تقارير « البيان »

التمرد يهدي اليمنيين الفقر والجوع والمرض

 طفل أنهكه المرض والجوع يتلقى العلاج في عيادة بصنعاء | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انقلاب مليشيات الحوثي، وقوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على الشرعية في اليمن، باتت البلاد ترزح تحت وطأة الثلاثي الخبيث: الفقر والجوع والمرض، من دون أن تأبه هذه العصابة المسلحة، لما جلبته على حياة الناس.

ومنذ يومها الأول، بسطت المليشيات سيطرتها على مقدرات الدولة، بما فيها البنك المركزي والوزارات السيادية والمؤسسات الإيرادية، وعبث بالاحتياطي النقدي.

وبعد نحو عامين من تنفيذ الانقلاب على السلطة، بدأت الأصوات تتعالى، والصور تنتشر، لتثبت للعالم فداحة ما اقترفته المليشيات بحق الشعب اليمني.

فقر

وتعد اليمن واحدة من أفقر البلدان العربية، وفقاً لتقارير دولية عدة، لكن مؤشر الفقر بات واضحاً، منذ سيطرة المليشيات على العاصمة قبل نحو عامين، وفقد الآلاف من اليمنيين وظائفهم ومصادر رزقهم، فيما توقفت حركة السوق والبيع والشراء.

ومنذ شهرين، عجزت الوزارات عن صرف رواتب الموظفين، وهم بالألوف، ويشكلون نسبة كبيرة من ذوي الدخل المحدود، الذين يعتمدون على الرواتب رغم ضآلتها، وهذا يعني أن آلافاً من الأسر ستفقد مصدر عيشها الوحيد.

وخلال العامين الماضيين، استنفد الانقلابيون المخزون النقدي في البنك المركزي لتمويل حروب المليشيات إما في الداخل اليمني وإما في الحدود مع الجارة السعودية.

ورغم قرار الحكومة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، إلا أنه لم يستطع حتى الآن صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الشرعية.

واعترفت سلطات الانقلابيين بسوء الأوضاع في البلاد، لكنها تحاول أن تلصق التهمة بالحكومة الشرعية، رغم أنها تعلم أن تلك المآسي تحدث في مناطق سيطرة مسلحيها، بمعنى أنها تتحمل المسؤولية تجاه ذلك. وقال الناطق باسم وزارة الصحة بصنعاء (الخاضعة للانقلابيين)، تميم الشامي، إن وضع الأمن الغذائي تدهور، وزادت معدلات سوء التغذية لدى الأطفال.

مرض

وتردت الأوضاع الصحية في البلاد نتيجة غياب دور مؤسسات الدولة ،بعد الانقلاب على الشرعية، ومعه تراجعت خدمات مشافي الدولة، بل أغلقت أبوابها في وجه المستفيدين.

نفاد الأدوية

بسبب الحرب التي شنتها المييشيات، نفدت العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية، ما شكل عبئاً جديداً على كاهل المرضى، خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة والمستعصية.

وإلى جانب الحرب وتلوث البيئة ونقص مياه الشرب النقية، تتضافر أسباب أخرى، لتنذر بكارثة صحية كبيرة وعودة الأمراض، التي غابت منذ سنين.

Email