عصيان مدني في طرابلس اليوم احتجاجاً على انهيار الأمن

"داعش" يتكبد عشرات القتلى في سرت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات تحرير سرت أن قوات حكومة الوفاق كبدت مسلحي تنظيم داعش الإرهابي خسائر بشرية كبيرة في يومين، فيما دعا ناشطون وجمعيات حقوقية إلى تدشين عصيان مدني في العاصمة الليبية طرابلس، بداية من اليوم الأحد وإلى أجل غير مسمى، احتجاجاً على انهيار المنظومة الأمنية والخدمية، وشح السيولة وتراجع سعر الدينار الليبي بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، إضافة الى استمرار المأزق السياسي، وغياب أفق الحل للأزمة المتفاقمة في مختلف المجالات.

وذكر المركز أن وحدة تابعة لجهاز مكافحة الجريمة تمكنت من إحصاء 68 جثة لمقاتلي التنظيم في منطقة الجيزة البحرية بالمدينة.

وتحدثت قوات «عملية البنيان المرصوص» عن تقدم ملحوظ، خلال الأيام الأخيرة في جبهة القتال بالواجهة البحرية لمدينة سرت، التي تعد آخر جيوب مقاومة «داعش» للقوات الحكومية.

وأورد بيان صادر عن المركز الإعلامي لغرفة عمليات تحرير سرت أن مسلحي التنظيم الإرهابي بدأوا يفقدون السيطرة على الوضع نتيجة الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات ونفاد المؤن، وهو ما يؤذن بقرب انتهاء المعركة.

وتقول القوات الحكومية، إن ما يؤخر تقدمها على الأرض لم يعد شدة مقاومة التنظيم لها، بل حرصها على سلامة المدنيين المحاصرين في مربع القتال؛ حيث صدرت أوامر للقوات بعدم الاستعجال في الحسم حفاظاً على أرواح المدنيين.

وتطلق القوات الحكومية نداءات إلى المدنيين بالابتعاد عن المعارك، ومحاولة الفرار من حصار «داعش» إن استطاعوا. وتمكنت هذه القوات من تأمين خروج عشرات العائلات من دائرة المعركة. وتمكنت قوات عملية البنيان المرصوص من السيطرة على أكثر من 120 منزلاً هذا الأسبوع، وقامت بتمشيطها.

وتأتي هذه التصورات الميدانية وسط دعوات لعصيان مدني اليوم الأحد.

عصيان

وقالت مصادر مطلعة لـ«البيان»، إن هناك استجابة واضحة لدعوات العصيان المدني من قبل جانب كبير من المؤسسات العامة والخاصة في العاصمة الليبية وضواحيها، وأنه سيتم اليوم إغلاق المحلات التجارية ومراكز الخدمات والمرافق العامة، فيما أعلن مكتب رئيس جامعة طرابلس عن انضمام الجامعة للعصيان المدني، مبرراً ذلك بأنه يأتي ضمن دور الجامعة في الشأن العام، حيث بلغ الوضع «حداً لا يمكن الصمت عليه».

وذكر المكتب في بيان أن جامعة طرابلس وجامعة ناصر ستدخلان في عصيان مدني بالرغم من حرصها على مسار العملية التعليمية إلا أن الوضع لم يعد يحتمل السكوت عليه، كما أكد سلمية العصيان المدني الذي قال إنه سيشمل نوابها وأعضاء هيئة تدريسها إلا أنه لم يحدد موعداً لعودة الدراسة والعمل وتعليق العصيان.

كما أعلنت مكتبة طرابلس العلمية العالمية، التي تتخذ من سوق شارع الزاوية مقراً لها عن استجابتها لنداء العصيان المدني احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية وحالات الانفلات الأمني. وقالت مديرة المكتبة فاطمة حقيق، إن المكتبة ستقفل أبوابها اليوم تضامناً مع نداء العصيان المدني، متمنية أن يأتي العصيان بنتائج إيجابية.

في المقابل، نفى المكتب الإعلامي بوزارة التعليم التابعة لحكومة الوفاق الوطني، توقف الدراسة بناء على دعوات للعصيان المدني، داعياً المدرسين ومديري المدارس وأولياء الأمور، إلى عدم الالتفات لدعوات العصيان المدني، التي من شأنها عرقلة سير العملية التعليمية، وفق بيان المكتب.

تحذير

كما حذر عميد المجلس البلدي لوسط طرابلس عبدالرؤوف بيت المال من العصيان المدني الذي دعت إليه بعض مؤسسات المجتمع المدني احتجاجاً على الأوضاع المعيشية بالعاصمة طرابلس، معتبراً أن ذلك يسبب شللاً كاملاً لأجهزة الدولة، ويترك آثاراً سلبية على المواطن وقال بيت المال، إن الظرف الآن في ليبيا صعب جداً، وإن الفترة عصيبة، وإن العصيان قد يزيد من تفاقم الأوضاع. وأضاف، إن المدارس إذا ما أقفلت أبوابها، فيعد هذا كارثة كبيرة، وكذلك باقي المرافق.

Email