كثيرون يجهلون موعدها وآخرون أرهقتهم أعباء الحياة

الجزائريون خارج دائرة الانتخابات

جانب من عملية فرز الأصوات لانتخابات سابقة في الجزائر ــ أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم استدعاء الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الهيئة الناخبة ليوم 4 مايو المقبل لانتخاب أعضاء المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) إلا أن الشارع الجزائري غير مكترث تماماً بهذه الانتخابات التي يراها أنها لن تختلف عن سائرها السابقات، فيما يجهل كثيرون موعدها بينما عبر آخرون عن أن اهتمامهم الأول هو السعي وراء لقمة العيش التي باتت ترهق كاهل الأسر الجزائرية ذات الدخل المحدود والمتوسط والتي تشكل غالبية سكان الجزائر.

وتقول حسينة حوشاتي (موظفة) إن شغلها الشاغل هو البحث كيف تسد مصاريف الإيجار ومستلزمات بيتها ومتطلبات نجليْها المدرسية خاصة مع ارتفاع الأسعار التي تدفع بالعائلات إلى إعداد قائمة من الحاجات للاستغناء عنها قبيل الذهاب للتسوق.

وتضيف حسينة أنها لا تكترث لا بالانتخابات ولا بالحياة السياسية، مشيرة إلى أن الحكومة وعدتها بشقة لكن الموضوع بقي على حاله لسنوات عدة. وفي السياق ذاته، يذهب عبدالرزاق دريسي (صحافي) إلى أن الجزائريين آخر ما يفكرون فيه هو الانتخابات، مضيفاً أن استطلاعات الرأي التي أجريت أخيراً تشير إلى أن الأكثرية تجهل حتى وجود انتخابات برلمانية خلال العام الجاري غير أنه أوضح أن هذا ليس بالغريب لأن أعباء الحياة أكبر من أن يهتم المواطن بالحياة السياسية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

معركة يومية

أما وردية عثمان شريف (ربة بيت) فقالت إن لديها من الانشغالات ما يجعلها لا تفكر في أي شيء ما عدا صحتها وصحة زوجها الذي يعاني من أمراض عدة ومزمنة ما جعل حياتها اليومية مقتصرة على الذهاب إلى والعودة من مجموعة من الدكاترة المختصين في العين والقلب والسكري والضغط وغيرها.

كما أشارت إلى أنها في معركة أخرى وهي البحث عن منصب عمل لنجلها الوحيد الذي يبلغ من العمر 25 عاماً ويحمل شهادة الماستر التي تذكر أنه متفوق وأنه الأول على دفعته ورغم ذلك فإن الجامعة لم تكترث له وأصبح كبقية الشباب عاطلاً عن العمل.

بدورها، أكدت ويزة درباح أنها سمعت بموعد الانتخابات في إحدى نشرات الأخبار لكنها لا تفكر أبداً في الذهاب إلى صناديق الاقتراع لأنها لا تحمل حتى بطاقة التعريف الوطنية (بطاقة هوية) فما بالك ببطاقة الناخب التي لا تعرف حتى شكلها على حد قولها.

وتضيف درباح وهي ربة بيت إلى أنها تفكر في كيفية التخلص من الديون المتراكمة على زوجها من كل جهة سواء من القرض البنكي الذي أقام به مشروعاً صغيراً من أجل أن يعيل أفراد أسرته المكونة من ثلاثة أبناء فضلاً عن ديون من أقارب وأصدقاء متراكمة خاصة بعد أن أجرى زوجها عملية في رجله أبقته طريح الفراش لمدة تجاوزت الشهرين من دون أن ينزل إلى العمل. ونوهت ويزة إلى أن حالتها كانت ستزاد سوءاً لولا شقيقتها التي تعيش بدولة الإمارات والتي وقفت إلى جانبها في محنتها، حيث ساعدتها بالأموال والألبسة لها ولأطفالها.

استغاثة

تطالب عائلات جزائرية بمساعدات الدولة لها لمواجهة تدني الوضع الاجتماعي، وتقول فاطمة بلقاسمي (ربة بيت): «لا تسألوني عن أي شيء.. أخبروني عن موعد تقديم المساعدات في الهلال الأحمر أو أية مؤسسة خيرية.. ألا ترون حالتي!». وتقيم فاطمة في منزل يفتقد حتى لوجود حمام للاستحمام، وزوجها المسن لم يعد قادراً على مواصلة قيادة مركبة الأجرة التي كان يمتلكها.

Email