معارك في حي جوبر وغارات على إدلب

القتال يحتدم .. و موسكو تستبعد تجديد هدنة حلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبعدت موسكو إعلان هدنة «إنسانية» جديدة في مدينة حلب السورية واعتبرته أمراً «غير مطروح»، في وقت استؤنفت المعارك بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في ثاني مدن البلاد، كما في مناطق في غوطة دمشق، في وقت قتل 16 شخصاً في قصف جوي على إدلب.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية إن «مسألة تجديد الهدنة الإنسانية غير مطروحة»، بعدما انتهت مساء السبت «هدنة إنسانية» أولى أعلنتها موسكو من طرف واحد من دون أن تنجح في إجلاء جرحى أو مدنيين أو مقاتلين من أحياء شرقي حلب المحاصرة من قوات النظام.

وتابع ريابكوف إنه من أجل إقرار هدنة جديدة «من الضروري أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة بسلوك مقبول، بعدما حالت هذه المجموعات دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية»، في إشارة الى الولايات المتحدة والدول العربية الداعمة للفصائل المعارضة.

وانتقد ريابكوف موقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، معتبراً أنه يفضل انتقاد دمشق وموسكو على «ممارسة نفوذه فعلياً على المعارضة والفصائل المقاتلة» من أجل استمرار الهدنة. وأضاف «ما كنا بحاجة اليه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتحقق».

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بسكوف من جهته إن «إطلاق النار لم يتوقف خلال الأيام الماضية على مواقع المراقبة» والممرات الإنسانية المعلنة، ولا سيما طريق الكاستيلو شمالي حلب والذي أعلنت موسكو تخصيصه للمقاتلين الراغبين في الخروج من شرقي حلب. وأضاف «لم يتم الفصل بأي شكل بين المجموعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة (...) كل هذا ليس في مصلحة لا الهدنة ولا عملية المساعدة الإنسانية».

من جهة أخرى رأى ريابكوف أن «الظروف غير متوافرة» لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 8 نوفمبر. وقالت الخارجية الروسية إن لافروف ناقش مع كيري الوضع في سوريا في مكالمة هاتفية واتفقا على أن يواصل الخبراء البحث عن سبل لتسوية أزمة حلب.

فشل مهمّة

وعاد فريق الأمم المتحدة، الذي عمل على فرض هدنة في حلب أمس إلى دمشق بعدما فشل في مهمته. وقالت مصادر في المعارضة بالمدينة إن «فريق مكتب للأمم المتحدة عاد إلى دمشق بعد فشله في إنجاز صفقة بين المعارضة والنظام في حلب، حيث رفضت فصائل المعارضة خروج أي شخص خارج مناطقها بلا ضمانات دولية».

وأكدت المصادر أن «فريق مكتب الأمم المتحدة حاول إخراج عشرة جرحى لكنه فشل في ذلك بسبب عدم وجود ضمانات».

يأتي هذا بينما اتهمت بعض أطراف المعارضة «عناصر فريق الأمم المتحدة بأنهم غير حياديين، بل إنهم أقرب إلى النظام».

واستؤنفت المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة السبت وسقط وابل من الصواريخ والقذائف على حي في غرب حلب حيث سيطرة القوات السورية، في حين استهدفت المدفعية والطيران الحربي الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وسيطر الجيش السوري والمسلحون الموالون له على تلة بازو الاستراتيجية جنوب غربي مدينة حلب. وقال مصدر عسكري سوري إن وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع الحلفاء أحكمت سيطرتها الكاملة على تلة بازو جنوب غربي الكليات العسكرية بحلب، موقعة أعداداً من المعارضين قتلى ومصابين، ومدمرة العديد من الآليات.

وقصفت طائرات حربية بلدة المنصورة وجمعية الهادي، بالقرب من بلدة كفر داعل وبلدة أورم الكبرى ومنطقة الراشدين ومحيط بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، في حين دارت اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها على جبهات حيي الشيخ سعيد والعامرية، وأطراف مشروع 1070 في جنوب غربي احياء حلب الشرقية.

غارات على إدلب

قتل 16 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة اطفال، معظمهم جراء غارات لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية، استهدفت مناطق عدة في محافظة ادلب في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأحصى المرصد «مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفل وامرأتان جراء غارات على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي»، بالإضافة الى «مقتل سبعة آخرين بينهم طفلان وأربع نساء جراء غارات استهدفت بعد منتصف الليل بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي».

وقال أبو محمد وهو يقف امام ركام احد الأبنية المدمرة بالكامل لفرانس برس «بيت اختي هنا وهي وابنتها استشهدتا وعائلة اخرى بأكملها.. هذا ما حدث معنا».

وأفادت مصادر إعلامية بمقتل ستة جنود من القوات الحكومية السورية وإصابة 16 آخرين، نتيجة قيام مسلحين بتفخيخ مبنى وتفجيره على خطوط التماس في حي صلاح الدين وسط مدينة حلب. وقالت المصادر المقربة من القوات الحكومية إن شخصين لقيا حتفهما واصيب 26 آخرون، نتيجة قصف صاروخي للمسلحين على حيي صلاح الدين والحمدانية في مدينة حلب.

حي جوبر

وعاد التصعيد الى جبهة حي جوبر شرقي دمشق. وقالت مصادر إن اشتباكات عنيفة اندلعت بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين الجيش السوري والمجموعات المسلّحة في الحي.

96

قتل 96 مدنياً خلال شهرين من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات التركية في شمالي سوريا، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن قتل 92 مدنياً، بينهم 22 طفلاً في قصف مدفعي وغارات تركية على مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، بالإضافة الى اربعة مدنيين آخرين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في الفترة الممتدة من 24 أغسطس حتى 24 اكتوبر.

Email