الفاتيكان والأزهر تواصل وحميمية لمواجهة التطرف

البابا في القاهرة.. رسائل مشتركة لنشر المحبة

مصري يعبر بدراجته بالقرب من لافتة ترحب بزيارة البابا ـــ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتضن العاصمة المصرية مؤتمرًا عالميًا للسلام ينظمه الأزهر الشريف، بمشاركة العديد من القيادات والرموز الدينية من مختلف أنحاء العالم، يتقدمهم بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الثاني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر تمتد ليومين، يلتقي خلالها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.

رسائل عديدة تبعث بها زيارة البابا فرنسيس والمؤتمر العالمي للأزهر الشريف، يأتي في مقدمتها التأكيد على أن رموز وممثلي الأديان المجتمعين في رحاب الأزهر الشريف يجمعون على الدعوة إلى السلام بين قادة الأديان وكل المجتمعات الإنسانية، ويؤكدون انطلاقاً من الثقة المتبادلة بينهم، على دعوة أتباع الأديان للاقتداء بهم، والعمل بهذه الدعوة يداً واحدة من أجل نبذ كل أسباب التعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام بين الناس.

يقول مستشار شيخ الأزهر الشريف د. محمد مهنا - في تصريحات خاصة لـ «البيان» - إن زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر وانعقاد مؤتمر الأزهر العالمي يأتيان في إطار التنسيق بين الأزهر الشريف والفاتيكان، بناءً على المبادرة التي قام بها الدكتور أحمد الطيب، من خلال زيارته إلى الفاتيكان قبل أقل من عام، بعد سنوات من القطيعة.

وأفاد بأن ذلك يأتي في إطار حاجة العالم للأديان وقيم الأديان، من أجل دحر الإرهاب ومواجهته وكذا إقرار السلام في العالم بأسره، ومواجهة الكثير من السلبيات التي اجتاحت العالم. والرؤية الغربية الحديثة -حسبما يقول مهنا- منذ ثلاثة قرون تُقدم على أساس أن الدين عائق لحركة الحياة وأن الدين يعيق حركة العلم، وهذا مسار واعتقاد خاطئ، مشددًا على أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أراد أن يؤكد أن تلك الرؤية القاصرة هي التي ولدت العنف والإرهاب، فالدين هو المحرك الحقيقي للحياة على أسس تربط الدين بالدنيا، كما أن الدين ليس عائقًا للعلم بل على العكس فهو أساس العلم.

ويشير مستشار شيخ الأزهر إلى أن كل تلك الأمور ستكون ماثلة في مؤتمر الأزهر العالمي، مشددًا على أنه «ما أحوج العالم الآن إلى تعديل رؤيته بعد أن أثبتت التجربة أن الموقف المضاد للدين يؤدي إلى ولادة الإرهاب والعنف». كما شدد في السياق ذاته على ضرورة تعاون رجال العلم، والتنسيق بينهم، وهو ما يتمثل بجلاء في مؤتمر الأزهر العالمي الذي يبحث عدداً من المحاور الرئيسية من بينها دور الدين وأهميته في مواجهة العنف وظاهرة الإرهاب التي تجتاح العالم.

ويعتبر المفكر القبطي كمال زاخر زيارة البابا فرنسيس الثاني إلى القاهرة وإلقاءه كلمة مرتقبة في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بمثابة رسالة مشتركة لنشر ثقافة التسامح والمحبة والتعايش المشترك. مشددًا في حديثه لـ«البيان» على كون أهمية زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر تأتي في توقيتها المهم وليس فقط لكونه رجل دين وسياسة بارز جدًا، فالتوقيت يحمل دلالات ذات أهمية في إطار ما تعرضت له مصر من عمليات إرهابية في طنطا والإسكندرية .

وعلى صعيد الثمار التي تجنيها القاهرة من الزيارة، أشار زاخر إلى أن القاهرة في أمس الحاجة إلى موقف دولي داعم لها، وفي أمس الحاجة لصوت عاقل في الغرب، يمثله بابا الفاتيكان المنحاز للإنسان بشكل عام دون تصنيفه على أي أساس، واعتبر أن تلك الزيارة تصب في صالح مصر بصفة عامة، وتمثل دعمًا سياسيًا ومعنويًا على الأرض للمزيد من مواجهة الإرهاب بشكل عملي.

Email