انطلاق «جنيف4» .. ودي ميستورا يدعو إلى تخليص السوريين من كابوس الحرب

تركيا تتوغّل في الباب .. ودمشق تلمّح لمواجهة محتملة

■ دي ميستوراً ملتقياً بوفدي النظام والمعارضة في جنيف | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبقت دمشق باب الاحتمالات مفتوحاً لمواجهة عسكرية بين الجيشين السوري والتركي في شمال سوريا، فيما تضاربت التصريحات والتقارير بشأن سيطرة قوات مدعومة من أنقرة على مدينة الباب، في وقت شدّدت قوات النظام الخناق على تنظيم داعش في مدينة تدمر، كما اشتدت المعارك جنوب البلاد، ما دفع السلطات الأردنية لإخلاء المدارس في مدينة الرمثا الحدودية، وكل هذه التطورات أتت بالتزامن مع انطلاق محادثات "جنيف 4" ودعوة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا الأطراف المعنية باستغلال فرصة تاريخية لتخليص الشعب السوري منكابوس الحرب.

وأعلنت ثلاث فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا في سوريا سيطرتها على مدينة الباب بالكامل وطرد تنظيم داعش منها بعد معارك استمرت أسابيع. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب قال إن أكثر من نصف المدينة مازال تحت سيطرة تنظيم داعش والمعارك مستمرة. وقال المرصد، في بيان اليوم، إن عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات التركية والفصائل المدعومة منها «ساهمت في توسيع سيطرة القوات التركية إلى 40 في المئة من المدينة.

مواجهة مع تركيا

وقال وزير المصالحة السوري، علي حيدر، إن دمشق تفضّل أن تجري معالجة ملف التدخل العسكري التركي في شمال سوريا بشكل سياسي في المرحلة الأولى، ولكنه لم يستبعد أن تحدث مواجهة عسكرية. وأكد حيدر في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية نشرتها أمس أن «سياسة الدولة السورية لم تتغير وموقفها تجاه وجود القوات التركية لم يتغير، وهي تعتبر وجود هذه القوات اعتداء على السيادة السورية واحتلالاً، والباب مفتوح لمواجهة مباشرة بيننا وبين الأتراك».

على جبهات أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وحماة وأطلق مقاتلو معارضة صواريخ على أهداف حكومية.

وفي محافظة درعا بجنوب البلاد، حيث تصاعدت الاشتباكات في الأسبوع الماضي قال المرصد إن مقاتلين متشددين فجروا سيارة ملغومة وأسقطت طائرات هليكوبتر حكومية براميل متفجرة. وأضاف إن القوات الحكومية قصفت مناطق على المشارف الغربية لمدينة حلب في الشمال.

محاصرة تدمر

وشددت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها الخناق على تنظيم «داعش» في مدينة تدمر ومحيطها بعد أن وصلت إلى سفوح جبل الهيال ومشارف المنطقة المعروفة باسم المثلث غرب مدينة تدمر بحوالي 4 كم. وذكر مصدر ميداني سوري أن مقاتلي «الفيلق الخامس التابع للقوات الحكومية والذي يشرف عليه الجيش الروسي أصبحوا على بعد نحو 4 كم غرب مثلث تدمر بعد فرار مسلحي داعش باتجاه مدينة تدمر».

وفي منطقة آبار النفط شمال غرب المدينة تحدث المصدر الميداني عن رصد تصاعد دخان كثيف من آبار جزل جراء حرق «داعش» للآبار وخطوط النفط في المنطقة.

جبهة جنيف

في جنيف دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا وفود المعارضة والنظام إلى استغلال الفرصة التاريخية من أجل التوصل إلى حل وتخليص الشعب السوري من الكابوس. وأدلى دي ميستوراً بهذه التصريحات في مؤتمره الصحافي الأول في "جنيف 4" عقب عقده سلسلة اجتماعات مع وفدين للمعارضة ووفد النظام. وأعلن دي ميستورا أنه لا يتوقع حصول "معجزات" في المفاوضات.

وجلس وفدا النظام السوري برئاسة بشار الجعفري ووفد المعارضة برئاسة نصر الحريري وجهاً لوجه على طاولتين متقابلتين فيما كانت طاولة المبعوث الأممي وفريقه تتوسط وفدي المعارضة والنظام.

لقاء

بعد لقاءاته السياسية، اجتمع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مع أهالي عائلات مفقودين أو معتقلين في السجون السورية قدموا له مطالبهم بالإفراج عن أبنائهم أو نقلهم إلى سجون مدنية بعيداً عن السجون العسكرية. ووعد دي ميستورا بعرض تلك المطالب على المشاركين في المفاوضات.

Email