مغامرة الحوثيين تهدد الملاحة الدولية

■ الأضرار التي لحقت بالسفينة سويفت التي كانت تنقل مساعدات لليمنيين | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت مغامرة المسلحين الحوثيين باستهداف السفينة الإماراتية المدنية التي كانت تنقل مساعدات طبية وإغاثية من وإلى مدينة عدن، ومن بعدها المدمرة الأميركية مخاوف المجتمع الدولي من تهديد حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الذي يعد أكثر الممرات الدولية ازدحاماً بناقلات النفط والبضائع.

ووفق مصادر عسكرية فإن بقاء أجزاء من مديرية ذباب والمخا التابعتين لمحافظة تعز والواقعتين على ساحل البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب سهل لهؤلاء مهمة استهداف السفينة المدنية الإماراتية عند مرورها بالمنطقة في طريقها إلى ميناء عدن.

وحسب هذه المصادر فإن المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين الحوثيين على المنطقة القريبة من مضيق باب المندب، وعند نقطة التقاء البحر الأحمر مع بحر العرب يشكل خطراً على الملاحة الدولية ويسهل للانقلابيين استهداف السفن التجارية.

صاروخ إيراني

المصادر أوضحت أن السفينة المدنية الإماراتية استهدفت بصاروخ إيراني الصنع من طراز «نور» من على منصة في ساحل البحر الأحمر، وهو نسخة من الصاروخ الصيني «سي 802» وهذا النوع دخل الخدمة في القوات الإيرانية في عام 1991. وذكرت أن هذا النوع من الصواريخ يبلغ مداه 120 كيلومتراً، وطوله 6.38 أمتار ويُطلق من على منصات متنقلة ويتم توجيهه بطريقتين «تلفزيونية» أو عبر الرادار.

ورغم محاولات طهران نفي ضلوعها في الحادثة واستمرار خرقها قرار مجلس الأمن الدولي وتزويد الانقلابيين بالصواريخ، أكدت البحرية الأميركية أن إرسال مدمرات الصواريخ الموجهة «يو اس اس نيتشة (دي دي جي 94)، ويو اس اس ميسون (دي دي جي 87)» إلى باب المندب هدفه درء خطر الصواريخ الإيرانية الموجهة.ووفق تأكيدات الخبراء العسكريين فإن بعد المسافة بين اليابسة والمنطقة التي كانت تتواجد فيها المدمرة الأميركية كان سبباً في سقوط صاروخين أطلقهما المسلحون الحوثيون عليها، لكنهم أشاروا إلى أن المدمرة تمتلك القدرة على اعتراض الصواريخ وهي مجهزة بقدرات قتالية عالية تمكنها من ضراب أو اعتراض أي هدف.

تهديد

وبسبب هذه المغامرة وتهديد حركة الملاحة في مضيق باب المندب ذكرت مصادر ملاحية ومن قطاع التأمين أن هناك مخاطر بأن يتسع نطاق هجمات الصواريخ التي نفذها المسلحون الحوثيون واستهدفت سفناً حربية غربية، انطلاقاً من اليمن إلى خطوط الملاحة البحرية القريبة المزدحمة، ما قد يعطل إمدادات النفط وسلعاً ضرورية أخرى. ولم تحول شركات النقل البحري مسارات السفن بعد، لكن هناك قلق متنامٍ من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى عرقلة إمدادات النفط وارتفاع تكلفة التأمين على السفن. وقال مصدر بقطاع التأمين على السفن إن بعض السفن القادمة إلى الموانئ اليمنية أغلقت بالفعل أنظمة تتبعها وتتيح لأي شخص مراقبة تحركاتها عبر الإنترنت نظراً للعنف المستعر في البلاد.

مخاطر

وأضاف المصدر أن علاوات مخاطر الحرب في التأمين على الشحنات المتجهة إلى الموانئ اليمنية مثل الحديدة في الشمال قد ارتفعت بالفعل إلى مئات الآلاف من الدولارات للسفينة. ووقعت الهجمات قرب مضيق باب المندب الذي يمر منه نحو أربعة ملايين برميل من النفط يومياً إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

مرور آمن

وقال، مدير الأمن والسياسة التجارية لدى غرفة النقل البحري في بريطانيا جافين سيموندس، إن «باب المندب شريان حيوي للنقل البحري. يعتمد النقل البحري الدولي كلياً على قدرة المجتمع الدولي على توفير المرور الآمن للسفن التجارية في المسارات البحرية الرئيسية».

تحذير

حذّر رئيس دائرة التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني اللواء محسن خضروف من أن الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر والخليج العربي، ستبقى مهددة ما دام الحوثيون يملكون السلاح بعيد المدى الذي تزودهم به إيران.

وقال إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ألقت القبض على أحد العناصر الإيرانية في عملية تحرير مديرية الغيل بالجوف أخيراً».

Email