المعايطة لـ «البيان » : الأردن لن يتغاضى عن الفكر التوسعي الإيراني

عمّان وطهران .. علاقات متوترة وسجال حاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تنفك العلاقات الأردنية الإيرانية تتأرجح بين العداء والدبلوماسية الحذرة منذ وصول النظام الحالي للسلطة في إيران عام 1979.
في الآونة الأخيرة شهدت الساحة السياسية سجالاً واضحاً بين الدولتين، حيث يؤكد خبراء سياسيون أردنيون أن العدائية التي أظهرتها طهران لعمّان من خلال ردود فعل متعددة لا تعكس إلا إدراكها التام أن الأردن يكشف تماماً خطّتها التوسعية في المنطقة.


العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حذّر دوماً من طريقة التفكير الإيرانية القائمة على التوسع والمذهبية والانقسام. وفي المقابلة الأخيرة التي أجرتها صحيفة «واشنطن بوست» مع الملك عبد الله الثاني أكد أن «هناك مشاكل استراتيجية لإيران علاقة بها في منطقتنا».


تلك التصريحات استفزت طهران وظهر قلقها من خلال ردود فعل المسؤولين الإيرانيين. ويرجح محلّلون أردنيون أن هذا القلق ليس من التصريحات فقط، بل من رصدها لردة فعل الشارع الأردني الذي عبر عن رفضه لسياسة مجموعة من الدول ومن بينها إيران، من خلال مظاهرة احتجاجية في محافظة المفرق «شرق الأردن»، حيث أحرق المتظاهرون فيها العلم الإيراني، وصوراً لقيادات إيرانية، واتهموا إيران بأنها تقود الإرهاب في المنطقة. وتناغمت تلك الاتهامات مع مطالبات برلمانية بطرد السفير الإيراني.


لا للتصعيد
وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأسبق سميح المعايطة يؤكد لـ«البيان» أن الأردن لا يميل الى التصعيد بل إلى العقلانية والبحث عن الاستقرار، لكن هذه العقلانية لا تعني التغاضي عن دول تهدف الى تحويل المنطقة الى ساحة نفوذ، وهو مدرك تماماً السياسة التوسعية لإيران من خلال حزب الله والاستعمال السيئ للقضية الفلسطينية، إضافة إلى الهيمنة على مفاصل مهمة في العراق.يضيف المعايطة:»مسار إيران واضح ولا يزال تحت تأثير ذات الفكر التوسعي لخدمة المشروع القومي الفارسي، وما يهم الأردن هو العلاقات المعتدلة بعيداً عن التنظيمات والميليشيات والمذهبية التي تهدف الى تقسيم المنطقة".

علاقة متوتّرة
مدير وحدة الدراسات الإيرانية في مركز الإمارات للسياسات، د.محمد الزغول يرى أن العلاقات بين البلدين محكومة بالتوتر، إذ يصعب تخيل سيناريو تعود فيه العلاقات إلى المستوى الطبيعي ما لم تتخلَّ إيران عن نزعتها التوسعية، وتغادر أوهام الثورة.


ويؤكد الزغول أن إيران حاولت منذ سنوات تحسين علاقاتها مع الأردن لأسباب معظمها مرتبطٌ بالمشروع الجيوسياسي الإيراني، إذ تطمح إيران إلى وضع مستقبلي تكون فيه الحدود الأردنية-الإسرائيلية ورقة ضغط إيرانية في مواجهة القوى الدولية الكبرى وإسرائيل، كما هو الحال في الجنوب اللبناني، وأن تكون الحدود الأردنية مع السعودية أيضاً ورقة ضغط إيرانية في مواجهة دول الخليج العربية بعامة والسعودية بخاصة.


خطر
يقول رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، د.نبيل العتوم إن إيران حاولت أن تدخل للأردن من مداخل عدة أهمها السياحة الدينية، لكن الأردن تنبّه لخطر هذه السياحة، مضيفاً أن الأردن لم يوافق على مشروع جرّ مياه الديسي إلى عمّان الذي اقترحته إيران على أن تنفذه شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني.

Email