حررت 53 قرية وقتلت 473 إرهابياً

القوات العراقية تقترب من "قلب" الموصل

■ عربة عسكرية تسير في إحدى قرى الموصل المحررة بينما ينبعث الدخان من آبار النفط التي أحرقها «داعش» | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهت القوات العراقية اليوم الخامس من عمليتها الموسعة لاسترداد مدينة الموصل من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، بالاقتراب أكثر وأكثر من ضواحي المدينة التي لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات،عن مركزها.

وأعلنت مصادر حكومية أن حصيلة خسائر «داعش» خلال الأيام الماضية بلغت 473 قتيلاً، وأن 53 قرية تم تحريرها بجانب مدينة قرقوش. وبالتزامن، أعادت قوات البيشمركة الهدوء إلى مدينة كركوك التي هاجمها التنظيم فجر الجمعة، مؤكدة أن عدد قتلى التنظيم الإرهابي بلغ 48 قتيلاً، وأعلنت رفعاً جزئياً لحظر التجوال.

وذكرت صحيفة عراقية رسمية، أن القوات العراقية تمكنت منذ انطلاق عملية تحرير الموصل في السادس عشر من الشهر الجاري، وحتى عصر الجمعة، من قتل أكثر من 473 من داعش، وتحرير 53 قرية.

وأفادت الصحيفة الحكومية بأن التقدم الأمني السريع من عدة محاور، أسفر (خلال الفترة من 16 إلى 21 من الشهر الجاري) عن تحرير 53 قرية وقتل أكثر من 473 إرهابياً واعتقال 22 آخرين، استناداً لقيادة العمليات المشتركة.

وأوضحت أنه تم تدمير 95 عجلة مفخّخة، و21 مفرزة هاون، فضلاً عن تدمير 16 أحادية وسبعة أحزمة مفخخة، وأربعة منازل مفخخة، إضافة إلى تدمير مخزن كبير للأسلحة، وتفجير 352 عبوة ناسفة تحت السيطرة.

وقال الجيش العراقي في بيان، إن وحداته دخلت وسط قرقوش، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الموصل، وإنها تنفذ عمليات تمشيط للبلدة التي تم إخلاؤها في 2014، وسيطرت قوات البيشمركة على قرى النوران وباريمان والقائم غربي بعشيقة، في سبيل السيطرة الكاملة على المدينة، وهو ما يجعل القوات المهاجمة، تقترب من ضواحي الموصل من جهتي الشمال الشرقي والشرق بعد السيطرة في وقت سابق على مدينة برطلة والانهيار السريع في دفعات داعش.

هجوم على تلكيف

في غضون ذلك، بدأت القوات العراقية قصفاً مدفعياً على قضاء تلكيف شمال شرقي الموصل، تمهيداً لعملية عسكرية تهدف لاستعادته من قبضة التنظيم.

وأوضح قيادي في عمليات نينوى (التابع للجيش العراقي) العقيد محمد الجبوري أن قوات الفرقة 16 بدأت قصفاً مدفعياً في وقت متأخر من ليل الجمعة على قضاء تلكيف تمهيداً لشن عملية عسكرية لاستعادة السيطرة عليه.

من ناحيته أكد وزير داخلية حكومة إقليم كردستان كريم سنجاري أن زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي شوهد في الموصل قبل أيام وهو يحفز عناصره، كما أشار إلى وجود مؤشرات على تمرد ضد التنظيم. وقال سنجاري إنّ بعض سكان الموصل ينفذون هجمات أثناء الليل على داعش، تؤدي إلى مقتل بعض العناصر، مشيراً إلى أن القوات العراقية على بعد مسافة خمسة كيلومترات من مركز الموصل.

عمليات كركوك

وفي كركوك، رفعت السلطات حظر التجول جزئياً معلنة عن مقتل ما لا يقل عن 48 قالت هم يمثلون معظم الإرهابيين الذين هاجموا المدينة الجمعة، مشيرة إلى أن قلة قليلة تمكنت من الهرب والقوات تطاردها خارج كركوك. وكشفت عن أن 46 شخصاً قتلوا وأصيب 133 آخرون وأمر العبادي ليل الجمعة لواء في الجيش بالتوجه إلى كركوك لمساعدة قوات البيشمركة.

وفي إطار محاولات التنظيم إلى شل تقدم القوات العراقية باتجاه الموصل صدت القوات العراقية محاولة للهجوم على مدينة الشرقاط 290 كيلومتراً شمالي العاصمة بغداد. وأعلن مسؤول حكومي من محافظة صلاح الدين مقتل وإصابة سبعة من عناصر الشرطة العراقية والحشد الشعبي في الاشتباكات.

مقتل مصور

أفادت محطة فضائية السومرية العراقية بأن مصورها علي ريسان قتل في المعارك مع تنظيم داعش في منطقة الشورة جنوبي الموصل. وذكرت في بيان أن المصور علي ريسان قتل خلال تغطية معارك تحرير ناحية الشورة ضمن قاطع القيارة جنوبي الموصل برصاصة قناص أصابته بشكل مباشر في منطقة الصدر.

ألمانيا تخصص مساعدات فورية بقيمة 34 مليون يورو

أعلنت الحكومة الألمانية عن تخصيص مساعدات فورية بقيمة 34 مليون يورو لمنطقة الموصل شمالي العراق، وذلك نظراً إلى توقعات بحدوث موجة نزوح من المنطقة، بسبب القتال الدائر حالياً بين القوات الحكومية العراقية ومقاتلي تنظيم «داعش».

وقال وزير التنمية الألماني جيرد مولر إن هذه المساعدات ستموّل مراكز الإمداد اللوجيستي التابعة لوكالة الإغاثة التقنية الألمانية (تي إتش دبليو) في شمالي العراق، التي توزّع مساعدات عينية في هذه المنطقة.

تجهيز

وأضاف الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إن بلاده ستقدّم أيضاً المساعدة على إيواء النازحين وتقديم الرعاية الصحية لهم. وفي إشارة إلى الوضع الإنساني في المنطقة، قال الوزير الألماني إنه «سيصبح مأساوياً، وعلينا أن نجهّز أنفسنا لمعارك تستغرق شهوراً، كما أن من المتوقع أن تشهد تركيا مرة أخرى تدفقاً هائلاً للاجئين».

وأشارت توقعات مولر إلى أن عدد اللاجئين الفارين من الموصل بسبب المعارك سيصل إلى مليون شخص، ما سيجعل عدد الفارين في هذه المنطقة يصل إلى ثمانية ملايين شخص.

وعبّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن مخاوفها من أن تؤدي عملية السيطرة على مدينة «الموصل» إلى كارثة إنسانية، قد تسفر عن واحدة من كبرى أزمات النزوح من صنع الإنسان في السنوات الأخيرة.

توقعات

وتوقع الناطق الرسمي باسم المفوضية وليام سبندلر نزوح ما يصل إلى مليون شخص أو أكثر نتيجة العملية الهجومية لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر المدن العراقية. وأضاف: «تتوقع الوكالات أن ما لا يقل عن 700 ألف شخص سيكونون بحاجة إلى المساعدة الطارئة، في شكل مأوى وغذاء وماء ودعم طبي.

وإضافة إلى دعوة المفوضية السامية إلى مزيد من التمويل على وجه السرعة، تشدد على ضرورة ألّا يتم منع سكان الموصل الذين يبحثون عن ملاذ من الفرار، وعلى أن يكون باستطاعتهم الوصول إلى مناطق آمنة، بما في ذلك مخيمات الطوارئ التي تقع على مسافة معقولة من الخطوط الأمامية، والتي تكون خالية من وجود المليشيات».

Email