم الصحافية من صدق وجرأة وإنصاف وتوازن واستقلالية ومصداقية وتنوع دون تغليب للاعتبارات التجارية أو السياسية على المهنية، وقد تكشف لكل من يتابع الإعلام الخليجي والعربي زيف وادعاءات وفبركات قناة الجزيرة.

أما المبدأ الثاني، فهو السعي للوصول إلى الحقيقة وإعلانها في التقارير والبرامج بشكل لا غموض فيه ولا ارتياب في صحته أو دقته، ولعل الأزمة الخليجية أوقعت الجزيرة في شر أعمالها التزييفية والادعائية بحق دول الخليج.

وقال المشرع القانوني البحريني فريد غازي رفيع لــ«البيان» إن «قناة المنار تمثل حزبا إرهابيا هدفه نشر الطائفية والتطرف والعداء للأمة العربية والإسلامية، وقناة الجزيرة سيطرت عليها تنظيمات إرهابية متطرفة شكلت معولاً يضرب في الأنظمة العربية المعتدلة، وأصبحت أذرع الجزيرة معاول هدم للشعوب العربية، وقد لعبت دورا تدميريا في ما يسمى بالربيع العربي».

وأضاف غازي «أعتقد أن هاتين القناتين يوجد بينهما عامل وقواسم مشتركة متعلقة أولاً بمصادر التمويل، والأهداف المشتركة وهي هدم الأنظمة العربية، وقد توجد بعض الفروقات البسيطة ولكن أهداف الهدم واحدة».

وتابع «لذلك، لابد من اتخاذ خطوات قانونية تجاه هذه القنوات التي تبث السموم في الأوطان العربية، وتخدم أغراض تنظيمات متطرفة، ودولاً ترى الإرهاب العالمي». وقال «ومن الأمثلة المثيرة للريبة هو أن أحد أهم مذيعي الجزيرة وحين خرج منها أسس قناة تتبع حزب الله والنظام الإرهابي بإيران».

التحام طبيعي

من جهته، قال الباحث المصري في شؤون الجماعات المتشددة سامح عيد (المنشق عن تنظيم الإخوان الإرهابي) لـ«البيان»: «بأن إيران صارت أقرب لقطر من أشقائها الخليجيين. وصار طبيعيا أن تلتحم قناة الجزيرة مع قناة المنار وأن تكون القنوات الداعمة لإيران وحزب الله داعمة لقطر في أزمتها الراهنة. مشددا على أن العلاقات بين الدوحة وحزب الله علاقات قديمة ممتدة منذ العام 2006، وكانت الدوحة مظلة مالية لدعم حزب الله.

بدوره، قال الخبير الإعلامي المصري البارز ياسر عبدالعزيز، إن قناة المنار هي أداة دعاية واضحة ومباشرة بحكم تبعيتها لميليشيا حزب الله اللبناني، بالتالي هي وسيلة من الوسائل الدعائية والترويجية للحزب بأكثر من كونها وسيلة إعلام، فهي تنطق بلسان حزب الله مباشرة وبالتالي يسهل على الكثيرين معرفة نمط الأداء الذي تقوم به.

واعتبر لـ«البيان»- قناة الجزيرة بكونها أخطر من قناة المنار نفسها، لأن المنار وإن كان واضحا تبعيتها مباشرة لحزب الله، فإن الجزيرة تقدم نفسها لبعض الوسطاء من الجمهور باعتبارها وسيلة إعلام محايدة ومهنية واحترافية، وهي أبعد ما تكون عن ذلك كله، إذ إنها ليست سوى أداة سياسية في يد الحكومة القطرية تستخدمها بشكل مباشر في تنفيذ مخططاتها وأجنداتها في المنطقة.

Email