فرار 16 ألفاً وتحذيرات من وضع مخيف

الأمم المتحدة: حلب تنحدر نحو «الجحيم»

■ شاب وعجوز سوريان يحاولان الفرار من القصف على حلب | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد مسؤول الإغاثة الأممي ستيفن أوبريان أمس، بأن التقارير الأولية تشير إلى نزوح ما يصل إلى 16 ألف شخص جراء موجة العنف التي تشهدها مدينة حلب منذ أيام، وفيما اتهم أطراف الصراع بالاستعداد لفعل أي شيء لضمان التقدم العسكري، فيما وصفت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر الوضع في حلب بأنه «انحدار بطيء نحو الجحيم».

وعبَر الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة المسلّحين الأكراد والقوات الحكومية أول من أمس، مع انهيار دفاعات المسلّحين في شرق المدينة المحاصر.

ودعت منظمة العفو الدولية الحكومة إلى ضمان حماية سكان المناطق التي استعادتها من الاعتقالات التعسفية والهجمات الانتقامية. وقالت المسؤولة الإقليمية في المنظمة سماح حديد:«نظراً للتاريخ الطويل والأسود للحكومة السورية في الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري على نطاق واسع، فإن من الضروري بصورة أكبر حماية المدنيين في المناطق التي استعادتها أخيراً في مدينة حلب».

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في شرق مدينة حلب بـ«المخيف». وأعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن «غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف».

وقال اوبراين إن «كثافة الهجمات على أحياء شرق حلب في الأيام الأخيرة» أجبرت حوالي 16 ألف شخص على «الفرار الى مناطق أخرى من المدينة». ولا يشمل هذا العدد الآلاف من المدنيين الذين نزحوا داخل الأحياء الشرقية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً «رهيبة» واصفة الوضع بأنه «انحدار بطيء نحو الجحيم».

مجلس الأمن

وإزاء ما وصفه بـ «الكارثة الإنسانية» في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع «فوراً» من أجل «النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها». وقال آيرولت في بيان «ثمة حاجة ملحة أكثر من أي وقت لتطبيق وقف للأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الإنسانية دون قيود».

وأضاف أن حكومته تعمل مع بريطانيا على صياغة مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية في أسرع وقت ممكن. وقال في مدينة مينسك عاصمة روسيا البيضاء «نتولى وضع مسودة (قرار بشأن الأسلحة الكيميائية) مع بريطانيا. نحن لن نستسلم». وعبر عن أمله في طرح القانون على التصويت في أسرع وقت ممكن.

حماية أممية

ودعا الممثل البريطاني الخاص لسوريا غاريث بايلي إلى «تقديم مساعدات إنسانية أممية عاجلة للسوريين النازحين من شرق حلب جراء عمليات النظام السوري فيها»، مؤكداً أهمية توفير ممرات آمنة وحماية لهم.

وقال بايلي إن «الأمم المتحدة سبق لها أن اقترحت خطة بخصوص شرق حلب وقبلت بها المعارضة المسلحة، واستمرار الأعمال العسكرية من جانب النظام وحلفائه سيعقّد الوضع هناك ويزيد من حجم المآسي لذلك نحتاج لخطة عمل عاجلة تساعد النازحين من الحصار والجوع في شرق حلب، فضلاً عن مساعدة الموجودين حالياً تحت الحصار، حيث يوجد نحو ربع مليون سوري بلا مستشفيات ويعانون من ندرة الطعام والأغذية».

وشدد على أهمية «التأكد من أن النازحين من شرق حرب لا يتعرضون للاعتقال والتحقيق عند دخولهم مناطق سيطرة النظام وذلك لا يمكن معرفته والتأكد منه إلا عبر وجود الأمم المتحدة هناك».

وقال إدوين سموأل الناطق باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن «حلب تمر الآن بظروف مأساوية ولا يوجد بارقة أمل». وأضاف «الحصار والتجويع والنهب ثقافة النظام السوري، الذي يقصف المستشفيات ويجوع الناس».

تفنيد روسي

من جانبها، قالت روسيا إن تقدم الجيش السوري في حلب غيّر بدرجة كبيرة الوضع على الأرض ومكن أكثر من 80 ألف مدني من الوصول إلى المساعدات الإنسانية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف «تمكن الجنود السوريون من تغيير الوضع بشكل كبير خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، وذلك بفضل العمليات المخططة بشكل جيد جداً وبتأنٍ».

وأضاف «بشكل عملي حُررت تماماً نصف الأراضي التي احتلها مقاتلو المعارضة في السنوات الأخيرة في الجزء الشرقي من حلب». وقال إن موسكو مصدومة بما وصفه «بعمى» الغرب فيما يتعلق الأمر بتقييم الوضع الحقيقي على الأرض.

وأضاف أن أكثر من 80 ألف مدني «كانوا يستخدمون كدروع بشرية على مدى سنوات طويلة في حلب من جانب إرهابيين من مختلف الانتماءات».

قمح روسي

قال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي للصحافيين أمس، إن بلاده تعتزم إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا في صورة إمدادات قمح هذا العام.

وقال «لا أستطيع تحديد الكمية. لكنها ستكون قريباً (وستبدأ) هذا العام».

وقال مصدر في وزارة الزراعة الروسية لرويترز الشهر الماضي، إن موسكو تبحث إرسال نحو 100 ألف طن من القمح إلى سوريا في صورة مساعدات إنسانية. موسكو – رويترز

Email