أستراليا تغازل "فيفا" ببطولة السيدات

«الكانغارو» يطرح نفسه بديلاً لقطر 2022

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يسعى فيه السويسري جاني إنفانتينو للبحث عن بديل آسيوي وتحديداً من شرق القارة من أجل أن يكون جاهزاً لاستضافة مونديال 2022، عندما يقرر فيفا نقل البطولة من قطر، فإن الكانغارو الأسترالي أرسل رسالة واضحة إلى رئيس فيفا وطاقمه عبر تأكيد الجاهزية لاستضافة مونديال السيدات 2023، وكذلك أي (حدث كبير يرغب فيفا في منح أستراليا «الدولة القارة» شرف تنظيمه)، بل ومضت الصحافة الأسترالية أكثر من ذلك بالقول إن قادة الاتحاد الأسترالي لكرة القدم قدموا مقترحاً لفيفا من أجل أن يتولى مستضيف المونديال الرجال مونديال السيدات في السنة التالية مباشرة، في فكرة مماثلة لما يحدث في اللجنة الأولمبية الدولية، حيث يتولى مستضيف الأولمبياد الصيفي تنظيم الأولمبياد الخاص بعد ذلك بشهرين تقريباً، وبما أن الفارق بين مونديالي الرجال والسيدات أقل من 11 شهراً، فإن كل المطلوب في هذه الحالة هو أن يستمر جزء من لجنة تنظيم مونديال الرجال في العمل لفترة إضافية فقط، من غير أن يكون هناك احتياج لتشكيل لجنة جديدة لتنظيم مونديال السيدات، وهي فكرة تقلل من النفقات، في الوقت نفسه تمنح اللجنة المنظمة لمونديال السيدات الخبرة الكافية، بعد أن تعاملها مع مونديال الرجال.

أفكار

ودعت الصحافة الأسترالية، فيفا إلى إدخال أفكار جديدة بالفعل على عمل الاتحاد الدولي، فلا يكفي أن يتحول المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم إلى مجلس تنفيذي، أو أن تحويل اختيار الدولة المنظمة للمونديال مستقبلاً إلى الجمعية العمومية بدلاً عن الطريقة السابقة بتصويت أعضاء المكتب التنفيذي، تفادياً للفساد في التصويت، حتى يثبت فيفا أنه يمضى نحو تقديم أفكار تختلف عن ما كان سائداً في أروقة الاتحاد الدولي في الماضي.

نموذج

ومضت تقارير في الصحافة الأسترالية، إذا كان فيفا يرى جدوى فيما قامت به اللجنة الأولمبية الدولية من أجل تفادي الفساد في عملية اختيار المدن بتحويل الاختيار إلى الجمعية العمومية بدلاً عن المكتب التنفيذي، فعليه ألا يتوقف عن الاقتباس من الأفكار الأولمبية عند هذا الحد فقط، فما تقوم به اللجنة الأولمبية الدولية بتنظيم الأولمبياد الصيفي أو الشتوي وبعده مباشرة في المدنية نفسها الأولمبياد الخاص، شهد الكثير من النجاح للأولمبياد الخاص، الذي بات جزءًا من المشهد الكبير للأولمبياد نفسها صيفي أو شتوي، بل بات لا ينظر إلى تقيم أي أولمبياد صيفي أو شتوي إلا بعد نهاية الأولمبياد الخاص الذي يقام بعده في المدينة نفسها.

وطالبت تقارير أسترالية «فيفا» بأن يربط مستقبلاً بين تنظمي المونديالين الرجالي والنسائي، بحيث يتم التقدم بطلب واحد لتنظيم المونديال الرجالي والنسائي، حيث ينظمان في عامين متتاليين.

وأضاف التقرير: مثل هذه الأفكار هي التي تدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى التطور، الآن يتابع الجميع مونديال الرجال، وتتقاتل الدول من أجل أن تحصل على شرف تنظيمه، على العكس من المونديال النسائي الذي يبحث دائما عن منظمين، بل في أغلب الأوقات لا تتنافس أكثر من دولتين على شرف تنظيم مونديال السيدات، وربما يوما ما سيبحث «فيفا» عن مستضيف للمونديال النسائي ولا يجده.

موقف

وتبارت الصحافة الأسترالية على أثبات أحقية أستراليا باستضافة مونديال 2022، إذا قرر فيفا نزع التنظيم من قطر، وأضافت التقارير، منذ اليوم الأول تقدمت أستراليا من أجل تنظيم مونديال 2022، وقدمت ملفا كان الأفضل بين جميع الملفات بشهادة «فيفا» نفسه، وخسرت التصويت لأسباب يعلمها الجميع لم يكن من بينها كفاءة الملف، أو قدرة الدولة فعليا على تنظيم البطولة، رغم أن العالم كله كان يعلم بأن أستراليا الأحق بتنظيم المونديال من غيرها، لما تملكه من إمكانات، ولأنها تتفوق على منافسيها الآخرين بميزات كبرى، فهي لم يسبق لها تنظيم المونديال مثل الولايات المتحدة الأميركية، أو كوريا الجنوبية أواليابان، وتملك أفضل ملف بالفعل، ولكن «فيفا» الذي كان يباع ويشترى في ذلك الوقت منح المونديال إلى من دفع أكثر.

وواصلت التقارير الأسترالية، قدمنا أفضل أولمبياد في سيدني 2000، وأبهرنا آسيا في بطولة الأمم 2015، وكما قام جاني إنفانتينو بزيارة تمهيدية لكوريا واليابان والصين، كان عليه أن يقدم الخيار نفسه لأستراليا، وليس خافيا على أحد أن الحديث بين رئيس «ففيا» وقادة الاتحاد الصيني تحديدا كان مركزا على ما يجري الآن، وتأثير المقاطعة على حظوظ قطر في الإبقاء على المونديال على أرضها.

ومدى جاهزية الاتحاد الصيني لكرة القدم لأن يحل الآن في استضافة المونديال بدلا عن الانتظار لسنوات قادمة.

تفضيل

وواصل التقرير: لا نريد لرئيس فيفا الحالي أن يستمر في التعامل مع الدول بالطريقة التي كان يتعامل بها الرئيس الفساد سيب بلاتر الذي كان يفضل دولا بعينها على بقية أعضاء فيفا، ويضع إمكانياته كلها مع تلك الدولة، بدعوى زائفة تحت مصلحة كرة القدم، وهذا ما يقوم بها إنفانتينو الآن، حيث يتعامل مع الصين على أنها مستقبل كرة القدم في العالم، وهي نظرة قائمة على الحسابات المالية فقط، من واقع أن الصين قادرة على أن تشكل أكبر سوق تسويقي للمعلنين عبر مباريات كرة القدم، كما تسعى الصين نفسها الآن إلى ترسيخ هذه الفرضية بأنها مستقبل كرة القدم، حيث تنفق الأندية الصينية بشكل قياسي من أجل التعاقد مع اللاعبين، ولكن هذا الإنفاق والاهتمام الحكومي الكبير لا يمنح الصين حق المعاملة التفضيلية التي تنالها الآن من رئيس «فيفا»، فأستراليا تملك الكثير من القدرات، المالية والتنظيمية والخبرة الرياضية ما يتجاوز نظيرتها الصينية، كما أنها سعت لاستضافة هذا المونديال في الوقت الذي كانت الصين بعيدة كل البعد عن هذه الفكرة.

وختم التقرير: دفع المغرب الاتحاد الدولة لكرة القدم للاعتراف بحق أفريقيا في استضافة المونديال، ولكن انحياز بلاتر التفضيلي لجنوب أفريقيا منح الأخيرة شرف استضافة المونديال، ويبدو أن إنفانتينو لا يختلف كثيراً عن مواطنه في هذا الأمر.

Email