جريمة صرمان.. اغتيال براءة ليبيا نهاراً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عام أو يزيد قليلاً، ومدينة صرمان الواقعة على شاطئ البحر المتوسط، وغرب العاصمة الليبية طرابلس بمسافة 60 كم، لم ينهِ حالة الذهول التي أصابتها من جراء اختطاف ثلاثة أطفال من أمام والدتهم، وفي وضح النهار، وسلطت الحادثة أضواء كاشفة على الأوضاع الأمنية في ذلكم البلد، الذي مزقت الحرب نسيجه الاجتماعي، والحالة الكارثية التي يعاني منها أطفاله.

ففي ذات صباح من شهر ديسمبر 2015، كانت بداية مأساة وجدان الشرشاري، التي اصطحبت أطفالها الثلاثة، عبد الحميد ومحمد وذهب إلى المدرسة، ففوجئت بستة مسلحين يترجلون من سيارتين معتمتي النوافذ، وبدون لوحات، ويغلقون الطريق بالقرب، على السيارة التي كانت تقلها وأطفالها، ويقومون بخطف الأطفال الثلاثة، ليبقى مصيرهم لغزاً إلى اليوم.

تقول الأم المكلومة: «أريد أولادي، إما لأحضنهم، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، أو لأدفنهم إذا كانوا قد قتلوا»، وتضيف: «مأساتي لا تشبهها مأساة، وألمي لا يدانيه ألم، وحزني يفوق كل حزن، فقد تعرض أبنائي الثلاثة إلى الاختطاف في ساعة واحدة منذ أكثر من عام، ولم أسمع خبراً واحداً يمكن أن يبعث في نفسي أملاً بعودتهم إلى أحضاني».

وتردف «أمام صورهم وألعابهم ومقتنياتهم وكتبهم وكراساتهم، أقف لأبكي طويلاً، حتى جفت العيون من الدموع، بفعل الوجع لابني ذهب (13 عاماً)، وابنيّ محمد (8 أعوام) وعبد الحميد (10 أعوام)».

أما والد الأطفال المخطوفين، رياض عبد الحميد الشرشاري، وهو رجل أعمال معروف، فيؤكد أن القضية تعتبر استثنائية، وبالأخصّ أن الخاطفين معروفون، مشيراً إلى أن التحقيقات مع بعض الضالعين في عملية الخطف، ، كشفت أهداف الجريمة ودوافعها، وسمت المجرم بالاسم، ولكن لا أحد تحرك لإلقاء القبض علية وسؤاله عن مصير أبنائي.

وأشار إلى أن المتهم عبد الباسط (53 عاماً)، وهو خريج كلية الحقوق، ويعمل في وظيفة مستشار قانوني، تحدث عن أطوار عملية الخطف التي كان من منفذيها، وروى تفاصيل الجريمة، والهدف من ورائها، وهو الابتزاز المالي، والحصول على فدية بـ 20 مليون دينار ليبي.

وعضد الممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في ليبيا، غسان خليل، ما ذهبت إليه أسرة الشرشاري، بإن أوضاع الأطفال الليبيين «كارثية، وتزداد»، صعوبة بمرور الوقت.

دراسات

حذر خبراء ليبيون من كارثة محدقة بالأطفال، جراء الفوضى التي تعيشها البلاد، وما نتج عنها من آثار نفسية واجتماعية. وقال حازم البوعيشي، طبيب نفسي، لقد حاولنا بالتعاون مع "يونيسيف"، أن ننجز دراسات لتحديد معاناة الطفل الليبي، لكن نقص الإمكانات، حال دون إنجازها.

Email