تقارير «البيان»

مطار «ريّاق» محطّة لمساعدة الجيش اللبناني.. أم قاعدة أميركيّة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضمّ التأزّم الشديد في الواقع السياسي الداخلي، انشغل الرأي العام اللبناني بخبر مفاده أنّ طائرة مساعدات أميركية حطّت، أول من أمس، في مطار رياق (البقاع الأوسط)، محمّلةً بمساعدات للجيش اللبناني، للمرّة الثانية خلال أسبوع (المرة الأولى كانت في 18 من الجاري)، في حين أشارت المعلومات التي توافرت لـ«البيان» إلى أن هذه المساعدات لم تكن عاجلة، بل كانت مقرّرة سابقاً في إطار برنامج المساعدات المستمرّ للجيش، وأُفرِغت في مطار رياق، نظراً لوجود المخازن المخصّصة لها فيه.

وكانت تساؤلات وتحليلات كثيرة رافقت عملية هبوط الطائرات الأميركية في رياق وليس في مطار بيروت الدولي، وأعرب حلفاء للنظام السوري عن خشيتهم من أي تعاون لبناني مع الأميركيين، ومن استخدام مطار رياق القريب من دمشق لتنفيذ هجمات داخل سوريا بعد الهجوم الأميركي الذي استهدف مطار «الشعيرات»، في حين اعتبرت مصادر سياسية مراقبة أن تسليط الأضواء يجب أن يتركز ليس على هبوط الطائرة في حدّ ذاته، بل على ظروف هذا الهبوط والمناخات المحيطة به.

الوضع في سوريا

ولم تكن التساؤلات محصورة بحمولة المعدّات التي أفرغتها الطائرة، وما إذا كانت مرتبطة بالحرب الدائرة في سوريا، وعما إذا كان هذا الحدث يشكّل بداية لاستخدام المطارات اللبنانية لتنفيذ العمليات الأميركية في سوريا، نظراً لقرب البقاع من الشام، بل كثر الحديث عن نيّة واشنطن إقامة قاعدة عسكرية في المطار المذكور، لكون المكان الذي يقع فيه (بين مدينتَي زحلة وعنجر) يجاور الحدود السورية. وذلك، من بوابة طرح سؤال مفاده: هل حان دور الحدود الغربية لسوريا لربط الطوق بقفل أميركي، مكانه قاعدة أميركية في لبنان؟..

وفي ظلّ التركيز على النشاط المخابراتي الأميركي الذي شهده لبنان أخيراً، وعُبِّر عنه من خلال زيارات عدّة قام بها عدد من رجالات وكالة الاستخبارات المركزيّة إلى بيروت، كان أهمّهم مساعد مدير «الوكالة» وقائد العمليّات الخاصّة، وتصاعد الحديث عن بداية للتحضيرات للمعركة في ما تبقّى من جرود عرسال والقلمون، وبأن التجهيز العسكري لهذه المعركة متواصل مع تسجيل ارتفاع في وتيرة تزويد الولايات المتحدة الأميركية الجيش اللبناني بالأسلحة، واختيار مطار رياق لهبوط الطائرات العسكرية الأميركية التي تنقل السلاح للجيش، حسمت مصادر أمنية لبنانية الجدل الدائر بـــشأن نيّة الولايات المتحدة إقامة قاعدة عسكرية في مطار «رياق» العسكري اللبناني المحاذي للحدود السورية، وأفادت لـ «البيان» بأن واشنطن تزوّد الجيش اللبناني بمساعدات عسكرية عاجلة للمرة الثانية خلال أسبوع، وأنّ الطائرة الأميركية التي حطّت في رياق هي طائرة شحن بمروحيّتين وليست طائرة عسكرية، وكانت تنقل أسلحة وذخائر ودعماً لوجستياً إلى الجيش اللبناني.

مطار رياق

وأشارت المصادر نفسها إلى أن قيادة الجيش ارتأت أن تحطّ الطائرة في مطار رياق بدلاً من مطار بيروت، نظراً لقربه من الجبهات في عرسال ورأس بعلبك، ما يسهّل نقل الذخائر والمساعدات إلى المخازن والجبهات البقاعية بدلاً من أن تُفرّغ الأسلحة في مطار بيروت وتُنقل لاحقاً إلى البقاع برّاً، في حين تردّدت معلومات مفادها أن قيادة الجيش تستعدّ لاستقبال دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية النوعية، من المنتظر أن تصل قريباً إلى لبنان.

من جهة أخرى، أكدت مصادر متابعة أنّ البرنامج الأميركي لتسليح الجيش لن يتأثّر مع الإدارة الأميركية الجديدة، خصوصاً أنّ الرئيس دونالد ترامب لم يُظهر حتّى الساعة أيّ مؤشرات تدلّ على أنه سينتهج سياسة جديدة تجاه لبنان، بل إنّ استراتيجية تسليح الجيش اللبناني تلاقي استراتيجية ترامب في إصراره على ضرب الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش. أما طرح نظرية استعمال قاعدة رياق لغير تسليح الجيش اللبناني، فمن شأنه تفجير الحكومة، بحسب مصدر سياسي متابع.

زيارة

في إطار التعاون العسكري الأميركي - اللبناني، سيقوم قائد الجيش العماد جوزف عون بزيارة رسمية، هي الأولى له منذ تولّيه المنصب، إلى واشنطن، فيما موعد الزيارة لم يُحدّد بعد، لأسباب أمنيّة.

Email