معارك في الشمال وغارات على ريف دمشق

باريس تدفع للتحقيق بجرائم حرب في حلب

 دمار كبير في بلدة الوقف بريف حلب الشمالي | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري في مدينة حلب في شمال البلاد، في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي، فيما تدفع فرنسا لفتح تحقيق بشأن وقوع جرائم حرب في حلب.

ففي الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) والفصائل المعارضة في حلب، أفادت تقارير باستمرار الاشتباكات على محاور عدة تركزت بشكل خاص على حي بستان الباشا (وسط) وحي الشيخ سعيد (جنوب) وحيي الصاخور وكرم الجبل (شرق).

وترافقت المعارك مع قصف جوي عنيف على مناطق الاشتباك استمر طوال الليل، كما تعرضت أحياء أخرى في المنطقة الشرقية لقصف جوي ومدفعي محدود. وأعلنت جبهة فتح الشام «استعادة السيطرة على نقاط عدة» كان الجيش السوري تقدم فيها في حي بستان الباشا.

وارتفع عدد قتلى القصف الصاروخي على سد اللوز في حي الشعار إلى ثمانية قتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء، أسعفوا إلى نقاط طبية قريبة بعد انتشالهم من تحت الأنقاض.

سلسلة غارات

وفي منحى التصعيد نفسه، شنت مقاتلات حربية سورية سلسلة غارات على مدينة عربين وبأطرافها، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أصيب خلالها عشرات المدنيين.

وذكر مصدر في الدفاع المدني السوري بريف دمشق أن طائرات النظام استهدفت الأحياء السكنية في مدينة عربين بأربع غارات بالصواريخ، ما أدى لإصابة العديد من المدنيين.

من ناحيته، أعلن مستشفى عربين الجراحي، وصول أكثر من 25 إصابة بينهم أطفال ونساء، أسعفهم فريق الإسعاف والإنقاذ في مركز 101. أما في الغوطة الغربية، فاستهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة أطراف بلدة المقيليبة وبلدة الديرخبية، من الفوج 175 وتل كوكب.

وشنت طائرات النظام الحربية عدة غارات على الجبل الشرقي لمدينة الزبداني، شمال غرب ريف دمشق، بحسب ناشطين، فيما استهدفت قوات النظام بقذائف هاون ثقيلة حي القابون من المنطقة الصناعية.

جرائم حرب

في الأثناء، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس بأن فرنسا سوف تتّجه إلى مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيقات بشأن جرائم حرب يتّهم الغرب كلاً من روسيا وسوريا ارتكبتها في حلب.

وأعرب مسؤولون أمميون وقوى غربية خلال الأيام الماضية عن غضبهم إزاء الهجمات الجوية التي استهدفت مستشفيات، وقافلة إغاثة وأهداف مدنية أخرى في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، وتشمل مدينة حلب.

وقال ايرولت «من نفذ عمليات القصف هذه؟ هناك السوريون ولكن أيضاً الروس، الذين جاءوا بأسلحتهم المتطورة التي تسمح لهم بالوصول للمخابئ، حيث يحاول المواطنون حماية أنفسهم».

حل وسط

وأعربت الحكومة الألمانية عن أملها في التوصل لحل وسط في إصدار قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن، عقب فشل مشروع القرار الفرنسي-الإسباني.

وقالت ناطقة باسم الخارجية الألمانية إنه بعد عدم وجود تأييد أيضاً لمشروع القرار الروسي، فإن الأمر يدور الآن حول البحث عن طرق «ربما تسمح بإدماج المشروعين».

وأضافت المتحدثة أن وزير الخارجية فرانك - فالتر شتاينماير متمسك بمطلب حظر الطيران فوق حلب، وهو الأمر الذي ترفضه موسكو، وقالت: «إننا نعول هنا على قيام روسيا بدورها»، موضحة أن هذا الدور يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين في حلب.

يذكر أن مشروع القرار الفرنسي-الإسباني، الذي تدعمه ألمانيا أيضاً، باء بالفشل أمام مجلس الأمن بسبب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).

هدنة

يتضمن كلا المشروعين، الروسي والفرنسي-الإسباني، مطالبة أطراف النزاع كافة بهدنة فورية، إلا أن المقترح الروسي لم يتضمن مطلباً بإنهاء الغارات الجوية والطلعات العسكرية فوق حلب.

Email