ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث يختتم أعماله.. ومتحدثون يطالبون بحوار مع إدارة ترامب

الإمارات تمثل صوتاً محترماً ومسموعاً في العالم

■ متحدثون خلال إحدى جلسات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث 2016» الذي اختتم أعماله أمس دول الخليج العربي إلى فتح حوار مباشر مع الإدارة الأميركية الجديدة لاستكشاف أولوياتها تجاه المنطقة.

وخلص إلى أن دول الخليج العربية تنظر إلى إيران باعتبارها قوة إقليمية مهمّة، لكنها ترفض محاولات إيران للهيمنة على المنطقة، في حين لا تمانع في الحوار مع إيران، على أن يكون الحوار بنّاءً وحقيقياً، وأن يرتكز على احترام سيادة الدول ويلتزم المبادئ والقوانين الدولية. واعتبر مشاركون في الملتقى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل صوتاً محترماً ومسموعاً في العالم.

نبرة تفاؤل

تحدث الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الحديث بنبرة تفاؤل حول «عودة مصر إلى الاضطلاع بدروها الاستراتيجي الرائد في المنطقة».

وأكد أن الظرف الراهن يستدعي «تجاوز مصر والسعودية لأي خلافات بينهما والوقوف سويا لإعطاء الزخم اللازم لفرض الرؤية العربية في قضايا العرب، فليس من المقبول غياب البلدين عن مطبخ رسم مستقبل العالم العربي أمام الانخراط الإيراني والتركي والأميركي والروسي في صياغة حلول لقضايا المنطقة».

تجربة ليبيا

وقال رئيس الوزراء الليبي الأسبق محمود جبريل إن «سقوط النظام في ليبيا ترافق مع سقوط الدولة وظهور فاعلين جدد بعباءة القبيلة والجهة وغيرهما». ودعا الدول العربية التي لم تمر بتجربة ما يسمى بالربيع العربي إلى استخلاص الدروس من التجربة.

واعترف د. خالد الدخيل، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الملك سعود والكاتب في جريدة الحياة بوجود «خلافات مصرية سعودية حول القضايا التي أفرزها الربيع العربي»، مستدركاً بأن البلدين «لا يملكان سوى خيار التعاون».

وانتقد «الخطأ الشائع القائل بتصدير إيران للثورة وكأن الأمر يتعلق بالثورة الفرنسية. إيران تريد إرجاعنا إلى القرن الثالث الهجري وهي لا تصدر سوى الطائفية والميليشيات».

السياسة الأميركية

ورأى رئيس مجلس إدارة مجلس الأطلسي والحاكم الأسبق لولاية يوتاه الأميركية جون هانتسمان، أن الانتخابات تنتج في بعض الأحيان نتائج غير متوقعة مثلما حدث مع انتخاب دونالد ترامب. واعتبر أن هذه النتيجة تعبير عن سقوط ما سماه «السور الأزرق العظيم»، في إشارة إلى ولايات أميركا الصناعية التي لطالما صوتت للديمقراطيين.

وتوقع هانتسمان، الذي شغل في الأسبق منصب السفير الأميركي في الصين وسنغافورة» تركيز ترامب على ثلاث قضايا رئيسة في السياسية الخارجية وهي «الشرق الأوسط والهجرة والتجارة الخارجية».

من جانبه أعرب جيمس جونز، رئيس مجلس إدارة مركز «برنت سكوكروفت للأمن الدولي» في مجلس الأطلسي والمستشار الأسبق لشؤون الأمن القومي الأميركي، عن أسفه لـ «تراجع أميركا عن انخراطها في المنقطة في عهد الرئيس أوباما» كما حصل في العراق وسوريا وليبيا مضيفاً «لو كنت مستشاراً للرئيس لدعوته لتجديد الالتزام بقضايا وأمن هذه المنطقة».

الوضع السوري

وفي الوضع السوري رأى مدير مركز الأمن والمخاطر العالمية في مؤسسة راند بالولايات المتحدة د. أندرو باراسيليتي، أن هناك «قدراً من الدعم في الولايات المتحدة لفكرة العمل مع روسيا». وقال إن «فكرة ترامب حول جعل حلفاء واشنطن يدفعون حصتهم من الفاتورة موجودة في الإدارة الحالية، وما فعله ترامب هو أنه قالها بكلمات غير سياسية».

وأجمع المشاركون في الجلسة أن «دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل صوتاً محترماً ومسموعاً في العالم وفي الولايات المتحدة»، وعليها أن تأخذ المبادرة في التواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة لإزالة أي لبس محتمل، والدفاع عن رؤية المنطقة لمصالحها ولحل المشاكل والتحديات.

أمن المعلومات

تناولت الجلسة الخامسة للملتقى موضوع أمن الفضاء المعلوماتي وحاولت الجلسة التي أدارها د. زيد عيادات، أستاذ العلوم السياسية في جامعتي كونيتيكت وجورج توان ومستشار «مركز الإمارات للسياسات»، تقييم استراتيجيات دول الخليج لتطوير قدراتها الهجومية في الفضاء المعلوماتي والمخاطر المعلوماتية التي تهدد هذه الدول وطرق مواجهتها.

ولاحظ رئيس مبادرة الفضاء المعلوماتي في مجلس الأطلسي غوش كرمان، وجود فجوة في التنسيق بين القطاع الخاص ودوائر صنع القرار وتطوير السياسات في المجال المعلوماتي.

ظاهرة الإرهاب

وتحدث وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق مايكل شيرتوف، عن نجاح أميركا نسبياً في احتواء ظاهرة الإرهاب داخل أراضيها، لكن لا يزال هنالك قصور في فهم دوافع الإرهابيين للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.

واعتبر مدير قسم الدراسات الأمنية والدفاعية في «مركز الخليج للأبحاث» د. مصطفى العاني أن الدول العربية كانت أنجح نسبياً من نظيرتها الأوروبية في مكافحة الإرهاب، لكنه رأى فشلاً عالمياً في محاربة الظاهرة بسبب عدم معالجة أسبابها.

ودافع نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأردن كونراد داسن عن سياسات أوروبا لمواجهة الإرهاب قائلاً إنها تجرعت من كأسه قبل كثيرين في العالم.

دعم ونجاح

في ختام أعمال الملتقى، توجهت د. ابتسام الكتبي بالشكر إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعلى رأسها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

وكذلك معالي الدكتور أنور قرقاش للدعم المقدم لمركز الإمارات للسياسات في إنجاح الملتقى. كما أثنت على شريك المركز «مجلس الأطلسي» قبل أن تضرب موعداً للمشاركين العام المقبل لعقد الدورة الرابعة من الملتقى الذي حول أبوظبي إلى عاصمة للملتقيات الإقليمية ولإنتاج أفكار جديدة تساعد في مواجهة مشكلات المنطقة وتعقيداتها.

 

Email