المسؤول البريطاني أبدى قلقه من سجل الحوثيين الحافل بتوقيع اتفاقات لا يلتزمون بها

إدمون براون: الإمارات طوّرت رؤية عميقة تحتذى في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد السفير البريطاني لدى اليمن أن دولة الإمارات العربية المتحدة طورت خبرة عميقة في اليمن ولديها استراتيجية تُحتذى، مؤكداً في لقاء مع عدد محدود من وسائل الإعلام أن مساهمات الإمارات في عدن كانت الأهم على الإطلاق في مسار الحرب والجانب الإغاثي، كما لفت إلى أن الغضب الروسي في الملف السوري ينعكس على الملف اليمني أيضاً.

وقال السفير البريطاني لدى اليمن إدموند فيتون براون في لقاء مع عدد محدود من وسائل الإعلام حضرته «البيان» في دبي إن دولة الإمارات العربية المتحدة تميزت بحكمة قادتها وقدرتهم على التعامل مع الأمور في اليمن، معبراً في اللقاء الذي عقد بمركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية في دبي، عن إعجابه بالقيادة الإماراتية بالقول: «لا أنفك أشعر بالانبهار إزاء ما فعلوا، كما أن لديهم مبعوثاً خاصاً هناك، في مسعى ينطوي على الكثير من العمل المعرفي داخل البلاد، وهي طبعاً إحدى النقاط التي تظهر قوتهم في الداخل اليمني بعد أن طوروا خبرةً عميقة في الدينامية الميدانية».

تحول مسار الحرب

وأضاف أن مساهمات الإمارات في عدن كانت الأهم على الإطلاق في مسار الحرب، لأن الوضع هناك كان مريعاً وهدد بأن يحول اليمن إلى كارثة إنسانية، خاصة أن الانتهاكات التي يمارسها الحوثيون كانت مروعة. 

وأردف براون: «اتسم الإماراتيون بالشجاعة للتدخل وتحرير المدينة وإتاحة عودة الشرعية متمثلة بالحكومة إليها، كما اتسع نطاق إسهاماتها ليطال أجزاء أخرى من اليمن كحضرموت والمناطق الشمالية ومأرب». وأكد أن فعالية مساهمة الإمارات القصوى لم تقتصر على الجانب العسكري، بل في ما رافق ذلك من مساعدات إنسانية وأعمال إغاثة ومساعي إعادة البناء وعودة الاستقرار. 

وأعرب المسؤول البريطاني عن اعتقاده بوجود رؤية وتصور واستراتيجية، قابلة للتعلم، حيث إن ما تقوم به الإمارات لا يعدّ مهمة سهلة، بل هي خارجة عن المألوف في منطقة صعبة غير اعتيادية. واستطرد: «يبدو أنهم كل مرة يتعلمون أموراً جديدة ويبرعون في تكرارها على نحو أمثل.

وأعتقد أن عمليات دحر قوات القاعدة في المكلا وما قاموا به في حضرموت وأبين حصل بشكل جيد، ينم عن قدرات في تخطيط وسخاء في العطاء.

وسرعان ما واجهوا ذاك الواقع المتعلق بكيفية التعامل مع السكان للتعافي، بمدّهم بالمساعدات العملية كإنشاء المدارس وتوفير الرعاية الصحية وتأمين الكهرباء. وأعتقد في هذا الإطار أن الإماراتيين كانوا على قدر عالٍ  من الفعالية والسخاء».

النهج الإيراني

وعبر المسؤول البريطاني في اللقاء، عن أمله بأن تتبع إيران نهجاً بناءً أكثر حيال اليمن وأن تبدأ بالنظر إلى المنطقة على أنها تحتاج للاستقرار لعدة أسباب سياسية وإنسانية، حيث الأوضاع سيئة عموماً في منطقة تعاني من كارثة على الصعيد الأمني والإنساني، مضيفاً «أعتقد أن ذلك لا يصب في مصالح إيران نفسها، لذا آمل أن أرى الإيرانيين يلعبون دوراً بناءً أكثر».

واعتبر براون أن سجل الحوثيين الحافل بتوقيع اتفاقات لا يلتزمون ببنودها، مشكلة حقيقية، ومثار قلق.

امتحان للحوثيين

وقال السفير البريطاني لدى اليمن إنه سيتم وقف إطلاق النار في اليمن قريباً، معتبراً أن ذلك سيكون بمثابة امتحان للحوثيين، حيث سنرى إن كانوا سيتخذون موقفاً مغايراً لذلك الذي اتخذوه خلال الهدنة الأولى والتي سجلت خلالها العديد من الخروقات من قبلهم. 

ورداً على سؤال لـ«البيان» بشأن مشروع القرار البريطاني الذي كان من المفترض أن يطرح في مجلس الأمن وتأجل، أكد أن بلاده تعمل ضمن الأمم المتحدة من اجل ضمان تقدم عملية السلام في اليمن. وانه بعد أن «رأينا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري حقق بعض التقدم في مسعاه الدبلوماسي في هذا الشأن، وجدنا أن الوضع مواتٍ  لوقف المسعى في مجلس الأمن».

الدور الروسي

وفيما يتعلق بالدور الروسي أو التحفظ على المشروع، قال براون إن العلاقة مع روسيا حيال اليمن كانت شائكة نوعاً ما في بعض الأحيان، و«نحن نحترم وجهة النظر الروسية حيال اليمن، وتجربتها.

وأوضح أن هناك هامشاً كبيراً من التوتر الذي تشهد عليه أروقة نيويورك بين روسيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى حول مسألة سوريا، «وبتحليلي الخاص، يوجد نوع من الغضب الروسي حيال التعاطي مع الملف السوري وأعتقد أن بعضاً من ذلك الغضب ينعكس على الملف اليمني».

بارقة أمل


شدد السفير البريطاني لدى اليمن إدموند فيتون براون على أن الوضع في اليمن بغاية التعقيد، وأن مشكلات اليمن متأصلة، وتنعكس بطريقة ما في الصراعات، ولكن يوجد خطوط عريضة للاتفاق، حيث إن قوة اليمن تكمن في شعبها، فشعب اليمن يجيد تماماً حلّ  الصراعات والاجتماع حول طاولة حوار للبحث عن حلول.

Email