الصحف الأميركية ترى سوريا بعيني الفوضى والغموض

ت + ت - الحجم الطبيعي

ركّزت الصحف الأميركية هذا الأسبوع في تغطيتها للمنطقة على التطورات في سوريا وتداعيات الضربة الصاروخية الأميركية.

صحيفة «واشنطن بوست» تناولت أوضاع المنطقة خلال مقابلة مع رئيس وزراء إيطاليا باولو جنتيلوني الذي يتجه في زيارة إلى الولايات المتحدة قريباً، حيث رأى في الضربة الأميركية على سوريا رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، من دون أن يعني هذا أن الحل للصراع في سوريا عسكري، حسب رأيه، مؤكداً أن مسألة رحيل الأسد تتعلق بالتوقيت، مؤكداً ضرورة التفاوض مع النظام السوري، لا سيما وأن الأسد أقوى مما كان منذ سنتين بفضل الروس.

وفيما لفت إلى أن إيطاليا وألمانيا كانتا الأكثر تأثراً بالعقوبات على روسيا، أكد حاجة أوروبا الى الحفاظ على وحدة القرار تجاهها، وألا تظهر بمظهر الضعيف.

وفي صحيفة نيويورك تايمز تطرقت آن برنارد في مقال تحت عنوان «سوريا غيّرت العالم» إلى الفوضى والغموض الذي يلف العالم، حيث نظام الحرب العالمية الثانية يبدو أنه يتآكل، وتعجز المؤسسات الدولية، المبنية نظرياً للتصرف ككوابح أمام المجازر، في ايجاد الحلول، وتزرع الحركات الشعوبية الخوف من الآخر المسلم، مشيرة إلى أن الحرب السورية التي كانت تستعر لفترة طويلة أرسلت موجات من الصدمة في أنحاء العالم، وعبرت عتبة أوروبا وباتت تؤرق سياساتها وتماسك الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يغيب حاليا أي إجماع عما كان ينبغي القيام به او ما يمكن القيام به بعد لسوريا، او ما إذا كان النهج الدولي العسكري كان سيقدم نتائج افضل.

وأكدت برنارد أنه في الوقت الذي يتدافع البعض في الغرب لتطبيع العلاقات مع الأسد، بأمل ان ذلك يساعد القتال ضد داعش ويسمح بعودة اللاجئين، تبقى مثل هذه النتائج من دون مساءلة والإصلاحات السياسية غير مرجحة.

وأشارت الى أن المخاوف الغربية من الإرهاب نمت الى درجة ان العديد بات على استعداد لتحمل أي عدد من الوفيات بين المدنيين العرب أو المسلمين، واي سوء معاملة من قبل سلطة الدولة، باسم مكافحته.

وفيما لعبت حرب الولايات المتحدة على الإرهاب دوراً في جعل انتهاكات حقوق الإنسان والأعراف القانونية روتينا، مثل الاعتقالات في خليج غوانتانامو، والتعذيب في أبو غريب وهجمات الطائرات عن بعد والحروب الجوية، كشفت الأزمة عيوب نظام الأمم المتحدة الذي أعطى مجلس الأمن حق الفيتو للمنتصرين في الحرب العالمية الثانية، فيما جاء «مبدأ» مسؤولية الحماية، الذي مورس في كوسفو وليبيا، بنتائج مثيرة للنزاعات، ومات عند وصوله الى سوريا. وبعد أن أضافت حادثة عبور الخط الأحمر عام 2013 الإحساس بالإفلات من العقاب، يهدد الصراع السوري الآن أسس الحياد الطبي في الحروب.

مبادرة

أعرب رئيس وزراء إيطاليا باولو جنتيلوني عن أمله في الحصول على مساعدة عسكرية من واشنطن في ليبيا، مؤكداً لصحيفة واشنطن بوست الحاجة إلى مبادرة مشتركة كي لا تصبح ليبيا أداة للقوى الخارجية، وليس روسيا فحسب، مؤكداً أن إيطاليا ستعمل على دعم الحكومة في طرابلس، وعقد وساطة لمباحثات مع المعارضين، للخروج بحل يلعب فيه خليفة حفتر دوراً دون أن يكون الحاكم للبلاد.

Email