الأزمة السورية على قدرٍ يغلي في انتظار الانتخابات الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

القاهرة - محمد خالد

يشهد ملف الأزمة السورية تطورات جديدة، لاسيما عقب أن علّقت الولايات المتحدة الأميركية مشاركتها في القنوات الثنائية مع روسيا، على وقع استغلال الأخيرة تلك المباحثات كغطاء لعملياتها العسكرية في سوريا. بينما هاجمت موسكو الولايات المتحدة بقولها إن «واشنطن مستعدة لعقد صفقة مع الشيطان من أجل إسقاط بشار الأسد».. فيما رصد معارضون سوريون في تصريحات لـ «البيان» أبرز التداعيات المتوقعة لهذه التطورات.

وتعزّز التراشق الروسي الأميركي مؤخرًا عقب أن أصدرت الخارجية الأميركية الاثنين الماضي بيانًا على لسان الناطق باسمها جون كيربي تم خلاله الإعلان عن تعليق واشنطن مباحثاتها مع موسكو، لتقوم الخارجية الروسية في اليوم التالي بإصدار بيان علقت فيه على البيان الأميركي أنه «يدل على سعي الأميركيين لعقد صفقة مع الشيطان من أجل إسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد».

وفي تصريحات لـ «البيان»، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض عقاب يحيى إن هذا القرار - إن كان جاداً وبعيداً عن التكتيك - ستكون له نتائج مهمة. وحدد هذه النتائج المتوقعة في «توقف المشاريع السياسية المشتركة التي انفرد بها البلدان، بما فيها من توافقات حول إيقاف الأعمال العدائية والهدن، وحتى الحل السياسي؛ بما يفتح المجال لنوع من التطورات الدرامية إما باتجاه التصعيد الحربي على الأرض وما يحمله من احتمالات مزيد الانفجار والتوسعة، وإما بالانفراد الأميركي في تقديم مشاريع سياسية والعودة إلى الاتحاد الأوربي وبقية الشركاء لمساهمتهم فيه».

وأوضح عقاب يحيى أن «الدور الأميركي إزاء الأزمة السورية قد اتصف على مدار السنوات الماضية بالإرباك والتردد والابتعاد عن وضع ثقل واشنطن لفرض حل سياسي أو عسكري، كما اتصفت مرحلة الإدارة بقيادة الرئيس باراك أوباما في ما يعرف بـاسم إدارة الأزمة وليس حلّها، ونخشى أن تكون الأمور أبعد وأعمق باتجاه استدامة النزيف السوري والدمار وفرض الأمر الواقع. ولأن المرحلة الحالية مرحلة انتخابات أميركية؛ فيصعب توقع حلول مهمة للمأساة السورية، وبانتظار مجيء إدارة جديدة».

وهاجمت روسيا الإدارة الأميركية عقب القرار الأميركي الصادر أخيرًا بقولها إن هذا القرار يعكس «عجز» إدارة الرئيس باراك أوباما عن الوفاء بمواصلة التعاون من أجل تجاوز الأزمة السورية، مشككة في النية الأميركية للقيام بذلك.

انتظار

وتنتظر الأزمة السورية الانتخابات الأميركية المرتقبة على قدر يغلي. ورأى المعارض السوري القيادي في الائتلاف المعارض د.خالد الناصر أن «خطوة إيقاف المباحثات تمّت بعد أن استغلت الأخيرة هذه المباحثات كغطاء لعملياتها العسكرية ضد الثوار السوريين، لاسيما في حلب، لفرض الحل السياسي الذي تريده؛ وهو فرض الاستسلام على قوى الثورة والمعارضة وتثبيت نظام الأسد رغم كل الدمار والجرائم التي ارتكبت».

وأردف د. الناصر في تصريحات «البيان» قائلًا إنّ الموقف الأميركي «المتردد والمتخاذل كان أكبر عون لروسيا في موقفها المتغطرس هذا. وللحقيقة، فإن همّ الإدارة الأميركية الحالية تجاه المسألة السورية هو إدارة الأمور بأقل قدْر من التدخل الأميركي ومحاولة تهدئتها ما أمكن ريثما تنتهي الانتخابات وتستلم الإدارة الجديدة مقاليد القرار في واشنطن».

انسداد أفق

من جانبه، قال المعارض السوري خطيب بدلة إن «المسألة السورية نحو الدخول في مرحلة انسداد الأفق السياسي والتركيز على الحسم العسكري لصالح النظام وروسيا، قبل تغيير الإدارة الأميركية». وشدد على أن ذلك سيؤدي بالطبع إلى «تصعيد متواتر في التصريحات الباردة بين الجانبين الأميركي والروسي».

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد تركت الساحة السورية كلية للروس، أجاب بدلة قائلًا: «ليس من عادة أميركا أن تترك ساحة ما في العالم لروسيا أو لغير روسيا، ولكن قواعد اللعبة الأميركية التي ابتكرها أوباما وفريقه بعد أزمة الرهن العقاري تقتضي أن تدار المعارك من الخلف، وهذا أيضاً له علاقة بأهمية المنطقة التي يجري التنازع حولها»، مشيراً إلى أنّ أهمية سوريا بالنسبة لأميركا ليست كبيرة.

Email