فدوى البرغوثي لـ « البيان»: الإضراب الأكثر نجاحاً في مسيرة الأسرى

امتناع الأسرى عن شرب الماء يقرّبهم من الموت

فلسطينيون كبّلوا أيديهم بالسلاسل تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في يومه العاشر يقفز إلى مرحلة تنذر بالخطر، حيث قرّرت مجموعة من المضربين الامتناع عن شرب الماء، ما يعني أن الفترة الزمنية التي تفصل الإنسان عن الموت تقلّصت إلى حد مرعب.

ثوابت الطب والعلم الغذائي تؤكد أن المياه هي العنصر الوحيد الذي يفضي حرمان الجسم منه يوماً واحداً إلى قرع جرس الخطر الداهم والشديد على حياة الإنسان نفسها وليست صحّته فحسب، إذ ان بامتنعاه عن شرب الماء تبدأ أعضاء الإنسان في التذمر والمعاناة، إذ ان الماء يروي كل منطقة في الجسم، وكل عضو فاعل فيه.

اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة قالت أمس، إن عدداً من الأسرى المضربين عن الطعام في عزل سجن «أيلون» الرملة، توقفوا عن شرب الماء، ومنهم الأسير ناصر عويص من مؤسسي كتائب شهداء الأقصى، كخطوة احتجاجية على استمرار إدارة سجون الاحتلال، بإجراءاتها القمعية والتنكيلية بحقهم. وحملت اللجنة المنبثقة عن هيئة الأسرى ونادي الأسير، إدارة سجون الاحتلال، كامل المسؤولية عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام، وبخاصة مع دخول الامتناع عن شرب الماء على خط الإضراب.

تصعيد مدروس

جدير بالذكر أن التطورات اليومية والمتلاحقة التي تطرأ على الإضراب عن الطعام من حيث انضمام مجموعات جديدة للمضربين، أو تصعيده كالامتناع عن شرب الماء، كلّها خطوات مدروسة وموضوعة مسبقاً على شكل خطط وفق جدول زمني، إذ تجارب عقود من الصراع خلف القضبان تمنح الأسرى القدرة على الإمساك بزمام المبادرة وإدارة الصراع على نحو مدروس ومحكم يراعي دروس كل التجارب السابقة، وكذا الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية، في سياق اختيار التوقيت والوسائل والمطالب.

وإذ لا تطرأ أي خطوة على نحو عفوي أو مستجد، أعلنت مجموعة جديدة من الأسرى في النقب، ومنهم سامر العيساوي، الانضمام للإضراب اليوم. معركة الإضراب عن الطعام، حين خوضها، ليست فيها أفضلية قيادية أو مقدّمة ومؤخرة وميمنة وميسرة، فكل المضربين يدخلون تحت سقف الظرف نفسه.

لكن التحضير للإضراب وإدارة عملية التفاوض مع إدارات الاحتلال تتطلب قيادة، وهذه القيادة موجودة أصلاً من خلال صيغة «لجنة نضالية» تضم ممثلين عن فصائل الحركة الأسيرة، وهي امتداد للفصائل الفلسطينية ذاتها.

رسائل مروان

ومن الخطوات التي باتت من تقاليد الإضرابات عن الطعام، أن قيادة الأسرى تبعث عشرات الرسائل للمؤسسات الفلسطينية وأعضاء عرب ومتعاطفين في الكنيست الإسرائيلي، والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وكذلك لبابا الفاتيكان ومجموعات دولية أخرى.

في السياق تقول المحامية فدوى البرغوثي زوجة الأسير القيادي مروان البرغوثي لـ" البيان"، إنها تمتلك رسائل من مروان قبل عزله موجّهة للبرلمانات العربية والدولية في كل أنحاء العالم، وإنها نشرت عدداً من هذه الرسائل وسيتم عرض البقية في مناسبات متتالية، مشيرة إلى أن بعض الدول استجابت للرسائل، كما أن دول عدم الانحياز أصدرت بياناً أدانت فيه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى وطالبت بالالتزام بحقوق الأسرى.

فدوى أكدت الاستعدادات لتنظيم مسيرة مركزية في الثالث من مايو المقبل وسط مدينة رام الله بمشاركة كل أطياف الشعب الفلسطيني، وبالتنسيق مع كل المؤسسات والنقابات، لإرسال رسالة للعالم بأن الشعب سيحمي ويساند أسراه في مشروعهم النضالي، وأن الفلسطينيين والأسرى «لن يسلموا الراية ولن يتراجعوا».

وأوضحت فدوى أن ما يحصل داخل السجون عار على كل من يرعى منظومة حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن إسرائيل تدعي أن أمنها في خطر نتيجة مطالب الأسرى، في حين أن مطالبهم تتمثّل باحتضان أطفالهم الذين تمنع إسرائيل إدخالهم لآبائهم وتضع بينهم حاجزاً من زجاج.

حلق رؤوس

أقدم أمس 140 طالباً ومعلماً من مدرسة ذكور كفر ثلث الثانوية شرق قلقيلية، على حلق رؤوسهم، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم العاشر على التوالي.

وأوضح نائب مدير المدرسة، مؤيد عودة، أن الطلاب هم أصحاب الفكرة، واستجابت إدارة المدرسة لمبادرتهم وأشار الطلاب إلى أن هذه المبادرة ابسط ما يمكن تقديمه دعما للأسرى.

Email