الرياض تجدّد لموسكو رؤيتها للحل.. ولقاء دولي في لوزان السبت

روسيا والغرب يسخّنان وتركيا تحذّر من حرب عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفعت روسيا والغرب درجة حرارة الخطاب السياسي المتبادل بينهما بشأن سوريا إلى درجة دفعت تركيا للتّحذير من التدحرج نحو حرب عالمية ثالثة، رغم ما أعلن أمس عن لقاء دولي يعقد في لوزان السويسرية السبت بحضور موسكو وواشنطن وممثلي دول إقليمية.

وبحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية إليكساندر لافرينتييف تطورات الأزمة السورية والوضع الإنساني للشعب السوري في الداخل والخارج، إضافة إلى مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والتحركات الدولية.

وعلمت «البيان» أن الأزمة السورية ومحاربة تنظيم داعش كانت في صلب محادثات الجبير مع لافرينتييف، حيث تتطابق رؤية البلدين على ضرورة توحيد الجهود في مكافحة الخطر الذي يهدد الجميع والمتمثل في هذا التنظيم الإرهابي وجماعات إرهابية أخرى.

اجتماعان

وأعلنت الخارجية الروسية أن لقاء دولياً حول سوريا يضم وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري ووزراء خارجية من المنطقة، سيعقد السبت في لوزان بسويسرا، فيما أعلنت الخارجية الأميركية عن عقد اجتماع حول الأزمة السورية في لندن مع تأكيدها اجتماع السبت.

وسيشارك في اجتماع لوزان بسويسرا في 15 أكتوبر وزيرا الخارجية الأميركي والروسي و«وزراء من دول أساسية عدة في المنطقة لدراسة إمكانية اتخاذ إجراءات تتيح تسوية النزاع السوري»، فيما يرجح أن يطلع كيري نظراءه الأوروبيين على التطورات في محادثات لندن الأحد.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن عقد اجتماع السبت المقبل في مدينة لوزان سيشارك فيه وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، ومن الممكن مشاركة قطر. ولم يتحدث لافروف عن مشاركة إيران رغم أنه أكد في تصريحاته ضرورة مشاركة كافة اللاعبين الأساسيين الإقليميين، لكن مصادر في الخارجية الروسية رجحت مشاركة إيران.

وصرح لافروف في مقابلة أمس بأن المحادثات يجب أن تشمل تركيا والسعودية ويحتمل قطر. وأكد مصدر في الخارجية الأميركية اللقاء. وقال «يمكن تأكيد لقاء لوزان الذي سيكون مع مشاركين إقليميين أساسيين وكذلك روسيا».

أجواء متوتّرة

ويأتي الاجتماع وسط تصاعد التوتر بين موسكو والغرب حول النزاع في سوريا. وأمس اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرنسا باستدراج موسكو عمداً لاستخدام حق النقض ضد مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن سوريا.

وأضاف أن فرنسا طرحت القرار أمام مجلس الأمن من دون التشاور مع موسكو، ومع علمها بأن روسيا ستضطر لاستخدام حق النقض لأن القرار ألقى كل اللوم في العنف على دمشق. وقال بوتين إن الفرنسيين «طرحوا مشروع القرار رغم علمهم أنه لن يتم تبنيه من أجل دفع روسيا إلى استخدام الفيتو». وقال «لماذا؟ لتصعيد الوضع وتأجيج الهستيريا المحيطة بروسيا».

واتهم بوتين وزير خارجية فرنسا جان-مارك آيرلوت بالعودة عن وعود قطعها خلال زيارته إلى موسكو الخميس الماضي، وتجاهله مقترحات روسيا حول مشروع القرار «وإلقائه باللوم على روسيا في جميع الخطايا القاتلة» في سوريا.

وألمح إلى أن فرنسا تخدم المصالح الأميركية في ظل انتخابات الرئاسة. وقال «لا أدري إن كان ذلك يتناسب مع مصالح دول أوروبية، ولكن هل خدمة سياسة خارجية أو حتى مصالح سياسة داخلية لحليف، وهو في هذه الحالة الولايات المتحدة، هو دور دول جادة تزعم أن لها سياستها الخارجية المستقلة، وتقول عن نفسها إنها دول عظمى؟».

الزيارة الملغاة

وكان آيرولت قال أمس إن بوتين «رفض المجيء إلى باريس لمناقشة الوضع في سوريا» لأن «ذلك كان سيعتبر محرجاً جداً» له، فيما تزداد عمليات القصف الروسية كثافة على حلب. وأضاف، غداة إعلان الكرملين إلغاء زيارة لبوتين كانت مقررة في 19 أكتوبر، أن «بوتين رفض المجيء لمناقشة الوضع في سوريا».

وأضاف أن «بوتين كثّف في الواقع عمليات القصف على حلب، لذلك أتصوّر أن مجيئه إلى باريس لمناقشة الوضع في سوريا كان سيعتبر محرجاً جداً».

ورداً على سؤال حول النداء الذي وجهه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى دعاة السلام من أجل التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن، تساءل آيرولت: «هل دور وزير الخارجية هو أن يدعو إلى تنظيم تظاهرات؟».

هستيريا

وندّدت وزارة الدفاع الروسية بـ «الهستيريا المعادية لروسيا» التي عبر عنها وزير الخارجية البريطاني بدعوته إلى التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن. وقال الناطق باسم الوزارة ايغور كوناشنيكوف إن «الهستيريا المعادية لروسيا التي يؤججها في غالب الأحيان بعض أعضاء الطبقة السياسية البريطانية لم يعد من الممكن أخذها على محمل الجد». ووصف تصريحات جونسون بأنها «زوبعة في فنجان».

ورفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس النقد الموجه من نواب البرلمان المعارضين لإدارة حكومته للعلاقات مع روسيا فيما يتعلق بسوريا قائلاً إن موسكو لها موقف «معرقل» و«غير مبرر» تجاه الأزمة.

تركيا تحذّر

من جانبها، أعربت تركيا عن تخوفها من أن يتحول النزاع السوري إلى مواجهة عالمية، بسبب ارتفاع حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة. وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش في تصريح لوكالة أنباء الأناضول «إذا استمرت هذه الحرب بالوكالة، فدعوني أتحدث بوضوح وأقول إن أميركا وروسيا ستصلان إلى الحرب». واعتبر أن النزاع السوري وضع العالم على «شفير حرب إقليمية واسعة أو عالمية».

رسالة

سلمت البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن رسالة تتعلق بالملف السوري والأوضاع في حلب والتصعيد العسكري والحصار على المدينة. وطالبت الرسالة التي خطتها السعودية وتبنتها معها اثنتان وستون دولة، جميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الدولية ووقف جميع أعمال العنف ضد المدنيين وحمايتهم وتوفير ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية لهم.

Email