منظمة التعاون الإسلامي تعتبر القانون خرقاً لمبدأ القانون الدولي

الرياض تحذّر «الكونغرس»: «جاستا» عواقبه وخيمة

■ خادم الحرمين خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء | واس

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً الكونغرس، إلى اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» الأميركي والمعروف بـ«جاستا».. في وقت اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي صدور القانون يمثل خرقاً لمبدأ قانوني أساسي في العلاقات الدولية وفي القانون الدولي.

وأكّد مجلس الوزراء السعودي، في الجلسة الأسبوعية التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنّ «اعتماد قانون جاستا في الولايات المتحدة الأميركية يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي الذي تقوم العلاقات الدولية فيه على مبدأ المساواة والحصانة السيادية، وهو المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين، ومن شأن إضعاف الحصانة السيادية التأثير سلباً على جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة».

وأعرب بيان مجلس الوزراء الذي نقله إلى الإعلام وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل بن زيد الطريفي عن الأمل بأن تسود الحكمة وأن يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون جاستا.

الاعتداء الحوثي

من جانب آخر، عبر مجلس الوزراء عن استنكاره البالغ لاعتداء الميليشيات الحوثية على السفينة المدنية «سويفت»، التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية والمستأجرة من قبل التحالف العربي، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية، إضافة إلى إخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن..

ووصف ذلك بالعمل الإرهابي وأنه يعرض الملاحة الدولية في باب المندب للخطر، ويتنافى مع قوانين الملاحة الدولية، ويتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإرسال المساعدات الإغاثية إلى الجمهورية اليمنية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني.

وأعرب المجلس عن استنكاره الشديد لعمليات القصف الجوي الذي تتعرض له مدينة حلب السورية وأودت بحياة المئات من المدنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، معبراً عن ترحيبه بقرار مجلس حقوق الإنسان في ختام دورته الـ33 في جنيف الذي يدين استمرار الانتهاكات الجسيمة والممنهجة واسعة النطاق في سوريا من قبل النظام السوري والميليشيات التابعة له.

اتفاق النفط

رحب المجلس كذلك بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في الجزائر الأسبوع الماضي بشأن تجميد إنتاج النفط، وقال إنه يأمل في المزيد من التعاون بين الدول المنتجة للخام داخل منظمة أوبك وخارجها للحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين.

وذكر المجلس في بيان «أكد المجلس حرص المملكة على استقرار السوق البترولية الدولية لما هو في صالح الدول المنتجة والدول المستهلكة والصناعة البترولية والاقتصاد العالمي». وأضاف البيان أن المملكة على استعداد «للمساهمة في أي عمل جماعي لتحقيق هذا الهدف».

خرق للقانون الدولي

في الأثناء، ذكرت منظمة التعاون الإسلامي أن «ردود فعل المجتمع الدولي تجاه قانون (جاستا) تؤكد ضرورة التمسك بما استقرت عليه دول العالم منذ مئات السنين من أنه لا يجوز لدولة ذات سيادة أن تفرض سلطتها القضائية على دول أخرى ذات سيادة، استناداً إلى معايير تعسفية كوسيلة لممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية..

وإلا اعتبر الأمر خرقا لاستقلال الدول وانتهاكا صريحاً لمبادئ مستقرة في القانون الدولي وفي العلاقات بين الدول».

وأعربت المنظمة، التي تتخذ من جدة مقرا، في بيان أمس، عن «أملها في أن تعيد السلطات التشريعية في الولايات المتحدة النظر في القانون المذكور، وأن لا يدخل حيّز التنفيذ، وذلك من أجل ضمان السلم الإقليمي والدولي».

Email