مليار امرأة في العالم تعرضن للعنف

هشاشة أوضاع اللاجــئات

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما تواصل الأمم المتحدة حملتها الرامية إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، ضمن أجندتها للتنمية المستدامة، تتعرض امرأة من أصل 3 نساء للعنف البدني أو الجنسي في حياتهن، ما يزيل أي أوهام بأن اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة قبل 38 عاماً بشأن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، سوف تنهي قريباً انتهاكات حقوق الإنسان بحقها، وهذا ما تؤكده نشرات الأخبار، التي تصلنا على مدار الساعة.

وفيما تقع بعض من أكثر الانتهاكات المروعة في مناطق الصراعات، تشير منظمة الصحة العالمية، إلى أن ٪35 من النساء على امتداد العالم، أي ما يصل إلى مليار امرأة، خضعن أما لعنف جسدي و/‏أو جنسي من شريك الحياة، أو اعتداء من طرف آخر في حياتهن، وهو ما تصفه الأمم المتحدة بالوباء العالمي، الذي يهدد المجتمعات ويعوق تقدمها.

في أنحاء العالم، ما زالت النساء والفتيات يتعرضن للضرب في منازلهن، ويجري استغلالهن جنسياً واقتصادياً، ويجري الاعتداء عليهن في الشوارع وإزعاجهن على الإنترنت أو أثناء ممارستهن الرياضة، وتشويههن أو إجبارهن على الزواج. ضحايا العنف لا يبلغن عن الجريمة، والجميع يميل إلى عدم التدخل، ويجري الإفلات من العقاب.

تأثيرات


أبرز ما يقود الرجال لارتكاب أعمال العنف وفقاً للدراسات، فهي التربية والموروثات الاجتماعية، والضغوط، التي يوليها المجتمع على الرجل في توفير الاحتياجات المالية للأسرة، أما التأثيرات السلبية على الناجيات وأطفالهن فلا تحصى ولا تعد، سواء لناحية ارتفاع وفيات الرضع أو حالات الانتحار والاضطرابات السلوكية مدى الحياة.

 عدا عن التكاليف الاقتصادية والاجتماعية، التي تصل إلى ٪3.7 من الناتج المحلي الإجمالي، بسبب فقدان الإنتاجية، وهو ضعف ما تنفقه معظم الحكومات على التعليم وفقاً للبنك الدولي.

شعور
وتفاقم أوضاع النزاعات والنزوح العنف من الشريك، حيث يعم الشعور بعدم الأمان، كما تصبح النساء أكثر عرضة لكل أشكال الابتزاز والإتجار البشري والاستغلال. وهناك ملايين النساء اللاتي أجبرن على مغادرة منازلهن لتلك الأسباب، في محاولة للحصول على ملاذ آمن في مخيمات اللاجئين، ليواجهن مخاطر إضافية من أشكال العنف سواء من لاجئين مثلهم، أو من مهربين، أو حتى من السلطات في بعض الدول.

 وتفيد إحصاءات الاتحاد الأوروبي، أن كل النساء ضحايا الإتجار لأغراض الاستغلال الجنسي في الاتحاد الأوروبي هن نساء وفتيات أتين من العالم الثالث بعد رحلة خطرة، فالنساء عرضة لإساءات استغلال السلطة في كل المجالات، في المنزل والعمل، عندما لا تكون لديهن خيارات من أجل البقاء، حيث تنتشر العبودية الحديثة، وهذا ما يحدث للنساء الأكثر تهميشاً، عاملات المنازل والمهاجرات والفقيرات في المدن والأرياف.
معاناة

وغالباً ما يصرف النظر عن معاناة النساء اللاجئات، وهن بشكل خاص عرضة للتعرض للاعتداء والإتجار والعبودية، وتقول الصحافية ايرين زوغاستي، إن نصف الذين فروا من النزاعات الى أوروبا حتى يناير 2016 هن من النساء، نساء لاجئات يبقين صامتات، وغير مرئيات، لكنهن يعرفن جيداً كيف أن العنف الجنسي، يزداد بشكل دراماتيكي على طول مسار الهجرة.

وتنقل عن المحللة من جامعة «كومبلوتنس»، تامارا بوينو، عن صورة المرأة اللاجئة في الإعلام، فتقول:

«كلما ازدادت الأزمة الإنسانية، يقل في العادة اهتمام (الإعلام) في الخوض في المعلومات من منظور نوع الجنس، فالمشكلات التي تواجه اللاجئين، بسبب جنسهم تضيع في نظام يركز بشكل متجانس على الحالة الطارئة للمجموعة بأكملها».
تهديدات

الإتجار هو واحد من أهم التهديدات التي تواجههن أثناء العبور، فها هو العمل الثاني الأكثر ربحاً في العالم يجني فوائد خاصة، بفضل هشاشة النساء اللاجئات.

حيث يجري القبض على النساء عبر الإكراه أو الخطف من قبل المهربين وتجار الرقيق، فيما اللاتي يعشن في مخيمات اللجوء نادراً ما يستطعن الهروب من العنف، حيث ندرة الموارد تعرقل وضع تدابير خاصة بالإناث اللاتي هن في خطر، تقول زوغاستي، وتصبح المشكلة بنيوية بالنسبة لأولئك المولودات في المخيمات.

 كما في تندوف وكينيا في أفريقيا، حيث أدت الصراعات المسلحة إلى انتهاكات بحق النساء من قبل الجماعات العسكرية، ما أضاف بعداً آخر للعنف، يضاف إلى ظاهرة زواج القاصرات ما يسمى «الطفلات العرائس»، الذي يعرض الفتيات للعنف والأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية.

 حيث ٪80 من نساء العالم المصابات بهذا المرض يعشن جنوب الصحراء الكبرى، عوضاً عن تداعيات خضوع ما بين 130 إلى 140 مليون فتاة لعمليات ختان.
تعريف

تعرّف الأمم المتحدة العنف ضد النساء «أي فعل عنيف قائم على نوع الجنس، ويترتب عليه أو من المرجح أن يترتب عليه أذى بدني جنسي أو عقلي أو معاناة للمرأة، بما في ذلك تهديدات بأفعال من هذا القبيل، إكراه أو حرمان تعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في مكان عام أو ضمن الحياة الخاصة».

 

Email