تقارير البيان

إعلام الاحتلال.. تحريض عنصري ضد الأسرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية على غير العادة بتغطية واسعة لإضراب الأسرى الفلسطينيين، بيد أن هذا التفاعل أخذ الطابع التحريضي الذي يترجم فاشية وعنجهية المجتمع الإسرائيلي، ويعكس التوجهات العنصرية لمعظم الطيف السياسي في إسرائيل.

وبحسب دراسة نشرها مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية، فإن إضراب الأسرى يتعرض إلى حملة تحريض وتشويه غير مسبوقة، تزيد بشكل كبير احتمالات المخاطر التي قد يواجهها الأسرى.

واستعرضت الدراسة أهم ما كتب عن إضراب الأسرى في الصحف الإسرائيلية، حيث شدد جميع الكتاب والمتحدثين على وصف الأسرى بالإرهابيين والقتلة، وتصوير ظروف أسرهم على نحو مضلل من خلال الزعم أنها ظروف «رائعة»، كما وصفوا الإضراب بأنه سياسي لخدمة أجندة مروان البرغوثي كزعيم سياسي.

تحريض دموي

وحرض كاتب إسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ترك الأسرى يموتون، وحذّره من الرضوخ للتقارير الأمنية التي قد تحذره من التهديدات التي قد يفجرها الإضراب في الساحة الفلسطينية، في حين تحدث كاتب آخر عن ظروف رائعة يتواجد فيها الأسرى الفلسطينيون، لا ينعم بها معتقلو غوانتنامو.

وكتب عاموس هرئيل في صحيفة هارس: «الصراع ضد إسرائيل وضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والهدف الأول للإضراب هو ضد عباس». وطالب كاتب آخر في صحيفة «معاريف» نتانياهو أن تصمد ولا يستسلم لمطالب الأسرى معتبراً أن «الهدف من الإضراب هو تحرير البرغوثي».

وخلصت الدراسة، إلى أن الإعلام في إسرائيل يبث أجواء كبيرة من الكراهية والتحريض ضد إضراب الأسرى، فضلاً عن موقف الحكومة العنجهي والمتطرف، الأمر الذي يعني أن الأسرى في إضرابهم يواجهون آلة قمع غير مسبوقة تستهدف كسر إرادتهم ومعهم كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ما يلزم الفلسطينيين الانخراط في المعركة، بكل ما يمكن من عزيمة ووسائل شعبية لا تحرف الأنظار عن معركة الأسرى، إذ إن انتصارهم هو انتصار للشعب.

خوف إعلامي

وقال الناشط في الحركة الأسيرة عبد الناصر فروانة، إن الإعلام الإسرائيلي يأخذ الأمور على محمل الجد، ويخشى من تطورات السجون وتأثيرها على الوضع الأمني، كما أن الإعلام الإسرائيلي متخوف من هذا الحراك الذي من الممكن أن يفضح ممارساتها وزيف روايتها، ويسلط الضوء على ممارساته ضد الأسرى.

ويحاول تسويق وتعزيز روايته أن الأسرى قتلة ولا يستحقون الحياة، وقضيتهم حاضرة في الإعلام الإسرائيلي بأكثر من زاوية ولكنها كلها تصب في نفس الاتجاه التحريضي.

وأشاد بدور الإعلام المحلي والدولي في الرد على زيف الادعاء الإسرائيلي، مؤكداً الحاجة لمزيد من الجهود لتكون أكثر وضوحاً وفعالية في الرد على هذه التصريحات التحريضية، التي تهدف لإلحاق الضرر بالأسرى.

ويرى فروانة أن الإضراب إيجابي جداً حتى الآن إذ رسّخ نفسه كأسلوب مشروع للحصول على المطالب الإنسانية، وبالتحاق الكثير من الأسرى من جميع الفصائل فيه، ولتسليط الضوء على معاناة الأسرى لتحريك المياه الراكدة لإعادة قضيتهم للواجهة.

هستيريا

دخل وزراء ومتحدثون وصحافيون إسرائيليون حالة من الهستيريا منذ بدء إضراب الأسرى. وزاد نشر صحيفة 'نيويورك تايمز' مقالاً للقيادي الأسير مروان البرغوثي، من هذه الهستيريا، وراحوا ينتقدونها، فيما راحت وسائل إعلام إسرائيلية تنشر أكاذيب بشأن وصف الصحيفة الأميركية للبرغوثي. ومع انطلاق الإضراب بدأت ماكينة الدعاية الإسرائيلية تعمل بقوة متصاعدة.

Email