خطوط حمر تترافق مع تحريك مدمّرة جديدة إلى المتوسّط

روسيا تحذّر أميركا من مهاجمة قوات الأسد

■ مدمّرة روسية قبالة سواحل تركيا في طريقها إلى البحر المتوسط | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت حدّة التوتر بين موسكو وواشنطن وارتقت إلى مستوى التحذيرات والخطوط الحمر التي وضعتها الأولى أمام الثانية، ورحبت موسكو باقتراح المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا خروج المسلّحين من الأحياء الشرقية في حلب تحت رعايته، في وقت حقق الجيش السوري تقدّماً داخل هذه الأحياء.

وحذّرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، الولايات المتحدة من شن ضربات على مواقع الجيش السوري، لأن مثل هذه الضربات ستهدد بوضوح الجنود الروس، وقالت في لهجة تحذير، إن على أميركا أن تفكّر ملياً قبل أن تقدم على هذه الخطوة.

وفي تعليق على أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس- 300 التي نشرت في سوريا في الآونة الأخيرة قالت الوزارة في بيان، إن طواقمها لن يكون لديها الوقت الكافي لرصد مسارات الصواريخ بدقة أو من أي اتجاه تم إطلاقها.

وأشارت الوزارة أيضاً إلى نظام دفاع جوي أكثر تطوراً وهو نظام إس-400 الذي يحمي قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

وقالت إن الجيش السوري لديه أيضاً أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به، والتي تشمل نظامي إس-200 وبوك، وأضافت أنها استعادت جاهزيتها القتالية خلال العام المنصرم.

الأسلحة الروسية

وفي رسالة لا تخلو من دلالات، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن الحملة التي بدأتها موسكو قبل سنة في روسيا أكدت «موثوقية» الأسلحة الروسية، وأن الكرملين ساعد على استقرار الوضع في سوريا. وقال شويغو خلال مؤتمر حول استخدام الأسلحة الروسية في سوريا، «خلال تلك الفترة تمكنا من تثبيت استقرار الوضع في البلاد وتحرير قسم كبير من الأراضي من أيدي المجموعات الإرهابية الدولية المسلحة».

وقال: «تم اختبار العديد من أنواع الأسلحة الحديثة المصنعة في بلادنا في ظروف صحراوية صعبة وأثبتت في الإجمال موثوقيتها وفاعليتها».

وأثنى الوزير على «التجربة العملية المكتسبة خلال إطلاق صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى من سفن وغواصات في بحر قزوين والبحر المتوسط».

مدمّرة جديدة

يأتي هذا فيما أكد الناطق باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود نيكولاي فوسكريسينسكي، أن سفينة صاروخية جديدة أبحرت من قاعدة سيفاستوبل في القرم إلى سواحل سوريا.

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر روسي القول، إن «السفينة الصاروخية الصغيرة (ميراج) التابعة لأسطول البحر الأسود أبحرت من سيفاستوبل متجهة إلى البحر المتوسط». وأوضح الموقع أن «ميراج» هي ثالث سفينة صاروخية صغيرة تبحر من القرم إلى البحر المتوسط، مضيفاً أن سفينتي «سيربوخوف» و«زيليوني دول» المزودتين بصواريخ مجنحة من نوع «كاليبر» ستنضمان قريباً إلى قوات البحرية الروسية في البحر المتوسط.

وأشار المصدر إلى أن سفينة «ميراج» على خلاف السفينتين الأخريين مزودة بصواريخ «ملاخيت» المضادة للسفن.

اقتراح دي ميستورا

على مسار آخر، نقلت وكالة تاس للأنباء عن مبعوث الرئاسة الروسية للشرق الأوسط وإفريقيا، قوله إن روسيا تدعم فكرة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا مرافقة مقاتلي جبهة النصرة خارج حلب.

ونقلت الوكالة عن ميخائيل بوغدانوف، قوله: «كان يجب أن يحدث منذ أمد بعيد»، في إشارة إلى اقتراح دي ميستورا.

وكان دي ميستورا حذّر من أن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال البلاد قد يلحقها «دمار تام» بنهاية السنة، إذا تواصل الهجوم العنيف الذي تنفذه القوات السورية عليها بدعم من روسيا.

وقال دي ميستورا إن وجود مقاتلين من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في المدينة يشكل مبرراً لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم على المدينة، ودعا هؤلاء إلى الانسحاب من المدينة، قائلاً: «إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم (...) فإنني مستعد شخصياً لمرافقتكم».

النظام يحذّر

وقال الجيش السوري، إن أي شخص سيظل في مدينة حلب ولا يغتنم الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة سيلقى «مصيره المحتوم». وجاء في بيان صدر في وقت متأخر الأربعاء، إن الجيش قطع جميع خطوط الإمداد عن المسلحين في شرق المدينة، وإن لديه معلومات دقيقة عن أماكن مقراتهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لحلب. ودعا كل المقاتلين هناك إلى إلقاء أسلحتهم والمغادرة.

كان الجيش أعلن في وقت سابق تقليص ضرباته الجوية وقصفه لشرق حلب لأسباب إنسانية والسماح للأشخاص بالمغادرة إلى مناطق أكثر أمناً إذا رغبوا في ذلك.

تقدّم ميداني

في هذا الوقت، حقق الجيش السوري تقدماً ميدانياً هو الأول منذ العام 2013، داخل الأحياء الشرقية ترافق مع إعلان الجيش السوري تقليص ضرباته الجوية والمدفعية على الأحياء الشرقية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات الحكومة السورية انتزعت السيطرة على نصف حي رئيسي من قبضة المعارضة في مدينة حلب، أمس، في تقدم جديد لها. وذكر المرصد أن القتال يستعر في حي بستان الباشا قرب وسط المدينة الذي يعد أحد خطوط المواجهة في المدينة المقسمة.

وذكر الجيش السوري في بيان أن قواته تقدمت في بستان الباشا لكن مسؤولاً في المعارضة نفى ذلك.

تفجير

قتل 29 مقاتلاً على الأقل من الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش، عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد الذي أفاد بارتفاع حصيلة التفجير الذي هز منطقة معبر أطمة الحدودي في ريف إدلب (شمال غرب) إلى «29 مقاتلاً من الفصائل على الأقل بينهم قادة عسكريون».

وتبنى تنظيم داعش التفجير في بيان تداولته مواقع وحسابات جهادية. وأورد في بيانه أن قياديين من حركة أحرار الشام في عداد القتلى.

Email