مسؤول يمني: ضمان حقوق الإنسان يتطلب إنقاذ الدولة من حرب طهران الطائفية

«الفيدرالية العربية» تكشف استخدام الانقلابيين أسلحة محرمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان عن الآثار الإنسانية المدمرة لاستخدام الميليشيات الحوثية للألغام ضد المدنيين في اليمن، إذ كانت 15 دقيقة كافية لإطلاع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان على الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون باستخدام الألغام في حربهم في اليمن، فيما أكد مسؤول يمني أن ضمان حقوق الإنسان يتطلب إنقاذ الدولة من حرب إيران الطائفية، وأشار مشاركون إلى حرب الحوثيين على اليمن طائفية بامتياز.

ففي آخر فعاليتها على هامش الدورة الـ34 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، عرضت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان فيلماً وثائقياً صادماً يصور حجم الآثار البدنية والنفسية على ضحايا استخدام الحوثيين الألغام في الحرب.

وخلال الفيلم تحدث الكثير من الضحايا من مختلف الأعمار عن مآسيهم. وتحدث الطفل عبد الرحمن عبد الله عن لحظات الرعب التي عاشها وهو يرى لغماً ينفجر في الطريق، وتأثير هذا الحادث على حياته.

وأكد الفيلم أنه رغم توقيع اليمن على اتفاقيتي عامي 1955 و 2002 بشأن إزالة الألغام المضادة للأفراد، فإن الحوثيين ما زالوا يستخدمونها في الحرب الحالية ضد الحكومة الشرعية وضد الشعب اليمني. وأكد مهندس يمني متخصص في إزالة الألغام أنه وزملاؤه يعثرون على الألغام بكل أنواعها في الكثير من المناطق.

وحسب الفيلم، فإن الحوثيين يزرعون الألغام في المناطق السكنية وفي الطرق التي يسلكها المدنيون ولا تستخدمها أي قوات عسكرية. كما تحدث أطفال وشباب ومسنون، تعرضوا للتشوه، بسبب الألغام، عن أن حياتهم تحولت إلى جحيم بسبب الإصابات التي أدت إلى شل حياتهم.

زراعة ألغام

وكشف الفيلم أيضاً، نقلاً عن خبراء متخصصين، عن أن الحوثيين زرعوا نصف مليون لغم في مختلف أنحاء البلاد. ونجح المهندسون الذين دربهم التحالف العربي في نزع 40 ألف لغم، وما زالوا يسابقون الزمن لدرء هذا الخطر عن اليمنيين.

وقال مسن يمني يدعى سامر ناصر إن صديقه قتل أمام عينيه بسبب لغم وهما في الطريق إلى خورمكسر لتفقد منزل صديقه الذي دمره الحوثيون. وقال بنبرة أسى «لقد قتل الحوثة صديقي بعد أن دمروا منزله وحولوا حياة أسرته إلى جحيم».

وتحدث رجل آخر يدعى حسن محمد يُبكي أن الحوثيين فعلوا نفس الشيء في قريته «الفيوش». وانتقد الفيلم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لعدم اتخاذ تدابير ملائمة لمحاسبة المسؤولين الحوثيين عن جريمة الألغام. وحسب التقديرات، فإن 700 شخص قتلوا بسبب الألغام فقط في اليمن.

وفي الندوة التي ناقشت قضية «الإرهاب والطائفية كمهددين لحقوق الإنسان»، حذر وكيل وزارة الشباب والرياضة بالحكومة اليمنية، حمزة الكمالي، من أن اليمن يعاني من طائفية أتته من إيران التي تغذي الإرهاب، داعياً إلى انقاذ البلاد من هذا السرطان.

قاتل صامت

وأشاد الكمالي باهتمام الفيدرالية العربية بكارثة الألغام ذات الأبعاد الإنسانية المؤلمة في اليمن. ونبه الحاضرين إلى أن الفيلم يعرض في اليوم الموافق لذكرى قصف طائرات الرئيس المخلوع وحلفائه الحوثيين عدن، ما أدى إلى تدخل قوات التحالف العربي لنجدة البلاد.

وعلق رئيس المركز الاستشاري للحقوق والحريات اليمني عبد الرحمن المسيبل، على الفيلم قائلاً إن الألغام قاتل صامت، غير أنه أحقر أنواع القتل لأنه لا يميز بين العسكري أو الطفل أو المرأة أو الشاب أو العجوز. وأضاف أن الحرب في اليمن طائفية قبل أن تكون سياسية أو عسكرية. وأشار إلى أن هدف الحوثيين من مواصلة هذه الحرب هو طائفي واضح لأنهم مدفوعون بأجندة إيرانية.

من ناحيتها، وصفت مديرة رابطة المنظمات غير الحكومية، كريستين هوسيل، الطائفية بأنها داء خطير لأنها تغذي العنف وتثير الكراهية تجاه الآخر، ما يؤدي إلى الإرهاب وإهدار حياة الناس، التي هي أول حق إنساني.

يذكر أن الدكتور أحمد الهاملي، الخبير في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، أسس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان في سبتمبر 2015 بهدف تلبية الحاجة الملحة للمنظمات العربية لتوحيد جهودها الرامية لممارسة عمل حقوقي بناء ومتكامل، وللعمل على تحسين واقع حقوق الإنسان العربي، والدفاع عن حقه في العيش بكرامة وعدالة، ولحمايته مما يتعرض له من انتهاكات، ومحاسبة الجناة، مع السعي لرصد التنفيذ الفعال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان على الصعيد العربي.

وتضم الفيدرالية 32 منظمة حقوقية من مختلف الدول العربية. ويقول الهاملي إن «الفيدرالية نتاج بحث معمق لحالة حقوق الإنسان في الوطن العربي التي يغلب عليها طابع الصراع وتشتت الجهود بين مختلف الأطراف الفاعلة في مجال حقوق الإنسان». ويضيف إن الفيدرالية تعمل «على معالجة هذا الأمر على نحو إيجابي وبناء يحقق التكامل والتفاعل المشترك بين منظومات حقوق الإنسان والحريات بالوطن العربي».

Email