طرد الانقلابيين من الخور.. وغارات مكثفة للتحالف

الشرعية توسّع المساحة المحررة فـي تعز

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت قوات الشرعية في اليمن انتصاراً جديداً أمس في تعز، بتحرير منطقة الخور غربي المدينة، في وقت شنّ التحالف العربي غارات مكثفة على مقرات عسكرية وتحصينات تابعة للانقلابيين في صنعاء وعدد من المحافظات.

وتمكنت قوات المقاومة الشعبية المسنودة بالجيش الوطني في جبهة الضباب غربي المدينة من تحرير قرية الخور بالربيعي، بعد هجوم شرس شنّته على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع. وأعلن الناطق باسم المجلس العسكري بمحافظة تعز منصور الحساني عن تحرير قوات الشرعية قرية الخور بمنطقة الربيعي ومقتل قائد حوثي.


وأفاد الحساني بتمكن الجيش الوطني من تمشيط المناطق المجاورة لجبل المنعم وتكبيد العدو خسائر بشرية كبيرة، فيما انتقلت المعركة إلى مناطق أخرى في أيدي الانقلابيين بمحاذاة منطقة الخور.

معارك محتدمة

من جهته، أكد قائد محور تعز اللواء خالد فاضل لـ«البيان» أن الوضع في جبهات القتال يشهد معارك محتدمة، في ظل استماتة الأبطال وصمودهم في المواقع والجبهات.

وأضاف: «التقدم سيستمر، والمعركة تسير وفق ما هو مخطط ومُعد لها، ويوماً بعد آخر نشهد تقدماً برغم فارق العتاد، وبتنا نقترب من تحرير منطقة الربيعي كاملة، وقطع إمداد الميليشيات وخنقها هناك، لاستكمال تحرير الجزء الغربي للمدينة، وتحريرها من الميليشيا الانقلابية».

ثبات المقاومة

وأوضح قائد محور تعز أن قوات الجيش الوطني والمقاومة ما زالت مسيطرة وثابتة في المواقع التي حررتها خلال الأيام الأربعة الماضية في الجبال المطلة على منطقة الربيعي. وأكد أن أبطال الجيش الوطني والمقاومة ملازمون في المواقع غربي المدينة، في تلة السوداء وعدة تلال محيطة، وكذلك أجزاء واسعة من جبل المنعم المطل على الربيعي غربي تعز.

غارات التحالف

في الأثناء، شنّت مقاتلات التحالف سلسلة غارات، استهدفت مواقع الحوثيين والقوات العسكرية للتمرد في صنعاء.

وقال شهود إن طيران التحالف شنّ أربع غارات على مقر الكلية الحربية بمنطقة الروضة، شمالي العاصمة، وأن الغارات استهدفت مخازن للأسلحة في مقر الكلية. وفي محافظة عمران، شنّ طيران التحالف غارتين على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة بيت القحوم في مديرية ريدة.

تحرير الغيل يؤمّن ظهر المقاومة في صنعاء

بعد تحرير مديرية الغيل بمحافظة الجوف شمالي اليمن والحدودية مع السعودية، تكون قوات الشرعية قد وضعت يدها على أهم وأخطر حواضن الحوثيين بالمنطقة، وقطعت شريان الإمدادات البشرية التي يستغلها الحوثي في حروبه ضد اليمنيين، وتلك التي تدور على الحدود مع السعودية.

سيطرت جماعة الحوثي المسلحة على الغيل في وقت مبكر من الحرب، واستطاعت إبان عنفوان قوتها أن تهجّر قسرياً سكان المديرية من قبائل المحابيب وآل مسلم ممن يخالفون نهجها، وقامت بتفجير منازلهم، وبعدها بسطت سيطرتها على كامل مناطق المديرية الشاسعة، وحولتها إلى منطقة تدريب وإمداد للمقاتلين الحوثيين.

نقطة تحكم

تكمن أهمية الغيل في كونها أهم معاقل الحوثي، فهي جغرافياً لها حدود برية مع السعودية كما هي الحال مع العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب النفطية المجاورة، ومن يسيطر عليها يمكن أن يتحكم بالحركة في تلك المنطقة، كما أنها ستلعب دوراً بارزاً في محاصرة الحوثيين بجبهة نهم غرباً التي شارفت على أولى مناطق صنعاء.

وأشارت مصادر يمنية إلى أن العملية العسكرية التي أعد لها مسبقاً بتخطيط دقيق ومحكم، قادها قائد المنطقة السادسة اللواء أمين الوائلي وبمشاركة محافظ محافظة الجوف العميد أمين العكيمي، تمكنت بعد معارك ضارية مع المتمردين من السيطرة على الغيل ودحر مسلحي الحوثي وصالح وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات العسكرية.

وتعتبر مديرية الغيل من أهم المديريات لدى جماعة الحوثي؛ فهي منبع فكرهم في المحافظة ومعقل أغلب قيادات الجماعة.

تأمين ظهر المقاومة

وبالسيطرة على الجوف، يكون الجيش الوطني والمقاومة قد حمى ظهر القوات الحكومية الموجودة في مديرية نهم شرقي صنعاء، وفتح جبهة استنزاف جديدة للانقلابيين للتخفيف على الجبهات الأخرى.

ووفقاً لسكان محليين فإن مديرية الغيل شهدت أشرس المعارك منذ اندلاعها في 2011 راح ضحيتها آلاف القتلى من الطرفين، نتيجة الاستماتة التي يبديها الانقلابيون للاحتفاظ بهذه المنطقة.

وبالنظر إلى خريطة المواجهات يتبين أن الانقلابيين باتوا يقاتلون على ثلاث جبهات ملتهبة وذات حساسية عالية بالنسبة لحسم المعركة، وهي صرواح غربي مأرب، وجبهة نهم الواقعة شرقي صنعاء، إضافة إلى جبهة الجوف، وكلها معارك استنزاف كبيرة وتمثل أهمية قصوى بالنسبة لمعركة تحرير العاصمة صنعاء.

أولويات الجبهات

منذ أيام هدأت معركة نهم قليلاً وخفت حدة المواجهات، فيما اشتعلت نيران الحرب باتجاه الغيل لتحريرها، وهو ما تم، ما يشير إلى وجود خطط عسكرية تعمل على نظام أولويات محكم، بحيث تتكثف جهود الجيش والمقاومة في جبهة لإنجاز هدف ما، ثم تعود مرةً أخرى للهدوء، وهكذا.

صرواح

وفق مصادر عسكرية يمنية، هناك تجهيزات عسكرية كبيرة يجري الإعداد لها في صرواح غربي مأرب، تهدف إلى تحريرها من الانقلابيين، وبها تكون مأرب باتت محررة بالكامل، ليتم التفرغ بعد ذلك لتحرير صنعاء.

Email