قتلى ولا «أكفان».. والقادم أسوأ

مجازر جديدة للنظام بدعم روسي في حلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمر نظام الأسد وروسيا في إشعال جحيم حلب ودك المدنيين غربي المدينة بحمم الموت التي لا تتوقّف، إذ سقط العشرات قتلى وأمثالهم جرحى أمس، وفيما تعالت التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في ظل نفاد الأكفان لدفن الموتى، أسفر قصف روسي على غوطة دمشق عن سقوط قتلى وجرحى، في الأثناء، كشفت مصادر مقرّبة من قوات النظام، عن استقدام جيش الأسد وحلفائه حشوداً عسكرية كبيرة وآليات ضخمة محمّلة بصواريخ فتاكة للمشاركة في عمليات حلب.

وقتل 23 شخصاً في حلب خلال الـ 24 ساعة الماضية، في تبادل للهجمات بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة، وقوات المعارضة من جهة أخرى، حسبما أفادت مصادر عدة.

وارتفع عدد قتلى الغارات الجوية السورية والروسية، والقصف المدفعي على أحياء حلب الشرقية المحاصرة، إلى 13 كلهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، فيما أصيب عشرات آخرون معظمهم في حالات خطرة. وقالت مصادر ميدانية إنّ قصفا متجددا طال كل من أحياء الصاخور والشعار وأرض الحمرا، شرقي حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقاتل من المعارضة السورية ومسعفان، إنّ برميلاً متفجّراً قتل أسرة مؤلفة من ستة أفراد في شرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة أمس.

اختناق كيماوي

ولفت المسعفان إلى أنّ عائلة البيتونجي‭‭‭‭ ‬‬‬‬اختنقت حتى الموت لأنّ البرميل المتفجر الذي سقط في حي الصاخور قبيل منتصف الليل كان ملوثاً بغاز الكلور. وتعرف المسعفان على أسرة البيتونجي في فيلم متداول على الانترنت يُظهر الفيلم جثث الأطفال الأربعة ممددين على الأرض وشفاههم زرقاء اللون وتوجد علامات داكنة حول عيونهم المفتوحة.

وقال أحد المسعفين ويدعى أبو العباس إنّ له زميلاً يعيش في نفس الشارع. وقال آخر وهو مدير مستشفى إن الأطباء أكدوا أنّ سبب وفاتهم هو تسمم بالغاز. كما قال زكريا ملاحفجي القيادي في جماعة فاستقم المعارضة إنهم قُتلوا بالغاز.

وحذّرت هيئة الطبابة الشرعية في حلب من كارثة إنسانية قد تحل بالمدينة خلال الأيام المقبلة، لاسيّما مع نفاد الأكفان اللازمة لدفن القتلى.

وأكّد رئيس الهيئة أنّ موظفيه يستخدمون أغطية ملونة رغم قلتها وعدم توفرها لستر جثث القتلى نتيجة قلة الأكفان، مع استمرار القصف والحصار على المدينة.

رد معارضة

في الأثناء، قتل سبعة أطفال على الأقل أمس بقذائف أطلقها مسلحو المعارضة على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات الأسد، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي.

وأعلن التلفزيون الرسمي مقتل 10 أشخاص، إلّا أنّ وكالة الأنباء السورية «سانا» تحدثت لاحقا عن حصيلة اجمالية تبلغ ثمانية قتلى هم سبعة اطفال وامراة. كما اصيب 32 شخصاً آخرين في القصف الذي استهدف حي الفرقان في غرب حلب، وفق «سانا».

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل سبعة أطفال في هذا القصف، ما يرفع حصيلة القتلى في غرب حلب في يومين إلى 13 بينهم تسعة أطفال.

قصف روسي

إلى ذلك، قُتل طفل وأصيب أكثر من 15 بجروح جراء قصف روسي استهدف أمس مدرسة ابتدائية في بلدة النشابية بمنطقة المرج بغوطة دمشق.

وذكر مراسلون وشهود عيان بريف دمشق، أنّ صاروخا روسيا موجها استهدف مدرسة في بلدة النشابية بمنطقة المرج، ما أدى إلى مقتل طفل وجرح 15 بعضهم في حالة خطيرة، موضحين أنّ من بين الجرحى مدرسين وأطفالاً، وأنّ القصف أسفر عن دمار كبير في المدرسة والأبنية المحيطة بها.

قتلى معارك

وفي سياق المعارك، أعلنت المعارضة في حلب أمس، أنها قتلت وجرحت العشرات من قوات النظام والميليشيات الموالية له إثر محاولتهم التقدم جنوب وغرب المدينة.

وأوضحت مصادر المعارضة أنّ قوات النظام والميليشيات الموالية لها حاولت التقدم في مناطق الإنذارات والشيخ نجار شمال المدينة، وسعت للسيطرة على مواقع في منطقة سوق الجبس غرب حلب. بالمقابل، قالت مواقع موالية للنظام إن طائرات سورية شنت غارات عدة على مستودعات للأسلحة والذخيرة جنوب حلب.

بدورها، كشفت مصادر مقربة من قوات الأسد، أن الجيش السوري وحلفاءه يستقدمون حشوداً عسكرية كبيرة جداً وآليات ضخمة تحمل صواريخ فتاكة إلى حلب للمشاركة في العمليات العسكرية.

Email