سيدا لـ« البيان »: أستانة تحريك للحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أن المعارضة السورية بكل أطيافها السياسية والعسكرية، واثقة من أن مشاورات أستانة، ما هي إلا استعراض (روسي – تركي) بعد هزيمة المعارضة في حلب، إلا أن قرار الذهاب إلى العاصمة الكازاخستانية أستانة جرى اتخاذه بتوافق كل القوى السياسية بما فيها الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني.

ومن خلال الشكل، يبدو أنه لا خلاف بين «جنيف 3» و«أستانة»، ذلك أن من يرأس وفدي المعارضة والنظام هما ذاتهما من كانا في جنيف العام الماضي، فضلاً عن أن الخطاب السياسي لم يتغير لكلا الطرفين، رغم المحدّدات التي طرحها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن المشاورات تركز بالدرجة الأولى على تثبيت وقف إطلاق النار.

وأوضح عضو الائتلاف السوري ورئيس المجلس الوطني السابق الدكتور عبدالباسط سيدا، لـ«البيان»: إن لقاء أستانة هو في جوهره لقاء ميداني هدفه تثبيت التوافقات والتفاهات التي تمت بصورة خاصة بين الجانبين الروسي والتركي، وفي أجواء ما يستشف من تباينات بين الروس والإيرانيين؛ وعدم وضوح معالم الموقف الأميركي.

وقال: لا أعتقد أن مشاورات أستانة ستنجز الكثير، كل ما هنالك أنه سيحرك العملية السياسية ولا نتوقع حلولاً سحرية، في ظل الضبابية في المشهد السوري على المستوى الدولي والداخلي.

لا للأسد

ورأى أن ما يبعث على الاطمئنان بالنسبة للمعارضة السورية، هو أنه رغم كل الملاحظات حولها وكل التباينات فيما بينها؛ لا توجد فيها جهة تستطيع أو تتجرأ صراحة على قبول بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ولو ليوم واحد.

ولفت سيدا في تصريحه لـ«البيان»، إلى أن الأمور بعد «أستانة» ستكون أوضح بعد مجيء الإدارة الأميركية الجديدة، لافتاً إلى موقف السعودية الذي أعلنه السفير عبدالله المعلمي، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الذي أكد على رحيل الأسد والمرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أنه موقف مسؤول وصلب سيبنى عليه من قبل الجميع. والمأخذ على مشاورات أستانة، من بعض القوى السورية المعارضة، أنه خفض سقف المطالب من هيئة حكم انتقالية تبدأ برحيل الأسد، إلى العمل من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الذي مازال النظام وروسيا لا يلتزمان به في إدلب ووادي بردى.

وحتى تكون مشاورات أستانة مقبولة بالنسبة للمعارضة، فهي بحاجة إلى حسن نوايا روسية بوقف تام لإطلاق النار، كما حدث في «جنيف 3»، وهذا يمنح وفد المعارضة السورية مصداقية أمام المترددين في الذهاب إلى المشاورات .

Email