»الجامعة« تدين الأعمال الوحشية للنظام وأبو الغيط يصف ما يجري في حلب بـ»المذبحة«

الإمارات تدعو لوقف النار في سوريا والعودة للمفاوضات

■ جمعة الجنيبي ووفد الدولة المشارك في الاجتماع | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت دولة الإمارات عن قلقها البالغ نتيجة للتصعيد العسكري في مدينة حلب ونتيجة للقصف الوحشي غير المبرر للمدنيين الأبرياء عبر الاستهداف العشوائي للمدنيين، مؤكدة ضرورة تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وحض جميع الأطراف السورية للعودة لطاولة المفاوضات من خلال إطار «جنيف 1»، في وقت وصف الأمين العام للجامعة العربية ما يجري في حلب بالـ«مذبحة»، ودعا البيان الختامي لمجلس الجامعة لوقف النار واللجوء للحل السلمي وأدان استهداف الحوثيين لسفينة الإغاثة الإماراتية.

وفي كلمة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في القاهرة ومندوب الدولة الدائم لدى الجامعة العربية في اجتماع غير عادي عقده مجلس الجامعة على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع في حلب، طالب السفير الإماراتي مجموعة الدعم الدولية بضرورة مضاعفة جهودها لوقف التصعيد العسكري وإعادة الأزمة السورية إلى المسار السياسي، مشيراً إلى أن هذا سيؤدي لتوفير البيئة المناسبة لتقديم الجهود والمساعدات الإنسانية للسوريين وجهود إعادة الأعمار.

وقال إن الألم بات يزداد لدينا يوماً بعد يوم نتيجة لما يعانيه الشعب السوري الشقيق من حالة مأساوية في داخل وخارج وطنه وقد بات من الصعب أن تحل الأزمة السورية بالتصعيد العسكري الذي يستهدف المدنيين البسطاء. وأضاف الجنيبي أن دولة الإمارات ترى أن الحل العسكري لن يكون في مصلحة السوريين وأن الحل السياسي سيظل هو الحل الوحيد والمخرج المناسب لهذه الأزمة والذي يجب أن يتضمن حواراً سياسياً جاداً بين كل السوريين يبنى على أسس تضمن الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها ويدعم طموحات السوريين في العيش بدولة آمنة ومستقرة، مشدداً على أن هذا لن يتحقق بالحلول التصعيدية والعسكرية التي لطالما أدت لأزمات إنسانية تزيد من معاناة الشعب السوري الشقيق.

وقال الجنيبي إن دولة الإمارات تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ضد هذه الأعمال غير الإنسانية التي أصبحت تشكل مأساة إنسانية حقيقية والعمل على وقف عمليات القصف فورا وتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق السورية. »سويفت«من جهة أخرى، قال الجنيبي إن دولة الإمارات تستنكر بشدة الهجوم الحوثي الغادر والغاشم على السفينة المدنية «سويفت» التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية والتي كانت تقوم بمهام إغاثية اعتيادية خلال توجهها إلى مدينة عدن لتباشر أعمالها الإنسانية المحضة لنقل المساعدات الطبية والإغاثية للأشقاء في اليمن ولتقوم بإخلاء الجرحى والمصابين وأصحاب الحالات الحرجة من المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.

وشدد السفير الجنيبي على أن هذا العمل الإرهابي الذي استهدف الإنسانية بكل معانيها يبرز النوايا الخبيثة لدى جماعة الحوثي ومواليهم تجاه أبناء الشعب اليمني الشقيق، مضيفاً أن القيام بمثل هذه الأعمال الخسيسة المتمثلة في الاعتداء على قوافل إغاثة إنسانية يعد أيضاً انتهاكاً صريحاً للقانون الإنساني الدولي ويخالف القوانين والأعراف الدولية كما أنه يهدد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب بإرهابه للسفن المدنية وتعريضها لأخطار جسيمة.

واعتبر الجنيبي هذا مؤشراً خطيراً لما يمكن أن تتعرض له السفن المدنية والتجارية من تهديدات على يد ميليشيات الحوثي في هذا الممر الملاحي الدولي المهم بالإضافة إلى أن هذا العمل الإرهابي يقوض كافة الجهود الإقليمية والدولية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق.من جانبه، طالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بوقف إطلاق نار عاجل في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان. وقال أبو الغيط في كلمته إن «ما يجري في هذه المدينة العريقة منذ انهيار ترتيبات الهدنة في 19 سبتمبر الماضي هو مذبحة بالمعنى الحرفي».

بيان ختامي

وأعرب مجلس الجامعة في بيانه الختامي عن استيائه وإدانته الشديدة للأعمال الوحشية والجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حق المدنيين العزل، مؤكدا أنها أعمال منافية لكافة الشرائع السماوية والقيم الدينية وتشكل خرقا صارخا للمعاهدات الدولية الخاصة بحماية المدنيين وللقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وتؤكد بشكل جلي تُخلي هذا النظام عن أبسط واجباته في حماية المدنيين والمواطنين العزل. وأكد المجلس مجددا على موقفه الثابت على ان الحل الوحيد الممكن للازمة السورية يتمثل في الحل السياسي من خلال عملية سياسية جامعة تلبي تطلعات الشعب السوري وفقا لما نص عليه البيان الختامي لمؤتمر جنيف 1. وناشد المجلس المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية الوقف الفوري والعاجل لإطلاق النار وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة.

واعرب ايضا عن ادانته للجرائم الإرهابية البشعة التي تقترفها التنظيمات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والنظام السوري في مختلف المناطق السورية، وحشد الدعم الدولي لمكافحة الاٍرهاب. واعتبر المجلس إن هذه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري والتنظيمات الارهابية ترتقي إلى جرائم الحرب وتحتم ضرورة تقديم مرتكبيها الى العدالة.

ودعا المجلس المجموعة العربية في نيويورك لطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول سوريا. واكد على الموقف العربي الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا. وقرر ان يبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف وتطورات الأوضاع في سوريا، فيما سجل وفد لبنان تحفظه عن الموافقة على ذكر النظام.

إدانة

وأدان المجلس بشدة استهداف ميليشيا الحوثيين سفينة الاغاثة الاماراتية. وأكد في البيان، ان هذا الهجوم يعد قرصنة وإرهابا وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي ومخالفا لكافة القوانين والاعراف الدولية وتهديدا للملاحة الدولية، كما انه يشكل مؤشرا خطيرا لما يمكن ان تتعرض له السفن المدنية والتجارية من تهديدات على يد هذه المليشيات في واحد من اهم الممرات الملاحية الدولية.

وطالب المجلس الامم المتحدة ومجلس الامن بالتحرك بشكل فاعل من اجل وضع حد لهذا الاٍرهاب الذي يمارسه الحوثيون وداعموهم، مؤكدا على ان توفير الحماية الدولية والأمن للملاحة الدولية تعد احد المسؤوليات الأصيلة للمنظومة الاممية ويتعين اتخاذ الإجراءات المطلوبة لمواجهته بحسم، ومحاسبة الأطراف التي تقوم بإمداد الحوثيين بالسلاح وتشجعيهم على مثل هذه الاعمال الارهابية والقرصنة الدولية.

اجتماع طارئ

وجهت منظمة التعاون الإسلامي الدعوة إلى الدول الأعضاء لحضور الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين في مقر الأمانة العامة في مدينة جدة يوم الأحد المقبل لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في حلب، وأوضحت المنظمة في بيان أمس، أنها تلقت طلباً من دولة الكويت رئيس الدورة الـ42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لعقد هذا الاجتماع.

Email