المعارضة تؤكد أنها لن تستسلم وسط دعوات أممية أوروبية لوقف الهجوم

النظام يسيطر على 60 % من شرق حلب

طفل سوري نازح يحمل كيس خبز في قرية جبرين جنوب حلب | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكن الجيش السوري من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب، ما جعله مسيطراً على نحو 60 في المئة من الأحياء الشرقية من المدينة، فيما سقطت مقاتلة للنظام في حي شرقي، بينما أكدت المعارضة أنها لن تستسلم بعد عرض روسي بخروج آمن لها، وسط دعوات أممية أوروبية لوقف الهجوم على المدينة والجنوح للحل السلمي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان السبت إنه «بالسيطرة على حي طريق الباب، فإن النظام سيطر على نحو 60 في المئة من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد».

وهذا يعني أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه أصلاً والواقع جنوب طريق الباب.

وجاءت السيطرة على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة ادت إلى فرار المدنيين إلى حي الشعار القريب.

غارات

وأسفرت غارات جوية للطيران السوري على شرق حلب عن ثلاثة قتلى على الأقل وعشرة جرحى في حي الشعار، وفق المرصد، بينما قالت خدمة الدفاع المدني في شرق حلب إن تجمعاً لنازحين تعرض لهجوم وإن عدد القتلى أكثر من ستة، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن خمسة أشخاص قتلوا في قصف تعرض له غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام.

تحطم طائرة

وتحطمت صباح أمس طائرة حربية تابعة للقوات الحكومية فوق حي قاضي عسكر في شرق المدينة. وذكرت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية أن الطائرة تحطمت نتيجة عطل فني وهي من نوع «لام 39» وسقطت قرب مستشفى العيون في حي قاضي عسكر، ما أدى إلى تدميرها بالكامل. وأكدت المصادر مقتل طاقم الطائرة المؤلف من ثلاثة أشخاص وهم ضابطان برتبة رائد ونقيب، إضافة إلى رامي رشاش.

ويفيد المرصد أن 310 مدنيين بينهم 42 طفلاً قتلوا في الأحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم قوات النظام منتصف نوفمبر، فيما قتل 64 في قصف للأحياء الغربية.

فرار

وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 20 ألف طفل فروا من منازلهم شرق مدينة حلب في الأيام الأخيرة، محذرة من أن الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات. وقال الناطق باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كريستوف بولييراك للصحافيين في جنيف إن «الأكثر إلحاحاً الآن هو تقديم المساعدة التي يحتاج إليها هؤلاء الأطفال وعائلاتهم في شكل كبير».

وعلى وقع استياء المجتمع الدولي، عرضت روسيا فتح أربعة ممرات إنسانية من حلب الشرقية لإجلاء المدنيين والجرحى وإيصال المساعدات.

لن نستسلم

وأكد مسؤول في المعارضة أن قادة المقاتلين لن يسلموا شرق حلب لقوات الحكومة، وذلك بعد أن قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة عن انسحاب كامل لكل مقاتلي المعارضة من شرق حلب.

وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع «فاستقم» الموجود في حلب، متحدثاً من تركيا، إنه سأل الفصائل وقالت إنها لن تستسلم. وتابع أن القادة العسكريين في حلب قالوا «لن نترك المدينة». وأضاف أنهم رأوا أنه «ليست هناك مشكلة في ممرات إنسانية لخروج المدنيين».

وكشف لافروف، أن التعامل بين العسكريين الروس والأميركيين مقصور على أمر واحد يتعلق بتجنب الحوادث الجوية في سوريا، طبقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ عام، وعدا ذلك لا يوجد أي تنسيق.

دعوة للتفاوض

من جهته، جدد الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا خلال مؤتمر حول المتوسط في العاصمة الإيطالية روما، دعوة روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما لإقناع دمشق بالتفاوض جدياً، منبهاً إلى أن «البديل يمكن أن يكون نهاية الحرب، ولكن بداية حرب عصابات رهيبة من دون أي إعادة إعمار». وقال إنه يأمل في التوصل إلى صيغة ما لتجنب هذه «المعركة الرهيبة» في حلب. وأضاف: «الحقيقة هي أن حلب لن تصمد طويلاً».

من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني خلال ذات المؤتمر، مخاطبة الرئيس بشار الأسد: «تستطيع أن تكسب حرباً لكنك قد تخسر السلام». وأضافت: «أنا مقتنعة أن سقوط حلب لن ينهي الحرب».

تكلفة باهظة

وبحث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، مع دي ميستورا، في روما، مستجدات الوضع في سوريا في ظل التطورات الأخيرة. وأكد الأمين العام، أن التكلفة الإنسانية لاستمرار الوضع الحالي في سوريا أكبر من احتمال أي طرف، وأن المضي قدماً في نهج الحسم العسكري لن يؤدي سوى لمزيد من إراقة الدماء، ولن يفرز سوى الفوضى والتفكك على المدى الطويل.

وشدد على أن استعادة سوريا، كدولة موحدة ذات سيادة لن تتحقق سوى باحترام تطلعات الشعب السوري، وأن ما يجري في حلب من قتل عشوائي وحصار وتجويع بهدف إخضاع المدينة، سوف تكون له نتائج فادحة على إمكانية التعايش بين مكونات الشعب السوري في المستقبل. وأشار إلى أن من يدفع الثمن في النهاية هم مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.

اجتماع

بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة محادثات بشأن مسودة قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا. وطلب أكثر من ثلث أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة هذا الأسبوع، عقد اجتماع رسمي بشأن سوريا. ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن يعقد الاجتماع الأسبوع المقبل عندما يكون القرار الذي صاغته كندا جاهزاً للتصويت عليه.

Email