زحام على الخروج من القطاع المحاصر

معبر رفح معاناة متجددة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدب الروح في معبر رفح (جنوبي قطاع غزة) مع إعلان السلطات المصرية عن افتتاحه، حيث تبدأ الحالات الإنسانية والمسافرين بالتدفق نحو المعبر على أمل دخولهم، رغم إعلان وزارة الداخلية في قطاع غزة الأسماء المدرجة للسفر.

معبر رفح هو المتنفس الوحيد لسكان غزة، وتعلق عليه كل الآمال للسفر إلى مصر، وباقي دول العالم، ولكن يسمح للسفر عن طريقه للمسجلين في وزارة الداخلية، نتيجة الأعداد الكبيرة للمواطنين الراغبين بالسفر، ومحاولة إعطاء الأولوية للسفر للمسجلين في هيئة المعابر.

ولا ينتظر الراغبون في الخروج إعلان أسمائهم ضمن الكشوفات، إذ يرابط المئات بل الآلاف أمام المعبر من أجل التوسل للقائمين عليه للسماح لهم بالدخول للباصات المغادرة من أجل العلاج قبل فوات الأوان، أو انتهاء تأشيرة السفر، أو انتهاء تحويلة العلاج في المستشفيات المصرية. وبعد نحو 40 يوماً من الإغلاق المتوصل للمعبر، أعلنت السلطات المصرية الأسبوع الماضي وقبله فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لمدة ستة أيام في أول مرة.

وداخل المعبر تتعالى أصوات البكاء من الأطفال والنساء والتوسل لرجال الأمن بالسماح لهم بالدخول، نظراً لحاجتهم الماسة للسفر للعلاج، وتفادي عدم وجود أسمائهم في الكشوفات المعلنة، إلا أن محاولات الكثير منهم باءت بالفشل.

وأمام بوابة معبر رفح تاهت ملامح الأطفال بين حقائب المسافرين، الذين اتخذوا من الحقائب سريراً يؤوي أجسادهم المنهكة، وترتسم المعاناة والألم على وجوه وتجاعيد المسنين والمرضى والطلاب، الذين تدمع أعينهم لتحقيق أمنياتهم ومغادرة القطاع.

«أم محمد» سيدة في الخمسينيات من عمرها، تجلس داخل صالة الانتظار، تقول: «منذ عام وأنا أحاول السفر لمصر من أجل العلاج، ولم أتمكن نتيجة الأعداد الكبيرة المسجلة للسفر، وأنا سيدة مسنة لا يمكنني الانتظار لمحاولة الحصول على العلاج».

وتضيف المسنة والعرق يتصبب من وجهها نتيجة التزاحم من المواطنين أمام شباك تسليم الجوازات: «لا يوجد علاج في غزة، ولا يوجد حياة، بل نعيش في سجن منظم، وأنهكتنا حياتنا في القطاع المحاصر، ولا أملك سوى الدعاء لرب العالمين بأن يمكنني من السفر، وهذا أسمى أمنياتي». ويضطر بعض المواطنين غير المدرجة أسماؤهم للسفر عبر معبر لدفع رشوة لبعض الأشخاص المعروفين في قطاع غزة، للتمكن من السفر عبر المعبر، وتصل قيمة هذه الرشوة في بعض الأحيان إلى ألفي دولار تقريباً.

Email