مسؤولون يكشفون عن دور تخريبي متواصل وعرقلة أية محاولة لنهوض البلاد

حفتر يتهم الدوحة بدعم الإرهاب في ليبيا

Ⅶ قطر تدعم ميليشيات إرهابية تعيث خراباً في ليبيا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهم قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، قطر ودولاً أخرى لم يسمها، بدعم الجماعات الإرهابية، وذلك في بيان أصدره، أول من أمس، بشأن آخر التطورات على الساحة الليبية، ولاسيما الاشتباكات في العاصمة طرابلس.

وقال حفتر، في البيان، إن الجيش يراقب «الجاليات التشادية والسودانية والإفريقية عموماً والعربية الموجودة على الساحة الليبية التي دخلت إليها نتيجة عدم السيطرة على الحدود والتي تم دعمها وجلبها عن طريق دول إقليمية ودول تدعم الإرهاب».

وأضاف أن بعض هؤلاء الأشخاص استلموا «مبالغ مالية من دولة قطر وكذلك من دول أخرى ومن عناصر الإرهاب المتمثلة في بعض الميليشيات الإرهابية داخل ليبيا».

كما طالب حفتر بربط الجنوب بالمناطق الشمالية الشرقية، وتشغيل حركة الطيران العسكري والمدني للمساهمة في توفير متطلبات وتنقلات أهل الجنوب، معتبراً أن أمن الجنوب لا يستقيم ولا يستكمل إلا بالسيطرة على قاعدة الجفرة.

هذا ويجمع أغلبية الليبيين على الدور التخريبي الذي تقوم به قطر في بلادهم منذ سبع سنوات، من خلال دعمها المالي والعسكري والسياسي للجماعات الإسلامية الفاقدة للدعم الشعبي، وبخاصة جماعة الإخوان، والجماعة الإسلامية المقاتلة، وتنظيم أنصار الشريعة، والميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون.

وبحسب المحلل السياسي الليبي البشير الصويعي، فإن الشعب الليبي وجد نفسه أمام مواجهة معلنة عليه من قبل الدوحة، لها وجوه عسكرية وسياسية وإعلامية واقتصادية ودعوية، تصب جميعها في خدمة قوى الإسلام السياسي.

وتستهدف مؤسسات الدولة، وبخاصة الجيش الوطني. ويضيف الصويعي أن «الليبيين أدركوا منذ فترة ليست بقصيرة أن الدور القطري يحول دون تحقيق السلام في بلادهم، بعد أن أكد انحيازه للجماعات الإرهابية وللميلشيات المسلحة.

وأن حكام الدوحة الذين وقفوا بكل قوة وراء تدمير مؤسسات الدولة الليبية، سعوا إلى التمكين لأتباعهم ووضعهم على رأس السلطة، وهو ما رفضه الشعب، وحال دون تحقيقه، وحتى عندما حرر الجيش الوطني منطقة الهلال النفطي في سبتمبر الماضي، خرج الشيخ تميم بن حمد، بعد أيام ليحرض عبر منبر الأمم المتحدة، على قوات القوات المسلحة الليبية والدول الداعمة لها».

وقال: «نبدي استغرابنا إزاء موقف بعض الدول بتقديمها الدعم لقوة ترفض الحل الدولي وتعمل على إفشال قرار مجلس الأمن بالقوة»، مضيفاً أن «هناك قوى رافضة للحل الدولي استغلت فرصة انشغال قوات تابعة للمجلس الرئاسي في محاربة الإرهاب لتحتل موانئ تصدير النفط في ظل صمت دولي» حسب قوله.

كما لم ينس أمير قطر أن يغمر من قناة مصر بالقول: «إن هناك دول تدخلت في شؤون دول أخرى عسكرياً ومنها مصر فقد ساعدت القيادي العسكري الليبي حفتر وحاربت معه بالطائرات والجنود كما هو معروف للجميع من أجل الصداقة العسكرية وهذا أمر مرفوض ولكن مجلس الأمن اتخذ موقف المتفرج».

وفي مارس الماضي، وصف وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، علاقة بلاده مع ليبيا بأنهم «كمن يقفون دائماً على رؤوس أقدامهم» من دون أن يتضح القصد المباشر لهذه الجملة.

وكشف فيديو مسرب أثناء لقاء العطية مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبدالرحمن السويحلي أحد قيادات تنظيم الإخوان، حديث الوزير القطري القصير بقوله «حفتر يجعلنا واقفين دائمًا على رؤوس الأقدام».

وقال عضو مجلس النواب الليبي صالح أفحيمة إن «الدور القطري المرسوم من أجل تدمير ليبيا انتهى منذ عام 2011 بإسقاط النظام الليبي وتسليم البلاد للميليشيات الإرهابية.

لافتاً إلى أن قطر عندما تقف ضد قيام الدولة في ليبيا ومع استمرار حكم الميليشيات فيها، وتدفع في اتجاه إيجاد المناخ المناسب للإرهاب فوق الأراضي الليبية فهي تقصد جعل ليبيا حظيرة إرهاب وشوكة في خاصرة بعض الدول على رأسها جمهورية مصر العربية التي يعلم الجميع طول الحدود المشتركة بينها وبين ليبيا».

محاولة اغتيال

وفي فبراير الماضي، كشف المشير خليفة حفتر، أن العمل الإرهابي الذي قامت به قطر على الأراضي الليبية لن يمر مجاناً، مشدداً على أن العالم كافة يرفض الإرهاب، وعليه أن يضع حكامها في خانة الإرهابيين، وتابع: «لدينا من الأدلة ما يكفى على الأعمال الإرهابية التي قامت بها قطر في حق ليبيا والليبيين».

وأضاف أن قطر سعت إلى تنفيذ أجندة الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما، في ليبيا، حيث عملت على مد الجماعات الإرهابية في ليبيا بالأفراد والأسلحة.

وكانت قطر قادت حرباً على واجهات عدة ضد الجيش الوطني الليبي وقيادته العامة بعد الإعلان عن إطلاق عملية الكرامة في ربيع 2014، منذ أن أتهمها المشير خليفة حفتر بالتورط في محاولة اغتياله الفاشلة عندما استهدفت سيارة مفخخة أحد مكاتبه في 4 يونيو 2014.

وصولاً إلى ما صرح به عضو مجلس النواب علي السعيدي أخيراً من أن الميلشيات المسلحة التي نفذت هجوماً إرهابياً على قاعدة براك الشاطئ، الخميس قبل الماضي، حصلت على تمويل قطري. وكان حفتر اتهم «دولة قطر بالوقوف وراء محاولة اغتياله الفاشلة»، قائلاً:

«قطر تستهدفني من أول يوم عدت إلى ليبيا، وسيكون لنا رد على قطر عاجلاً أم آجلاً نتيجة أفعالها وإساءاتها للشعب الليبي». فيما أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري أن قطر «لا تريد الاستقرار لليبيا.

وقد كانت دائماً إلى جانب الجماعات الإرهابية في كامل أنحاء البلاد، ولم تتوقف عن دعم العناصر الإرهابية في درنة وبنغازي وصولاً إلى طرابلس ومصراتة، كما وقفت بالمال والسلاح وراء ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، الوجه الآخر لجبهة النصرة في سوريا، وكلاهما تابعان لتنظيم القاعدة».

مضيفاً أن «الشعب الليبي يدرك أن حكام قطر سعوا إلى تنصيب الإخوان وحلفائهم على رأس الدولة لأهداف عدة، منها تهديد الأمن القومي المصري، ووضع قدم للإخوان في شمال إفريقيا، والسيطرة على الثروات الليبية وخاصة النفط والغاز».

ويرى المحلل السياسي عبد الكريم الورفلي أن قطر سعت إلى بسط نفوذها في المنطقة انطلاقاً من النافذة الليبية، ولذلك كانت وراء تسليح المليشيات الخارجة عن القانون، ووراء حل مؤسسات الدولة، والوقوف ضد فكرة بناء جيش وطني قوي، كما كانت وراء تشكيل منظومة فجر ليبيا بعد خسارة حلفائهم في الانتخابات، ولوحظ آنذاك أن كل من يقف في وجه المخطط القطري إما أن يتعرض للاغتيال أو يغادر البلاد، كما كان واضحاً التجييش الإعلامي الذي اعتمدته قطر ضد القوى الوطنية الليبية، وخطتها لتمكين الميليشيات من السيطرة على العاصمة طرابلس، وتوجيه المال والسلاح إلى الجماعات الإرهابية في شرق البلاد، وبث الفتنة بين أبناء الشعب الليبي.

وبحسب الورفلي فإن قطر كانت وراء بث الفرقة بين الليبيين، وقام إعلامها وخاصة قناة «الجزيرة» بدور إجرامي في تدمير الدولة الليبية وفي دعم الجماعات الدينية المتشددة التي تقاسمت الأدوار بين أذرعة سياسية وأخرى قتالية إلى جانب أذرعة اقتصادية نهبت قوت الليبيين.

وعلى الصعيد الاقتصادي، كشفت مصادر لموقع «هوربوست»، طبيعة الدور القطري الذي يهدف إلى السيطرة على النفط الليبي في الأسواق.

وذلك عن طريق دعم حلفائها من المليشيات والمتطرفين، بهدف زعزعة الاستقرار وزيادة الاضطراب الداخلي، ما يعوق عملية استخراج النفط الليبي وتصديره للخارج، فضلًا عن استهداف الحقول النفطية وأنابيب الخام والغاز، وهو ما سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الليبي وتراجع الصادرات النفطية، ويمكن في الوقت نفسه الحكومة القطرية من الاستحواذ على حقوق استخراج وبيع النفط في ليبيا.

وتحدث موقع "هوربوست" مع وزير قطري سابق، أكد أنَّ أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه حمد بن جاسم آل ثاني، فعليًا بدآ في عملية شراكة لفتح شركات “أوف شور” لإدارة النفط الليبي ضمن المخطط الممنهج من جانب قطر لدخول الأراضي الليبية والاستحواذ على ثرواتها الطبيعية وضمها إلى الأسواق الخاصة بها.

وأكد عضو مجلس النواب الليبي صالح أفحيمة لـ"هوربوست"، أنَّ قطر لا تريد الوصول لحل بشأن الأزمة الليبية، خاصة أن عودة تصدير ليبيا للنفط وعودة مكانتها بين الدول المصدرة سيجعل منها منافسًا وسيؤدي لانخفاض الأسعار.

Email