تحرير منطقتين من «داعش» شرق المدينة

الجيش العراقي يتقدّم في قلب الموصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الجيش العراقي يجني ثمار استراتيجيته الجديدة في معركة الموصل، إذ تمكّن من تحرير منطقتين شرقي المدينة، فيما شنّ هجوماً ضارياً على الإرهابيين وأصبح على مشارف نهر دجلة، وفيما أخرجت ضربتان جويتان للتحالف آخر الجسور عن الخدمة، ألقت الطائرات العراقية منشورات على سكان الموصل تحضّهم على الانتفاض في وجه تنظيم داعش.

وصرّح ضابط في جهاز مكافحة الإرهاب أمس بأنّ القوات العراقية تمكنت من تحرير منطقتين بالكامل ضمن المحور الشرقي للساحل الأيسر بالموصل شرقي الموصل.

وقال العقيد دريد سعيد إنّ قوات الجيش العراقي تمكّنت من تحرير منطقتي الشهداء والإعلام بشكل كامل، بعد أن كانت قد شرعت باقتحامهما شرقي الموصل بعد اشتباكات مع عناصر داعش، رافقها تفجير مفخّخات استخدمها التنظيم في الاشتباكات وقتل 19 من عناصر التنظيم بينهم انتحاريون. وذكر أنّ القوات العراقية بدأت بإعادة العوائل التي غادرت منازلها خلال الاشتباكات والمداهمة مع داعش إلى المناطق المحرّرة.

هجوم جديد

إلى ذلك، شنّت وحدات الجيش العراقي هجوماً جديداً جنوب شرق الموصل أمس. ونسب إلى قائد كبير قوله، إنّ «فرقة مدرّعة تقدّمت لتصبح على بعد نحو كيلومتر من نهر دجلة الذي يجري عبر وسط المدينة». وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إنّ الجنود دخلوا مستشفى السلام في حي الوحدة بجنوب شرق المدينة قرب النهر.

من جهته، أكّد عقيد في الجيش أنّ الهجوم الذي تدعمه تعزيزات جديدة بدأ الساعة السادسة صباح أمس، ويهدف لاستنزاف مقاتلي تنظيم داعش الذين يشنون هجمات مضادة شرسة ضد الجيش شرق المدينة، مضيفاً: «نحن نتبع تكتيكاً جديداً، زيادة عدد القوات المتقدمة من عدة محاور للأخذ بزمام المبادرة ومنع عناصر داعش من القيام بتنظيم هجمات مضادة».

إحراز تقدّم

على صعيد متصل، قالت مصادر عسكرية إنّ القوات العراقية تمكّنت من إحراز بعض التقدم في حي البريد شرقي مدينة الموصل، الذي كانت قد اقتحمته في محاولة لاستعادته بالكامل. ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ القوات باتت تسيطر على نصف الحي، رغم المقاومة العنيفة للتنظيم ولجوئه إلى تفجير السيارات الملغمة، كما اندلعت اشتباكات بين الجانبين في أطراف المنطقة الصناعية شرقي للمدينة.

وأوضحت مصادر أمنية في الموصل، أنّ طائرات التحالف الدولي وجهت ضربتين استهدفتا مداخل الجسر القديم من كلا جانبيه مخلفة أضرارا كبيرة بهما، تجعل من المستحيل استخدام الجسر مرة أخرى.

 وأبانت المصادر أنّ هذا الجسر الذي يعود لثلاثينيات القرن الماضي هو آخر جسر بالمدينة لم يكن قد استُهدف حتى الآن، حيث كانت طائرات التحالف الدولي استهدفت الجسور الأربعة الأخرى بضربات جوية أخرجتها من الخدمة لتفصل بذلك بين ضفتي الموصل.

إلقاء منشورات

في الأثناء، أعلن الجيش العراقي أنّ طائراته ألقت أمس منشورات على الموصل تحض فيها الأهالي على الانتفاض ضد «داعش» ومساندة القوات الحكومية في حربها. وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان، إن الطائرات العراقية ألقت ملايين المنشورات على الموصل وقضاء الحويجة والقائم، تضمنت انتصارات الجيش العراقي، وتحذيرهم من أن تنظيم داعش يعيش ساعاته الأخيرة في العراق.

وكشف العميد الركن في قوات جهاز الرد السريع محمد عبد الغني الوائلي، عن أنّ المنشورات تضمّنت حض الحكومة للأهالي على الانتفاض ضد التنظيم من أجل مساعدة القوات العراقية التي تتقدم نحو مركز المدينة في إنجاز مهمتها المتمثلة في القضاء عليه، مشيراً إلى أنّ الحكومة تدرك صعوبة معركة تحرير الموصل، وأنّها تتطلب تنسيقاً عسكرياً على مستوى عال، فضلاً عن الاستفادة من الخلايا المسلحة النائمة التي تعمل ضد التنظيم داخل المدينة في تشتيت جهد عناصره.

تكريت تلجأ إلى واشنطن لحل مشكلاتها

اتهم مجلس صلاح الدين حكومة بغداد بعدم الاهتمام بالمحافظة وغياب الرؤية الحقيقية وتجاهل مطالبها، بغياب خارطة الحلول للمحافظة على النصر والاستقرار وإدامة رفض التطرّف، مبدياً تخوفه من عودة الإرهاب، نتيجة ما أسماها تكرار الأخطاء، كاشفاً عن اتفاق مع الحكومة الأميركية لتدريب وتسليح شرطة المحافظة، وعقد اجتماع مع اليونامي لبحث دعم المحافظة.

وقال رئيس المجلس أحمد الكريم أمس، إن وفداً من بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» زار تكريت وجرى عقد اجتماع للبحث في شؤون ما بعد تنظيم داعش وأهمية تحقيق المصالحة وإعمار المدن، مبيناً أنّ المجلس دعا الأمم المتحدة لاعتماد برامج إصلاحية وعمرانية، ضمن خطط مرحلة ما بعد داعش.

وأضاف الكريم أنّ التحديات التي نواجهها تحتاج تضافر الجهود لتجاوزها، مشيراً إلى أنّ الاجتماع ركز على تحليل الواقع، وضرورة أن تطلع «يونامي» دورها، في ظل التجربة التي مرت بها المحافظة واستمرار تكرار الأخطاء على حد قوله.

واعتبر الكريم أن هناك غياباً لخارطة الحلول للمحافظة على النصر والاستقرار وإدامة رفض التطرّف، معرباً عن تخوفه من عودة الإرهاب نتيجة تكرار الخطأ وعدم جدية الحكومة وضعف الأجهزة الأمنية. وأكّد أن هناك حاجة للجهد الدولي ومعالجة مخلفات تنظيم داعش بحلول سياسية وترسيخ التفاهم وخلق مشروع وطني جامع، مشيراً إلى ضرورة اعتماد برامج إعلامية لتوعية المجتمع وإعادة الاهتمام بقوات الصحوة التي تجاهلتها الحكومة بعد مغادرة الأميركيين.

جثة

أفاد مصدر في الشرطة أمس بأن قوة أمنية عثرت على جثة عنصر بالحشد العشائري قضى رمياً بالرصاص داخل عجلته غربي بغداد.

وقال المصدر في تصريحات لـ «السومرية نيوز» إن قوة من الشرطة المحلية عثرت على جثة عنصر بالحشد العشائري داخل عجلته بمنطقة العامرية غربي بغداد، مشيراً إلى أنّ الجثة بدت عليها آثار اطلاقات نارية. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن القوة طوقت مكان الحادث، ونقلت الجثة الى دائرة الطب العدلي.

Email