اشتباكات بعد انتهاء الهدنة في حلب ولا عمليات إجلاء

روسيا تخيّر الغرب بين الأسد و«النصرة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن انتهت الهدنة التي أعلنت عنها موسكو في حلب بحلول مساء يوم أمس حتى اندلعت اشتباكات عنيفة بين جيش النظام ومسلحي المعارضة فيما لا يزال مئات الجرحى والمرضى بالأحياء الشرقية في المدينة ينتظرون إجلاءهم للعلاج، بعد إعلان الأمم المتحدة أن الظروف الأمنية غير متوافرة وسط تصعيد في اللهجة الروسية التي رأى مراقبون أنّها لا تعطي أملاً بأي حل سياسي وسطي، مع إعلان الكرملين أنّ التدخل العسكري في سوريا يهدف إلى تحريرها من المتشددين وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، واستخدامها وصول النصرة إلى دمشق بعبعاً.

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن التدخل العسكري في سوريا يهدف إلى تحريرها من المتشددين وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وقال بيسكوف، في مقابلة مع تلفزيون «روسيا1»، إن هناك نتيجتين فقط للنزاع في سوريا، وهما إما أن يبقى الأسد في السلطة، وإما أن يستولي المتشددون على سوريا، بقوله: «إما أن يكون الأسد في دمشق، وإما أن تكون النصرة». وتابع: «لا يوجد خيار ثالث».

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا يمكن أن توقف تدخلها في النزاع السوري، قال بيسكوف: «من الضروري تحرير الأراضي السورية». وأضاف: «علينا أن نفعل كل شيء بوسعنا لمنع تقسيم البلاد، لأن ذلك يمكن أن يقود إلى أكثر النتائج كارثية للمنطقة بكاملها».

وتابع الناطق الروسي أنه من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات يجب أن يبقى الأسد في دمشق.

وأردف قائلاً: «من الصعب التقليل من أهمية دور العملية الروسية في ضمان مثل هذه النتيجة». وأكد أن هدف بلاده هو مساعدة السلطات الشرعية في سوريا.

وقال إنه إذا سيطر الإرهابيون على دمشق فإنه لن يتم التوصل مطلقاً إلى تسوية سياسية.

جهود فاشلة

وفيما يتعلّق بهدنة حلب التي بدأت منذ أربعة أيام، لم تشهد ثمانية ممرات أقرت للسماح للسكان والمقاتلين الذين يريدون مغادرة حلب الشرقية، حيث يعيش نحو 250 ألف نسمة، أي حركة.

وما إن انتهت الهدنة المعلنة حتى وقعت اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي سجل في عدة احياء بحلب على طول جبهة القتال في المدينة المقسمة بين المعسكرين منذ 2012 بين احياء غربية تحت سيطرة النظام وشرقية تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن المرصد لم يسجل خروج أي شخص عبر المعابر، وكذلك فشلت جهود لجان أهلية في مناطق النظام في إخراج جرحى من أحياء حلب الشرقية.

بدوره، قال الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ديفيد سوانسون إنّ «هناك جهات فاعلة في هذا النزاع، وأولئك الذين لديهم نفوذ يجب أن يكونوا جميعاً على الموجة ذاتها، لكنهم ليسوا كذلك».

قصف بالنابالم

ميدانياً، أفادت مصادر بأن طائرات النظام قصفت بالنابالم الحارق مواقع المعارضة المسلحة في ريف اللاذقية (غرب سوريا)، بينما قصفت طائرات روسية وسورية أحياء سكنية في حمص (وسط).

وأكدت المصادر أن قوات النظام والمليشيات الموالية له حاولت بالتزامن مع ذلك شن هجمات من أجل التقدم بريف اللاذقية.

أما في إدلب، فتواصلت الغارات على مدن وبلدات بالمحافظة، واستهدفت بلدة حيش ومدينتي خان شيخون والتمانغة وقرية الغدقة بالريف الجنوبي، كما استهدفت مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، حيث قُتل سبعة أشخاص وجرح آخرون.

Email