خادم الحرمين في القمة العربية الإسلامية الأميركية: طهران رأس حربة الإرهاب العالمي.. وترامب: إيران مسؤولة عن عدم الاستقرار

الإمارات: التدخّلات الإيرانية في المنــــطقة تذكي الطائفية والتطرّف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن قمم الرياض، التي اختتمت أمس بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تدشن لحقبة استثنائية من العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة، وردم الهوة وتجاوز الخلافات نحو آفاق من الشراكة الاستراتيجية تدحض مقولات صراع الحضارات.

وأكدت دولة الإمارات، في بيان خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية، أن العلاقة العضوية بين التطرف والإرهاب تمثل جوهر المشكلة التي تواجه المنطقة والعالم، وأن جماعة الإخوان المسلمين، التي تؤدي دوراً مشبوهاً ذا هدف سياسي، هي الأرضية الرئيسة التي أسهمت في صعود خطاب التطرف والإرهاب. ولفت بيان الدولة إلى الدور الإيراني السلبي الذي يمثل تحدياً خطراً، من خلال السياسات التدخلية التي تذكي الطائفية والتطرف.

ورسم القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية الأميركية ملامح خريطة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة والعالم، وتتمثل في محاربة الإرهاب ومواجهة التهديدات الإيرانية وترسيخ ثقافة التعايش والسلام والتنمية، وهو ما ورد في كلمات القادة خلال القمة بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

إذ أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن إيران هي رأس الإرهاب العالمي، وتوافق مع هذا التوصيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد أن النظام الإيراني مسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة، وأنه يوفر الأسلحة والتدريب للإرهابيين والجماعات المتطرفة.

وثمنت دولة الإمارات العربية المتحدة المبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالدعوة إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية.

وأعربت دولة الإمارات، في بيانها الرسمي في القمة التي عقدت أمس في الرياض، عن عظيم تقديرها وكامل دعمها وغاية امتنانها لاستضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة هذه القمة الاستثنائية.

وأكدت أن «هذه الدعوة الكريمة لحضور هذه القمة الرائدة والمشاركة فيها تبشر بأننا أمام حقبة استثنائية نحو حوار حقيقي بين الحضارات، وتفاعل صادق بين الثقافات، ورؤية جادة لعالم يسوده السلم والسلام، وينعم بالأمن والأمان، ويحظى بالاستقرار والنماء لنا جميعاً وبلا استثناء».

مبادرة تاريخية

وجاء في بيان الدولة خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية أن دولة الإمارات العربية المتحدة لتثمن المبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى القمة، إذ تعرب عن عظيم تقديرها، وكامل دعمها، وغاية امتنانها، لاستضافة المملكة العربية السعودية هذه القمة الاستثنائية.

فإن هذه الدعوة الكريمة لحضور هذه القمة الرائدة والمشاركة فيها تبشر بأننا أمام حقبة استثنائية نحو حوار حقيقي بين الحضارات، وتفاعل صادق بين الثقافات، ورؤية جادة لعالم يسوده السلم والسلام، وينعم بالأمن والأمان، ويحظى بالاستقرار والنماء لنا جميعاً وبلا استثناء.

كما عبّرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن عميق الشكر للمملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً، أرضاً وتاريخاً، لكل ما تم بذله من غالٍ ونفيس، وما زال يُبذل من عزم وحزم وأمل، في سبيل مستقبل من السلام والاستقرار العالميين لشعوب المنطقة والعالم بأسره. فالجهود المباركة للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في دعم الوسطية ونبذ التطرف، والعمل على تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال، هي محل إشادة وتقدير.

وتوجهت دولة الإمارات العربية المتحدة للرئيس دونالد ترامب الصديق والشريك الأميركي بجزيل الشكر وبالغ الترحيب بقرار المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية التاريخية، وأشادت بعمق الرؤية الاستثنائية التي يحملها نحو شراكة حقيقة بين الحضارات، والتواصل الإيجابي بين الثقافات.

فهذا الوجود التاريخي إنما يدشن لمرحلة جديدة من العلاقات المتميزة بين الولايات المتحدة ودولنا، في إطار من التعاون الاستراتيجي والانفتاح الحضاري والثقافي، والرغبة الأكيدة في تحقيق الاستقرار والدفع نحو مزيد من الانفراج في كل الملفات ذات الاهتمام المشترك.

كما أنها تسهم بشكل مباشر في مد الجسور بين الشعوب، وردم الهوة، وتجاوز الخلافات، والمضي قدماً نحو مزيد من التفاهمات والتحالفات على مختلف الصعد والمستويات كافة، ونأمل معاً من خلال آفاق هذه الشراكة الاستراتيجية أن ندحض مقولات صراع الحضارات وحتمية الصدام بين الثقافات.

كما أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن بالغ سعادتها بالوجود بين أشقائها من كل الدول الإسلامية التي حضرت هذه القمة بروح من التفاؤل والهمة العالية والمسؤولية التاريخية، حيث تسود قيم التسامح والسلام والعيش المشترك. وأضاف بيان الدولة: «ما أحوجنا اليوم إلى عالم متسامح ومسالم ومتعايش، قادر على درء آفة التطرف وخطر الإرهاب، ومواجهة كل التهديدات الناجمة عنهما».

وأضاف البيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة لتؤكد أن التطرف والإرهاب لا يرتبطان بثقافة أو دين أو مجتمع أو دولة، وإنما هما الخطر الذي يواجهنا جميعاً وبلا استثناء.

كما أكدت أنه ليس بمقدور أي دولة وحدها، أو جماعة بعينها، أو منظمات وأفراد، أن يواجهوا هذا الخطر الداهم على نحو منفرد أو بمعزل عن الآخرين، فالحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى أن نمضي قدماً للعمل الجماعي، والتعاون الدولي، وتدشين الشراكات والتحالفات، في سبيل دحر خطر التطرف والإرهاب اللذين يتربصان بشعوبنا ومقدراتنا، ويهددان أمننا واختطاف مستقبلنا.

فلا ينبغي لنا أن نسمح لشرذمة صغيرة متطرفة باختطاف الدين الإسلامي الحنيف، تحاول أن تبث تصوراتها المنحرفة عن صحيح الدين، ونشر خطاب التطرف والكراهية والعنف في مجتمعاتنا، إذ إن هذه الشرذمة الصغيرة المتطرفة لا تمثل الإسلام أو الغالبية من المسلمين من ذوي التوجه الخير والمحب للآخرين.

وأشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بمواقف وجهود المؤسسات الإسلامية الكبرى، مثل رابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وكذلك المبادرات الخلّاقة لأشقائنا من الدول العربية والإسلامية التي منها على سبيل المثال -لا الحصر- ما قامت به جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، في سبيل نقد الخطاب المتطرف، ونشر خطاب الوسطية والاعتدال.

«فنحن، في دولة الإمارات العربية والمتحدة، اعتمدنا رؤية شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب بالمعنى الواسع والمعمق، من خلال تبنّي استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد، تقوم على اعتماد تصورات طويلة الأمد، وخطط تنفيذية تضمن اجتثاث جذور التطرف والإرهاب من المجتمع الإماراتي، والمحافظة على روح الولاء والانتماء للدولة، من خلال تبنّي المنهج الوقائي والمعالجة الاستباقية».

وقد مارست دولة الإمارات العربية المتحدة تجربتها في إطار استراتيجية «متعددة الأبعاد» من خلال المؤسسات الأسرية، باعتبار الأسرة المؤسسة النموذجية الرئيسة واللبنة الحقيقة في النسيج الاجتماعي، والمؤسسات الشبابية والرياضية والثقافية، باعتبارها الروافد الرئيسة لتحصين الشباب من أفكار التعصب والكراهية التي قد تؤدي إلى حافة هاوية التطرف والعنف، والمؤسسات التربوية والتعليمية.

باعتبارها الحواضن الفكرية للمناعة الذهنية ضد أفكار وسلوكيات التعصب والكراهية، والمؤسسات والهيئات الدينية والوعظية، باعتبارها جهات معتبرة في التأصيل الديني والحماية الأخلاقية، وتنمية قيم الفضيلة والوسطية والاعتدال، ونبذ التعصب والكراهية، وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ذات النشاطات الاجتماعية والتوعية والتطوعية.

جملة مبادرات

كما دشنت دولة الإمارات جملة من المبادرات العملية في إطار التعاون الدولي، تشمل استضافة مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف والعنف بمشاركة 12 دولة، كما استضفنا مركز صواب بشراكة إماراتية أميركية في إطار التحالف الدولي ضد «داعش»، كما دشنّا مجلس الحكماء المسلمين الذي يضم في عضويته كوكبة من العلماء المسلمين الأجلاء.

ومن آخر مبادرات الدولة، في هذا الصدد، استضافة ورعاية المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني الذي يسعى لاعتماد اتفاقية دولية ملزمة تحظر الإرهاب الإلكتروني بكل أشكاله، بما في ذلك محاولات التجنيد، والتحريض على الإرهاب والدعوة إليه، والإشادة به، وتمويله، وعدم التبليغ عنه؛ إضافة إلى الدعوة إلى العنف، والكراهية، والتمييز العرقي والديني، والإساءة إلى الآخرين وإلى الأديان. وإن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد أنه لم يعد هناك مجال للتراخي أو التقاعس أو التردد.

كما أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها الثابت وقناعتها الراسخة بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التطرف الإرهاب، وأنه لا بد لنا من أن نتعامل مع البيئات الحاضنة للتطرف، من خلال مقاربات فعالة للتعامل مع كل الأسباب الجذرية المؤدية إلى التطرف، وما يتبعها من التورط في جريمة الإرهاب.

جوهر المشكلة

وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، في هذا السياق، أن العلاقة العضوية بين التطرف والإرهاب تمثل جوهر المشكلة التي تواجه المنطقة والعالم.

فالتصدي للإرهاب أساسه مواجهة الفكر المتطرف والجماعات التي تصدر عنه، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي تؤدي دوراً مشبوهاً ذا هدف سياسي، باعتبارها الأرضية الرئيسة التي أسهمت في صعود خطاب التطرف والإرهاب، وبررت من خلاله استخدام العنف ضد الأبرياء، فلا بد لنا جميعاً من أن نقف موقفاً موحداً أمام هذا الخطر الداهم، ولا بد لنا جميعاً من العمل المشترك نحو مستقبل آمن لبناتنا وأبنائنا.

وإن دولة الإمارات العربية المتحدة لتودّ، في هذا الإطار، الإشادة بالتحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي يعتبر نموذجاً رائداً في التعاون المشترك والتحالف الدولي في سبيل مواجهة خطر التطرف والإرهاب.

الدور الإيراني

ولا يسعنا إلا أن نشير إلى أنه في هذه المرحلة الصعبة والقلقة من تاريخ المنطقة التي تعاني فيه خطر التطرف والإرهاب؛ نرى أن الدور الإيراني السلبي يمثل تحدياً خطراً، من خلال السياسات التدخلية التي تذكي الطائفية والتطرف، وتسعى إلى تحقيق أهداف سياسية عبر هذه السياسات التي تفرق ولا تجمع.

وإنه من خلال هذه القمة التي تجمع العرب والمسلمين مع الولايات المتحدة الشريكة، ندعو إيران إلى مراجعة سياساتها، واحترام سيادة جيرانها، والتواصل على أساس حسن الجوار وعدم التدخل، بما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي ختام البيان، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطلعها بحرص واهتمام إلى مخرجات هذه القمة التاريخية، كما أنها على يقين بأننا أمام مرحلة حاسمة تتسم بالإيجابية والأمل، فكلها ثقة بأن المستقبل هو ما نريده أن يكون، وأنه لا بديل للتعاون والعيش المشترك.

كلمة ترحيبية

في السياق، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود القمة بكلمة رحب فيها بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعماء المشاركين. ووصف القمة بأنها «تاريخية غير مسبوقة، تنعقد في وقت شديد الأهمية وبالغ الخطورة».

وأضاف خادم الحرمين الشريفين أن حجم المشاركة في القمة «دلالة كبيرة على أن دولنا العربية والإسلامية المجتمعة، وقد بلغت 55 دولة، ويتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة، تعد شريكاً مهماً في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويحمل فخامته في جعبته الكثير من الآمال والطموحات للتعاون مع العالم العربي والإسلامي».

وأكد رفض الجميع، شعوباً ودولاً، بكل لغة، وإدانتهم بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له، مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما.

وشدد الملك سلمان على أن «النظام الإيراني يشكّل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني حتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979»، مشيراً إلى أن إيران رفضت مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية.

واستبدلت بذلك الأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن النظام في إيران ظن أن صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع، حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته، كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة.

وأكد، في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأميركية، ما يحظى به الشعب الإيراني لدى المملكة من التقدير والاحترام، «فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه»، لافتاً إلى أن «المملكة عانت طويلاً، وكانت هدفاً للإرهاب، لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين.

ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره، من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم، ولقد نجحنا في التصدي للأعمال الإرهابية، وأحبطنا محاولات إرهابية كثيرة، وساعدنا الأشقاء والأصدقاء في دول العالم على تجنب مخططات تستهدف نسف أمنهم وتدمير استقرارهم». وأكد أن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط، بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح.

معركة الخير والشر

في الأثناء، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الحرب ضد الإرهاب معركة بين الخير والشر، وليست صراع حضارات، داعياً الدول التي يشكّل المسلمون غالبية سكانها أن تقود عمليات مكافحة التطرف، مضيفاً أن «المستقبل الأفضل لن يكون ممكناً إلا إذا أخرجت دولكم الإرهابيين.. أخرجوهم من أماكن العبادة عندكم. أخرجوهم من مجتمعاتكم».

وقال إن «هذه معركة بين المجرمين الهمجيين الذين يسعون إلى القضاء على الحياة الإنسانية، والأشخاص الجيدين من جميع الأديان الذين يسعون إلى حمايتها. هذه معركة بين الخير والشر». واعتبر أن الدول العربية والإسلامية عانت أكبر الخسائر من جراء التطرف، وقال: «أغرق دم الأبرياء الأرض القديمة»، مؤكداً أن «الإرهاب لا يعرف ديناً أو عقيدة أو قبيلة».

إيران تموّل الإرهاب

وعن التدخلات الإيرانية، قال ترامب إن إيران مسؤولة عن تدريب جماعات مسلحة في الحرب في سوريا واليمن والعراق، إلا أنه فرّق بين «غنى وثقافة» الشعب الإيراني والحكومة المتهورة في طهران. وقال: «علينا أن ندعو أن يأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الإيراني على الحكومة العادلة التي يستحقها».

بالنسبة إلى النفوذ الإيراني، قال ترامب: «إن الحكومة التي تمنح الإرهابيين مأوى آمناً ودعماً مالياً، وهي المسؤولة عن هذا المستوى من انعدام الاستقرار في هذه المنطقة. أنا أتحدث بالطبع عن إيران.

من لبنان إلى العراق واليمن، إيران تموّل التسليح وتدرب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة، إنها حكومة تتحدث علناً عن القتل الجماعي، وتتوعد بتدمير إسرائيل وموت أميركا، والخراب للعديد من الزعماء والشعوب الموجودين في هذه الغرفة»، داعياً المجتمع الدولي إلى عزل إيران، «حتى يصبح النظام الإيراني مستعداً للشراكة من أجل السلام.. على كل الدول التي تملك ضميراً، أن تعمل معاً لعزل إيران».

وقال الرئيس ترامب: «إن هذه القمة هي بداية نهاية أولئك الذي يمارسون التطرف والإرهاب، وبداية السلام في الشرق الأوسط وفي العالم»، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا بهدم الإيديولوجية التي تدفع الإرهاب.

400

بالنسبة إلى العلاقات الاقتصادية، قال الرئيس الأميركي، في كلمته، إنه تم التوقيع على اتفاقيات بين بلاده والسعودية بقيمة 400 مليار دولار، ما سيخلق مئات آلاف فرص العمل في البلدين. وأضاف: «هذا الاتفاق التاريخي يشتمل على إعلان مبيعات دفاع بتمويل سعودي بقيمة 110 مليارات دولار، وسنساعد أصدقاءنا السعوديين بالتأكيد على الحصول على صفقة جيدة من شركات الدفاع الأميركية العظيمة التي تعتبر الأعظم في العالم، وسيساعد هذا الاتفاق الجيش السعودي على أداء دور أكبر بكثير في الأمن والعمليات المتعلقة بالأمن».

دور ريادي

أعرب رئيس جمهورية مالي، إبراهيم بوبكر كيتا، عن أمله في أن تؤدي القمة الإسلامية الأميركية إلى تعزيز العلاقات والتعاون بين الدول الإسلامية وأميركا، وأن ينتج عنها قرارات تخدم السلام في العالم، وتضع حداً للعنف والتطرف، وتبين للعالم أن الإسلام دين تسامح وتراحم.

‎وأكد أن احتضان الرياض للقمة يؤكد حرص المملكة على القضايا الإسلامية، ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، معرباً عن أمله في أن تخرج هذه القمة بالأهداف والتطلعات التي عقدت من أجلها.الرياض- واس

مكانة المملكة

قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف العثيمين، إنه من خلال المتابعة لوقائع القمة الثنائية السعودية الأميركية منذ بدايتها، فإن الانطباع الذي لا يختلف عليه أحد، هو عودة العلاقات السعودية الأميركية لوضعها الطبيعي، ما يثبت مكانة المملكة كقوة اقتصادية ودبلوماسية وسياسية.

وبين أن الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين تنم عن ثقة الولايات المتحدة في الاقتصاد السعودي، وثقة المملكة في الخبرات والتقنية المتوفرة في الولايات المتحدة، سواء في المجال العسكري أو الطيران وغيره، وهي تعزز القوة الاقتصادية والسياسية للمملكة، وتوفير فرص للشباب، وتوطين التقنية والمعرفة في جميع المجالات.الرياض - واس

خريطة تعاون

اعتبر رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق، أن القمة العربية الإسلامية الأميركية تاريخية، ويعول عليها الخروج بخريطة جديدة للتعاون وتحقيق السلام.

وشدد في تصريح صحافي على ضرورة تكاتف جهود الدول الإسلامية، والتعريف بسماحة الدين الإسلامي، وأنه دين تنوير وحضارة وتعايش، مستدلاً بواقع تعايش المسلمين لأكثر من ألف سنة مع المسيحيين واليهود في الشرق الأوسط، والحال كذلك في ماليزيا، حيث يتعايش المسلمون والهندوس والبوذيون والمسيحيون وغيرهم، ويعملون ويعيشون مع بعضهم في وئام، مؤكداً أنه لا توجد صراعات بين مختلف الحضارات والعالم الإٍسلامي.الرياض - واس

ثمار الشراكة

رأى سفير الولايات المتحدة لدى مصر، ستيفن بيكروفت، أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة، تعزز التعاون بين بلاده والدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب، من خلال شراكة حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة.

وأوضح بيكروفت في تصريح صحافي، أن هذه الشراكة ستؤتي ثمارها في القريب العاجل، من خلال مجتمعات قوية اقتصادياً، تستطيع التصدي لموجات الإرهاب. وشدد على حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الدول العربية لمواجهة الإرهاب، وخلق علاقات اقتصادية قوية في مستويات متعددة. القاهرة- واس

23

أكدت وزارة التجارة والاستثمار السعودية، أن تراخيص الاستثمار التي منحتها الهيئة العامة للاستثمار لـ 23 شركة من كبرى الشركات الأميركية، على هامش منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الأميركي في الرياض، ستسهم في توطين الوظائف، وتوفر آفاقاً مهنية قيمة للشباب السعودي. وقالت الوزارة في بيان، إن الشركات الأجنبية ستكون ملتزمة بنسب التوطين المحددة، وفق أنظمة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ويجب عليها تعيين مواطنين سعوديين في مناصب قيادية خلال السنوات الخمس الأولى من عملها في السوق السعودية، كما ستلزم بتدريب أكثر من 30 في المئة من المواطنين السعوديين.الرياض - وام

Email