قطر تطعن الإجماع العربي وتغازل إيران

تميم بن حمد ــ أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدلى أمير قطر بتصريحات أقل ما يمكن ملاحظته فيها أنها تغريد خارج السرب وطعنة للإجماع الخليجي في السياسة الخارجية، وما يلتقي معها من سياسات عربية ودولية إزاء التحدّيات التي تواجه المنطقة، وبخاصة بشأن الموقف من إيران وتدخّلاتها في شؤون دول المنطقة، وحديثه عن تعرّض قطر لاتهامات «ظالمة».

وفي حديث بثته وكالة الأنباء القطرية على موقعها بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجنّدي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال أول من أمس، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها.

وقال تميم: «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب برغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش»، مضيفاً: «أن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها نسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته إلا بإصدار تصنيفات تجرّم كل نشاط عادل».

الاتّهام بالإرهاب

وأضاف: «ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله»، داعياً الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكداً أن قطر لا تتدخل في شؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وشدد أمير قطر على أن «العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة برغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي»، وأشار سموه إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، فإنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره.

وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطر بالرياض، جدد شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، ما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبيّن أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود الإسهام في تحقيق السلام العادل بين «حماس» التي وصفها بأنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.

علاقات توازن

وشدد أمير قطر على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد؛ نظراً إلى ما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد التوتر في المنطقة، ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك.

واختتم أمير قطر حديثه بتأكيد التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها.

Email