دعا للنظر إلى ظاهرة الإرهاب من منظور عالمي

عبدالله الثاني: لن نسمح بالعبث بأمن الأردن

■ العاهل الأردني عبدالله الثاني | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أنه لن يسمح بالعبث بأمن الأردن، داعياً إلى النظر لمشكلة الإرهاب على نحو شمولي. وقال الملك عبدالله الثاني في حوار أجرته معه قناة سي بي أس الأميركية «على الإرهابيين أن يفهموا أننا لن نسمح بالعبث مع الأردن».

وأضاف «كثير من المجرمين الذين ظهروا في تسجيل داعش للشهيد الطيار معاذ الكساسبة ومن المسؤولين عن اعتقال الشهيد معاذ والتحقيق معه في الأسر وقتله تم القصاص منهم»، مؤكداً أن يد الأردن ستصل الإرهابيين المتورطين في قتل الكساسبة، ولو بعد 50 عاماً.

وقال رداً على سؤال عن سماح الأردن لما يقرب من مليون ونصف المليون سوري أن يأتي الى المملكة: لم يكن لدينا الكثير من الخيارات، فقد كانوا يتدفقون عبر الحدود هرباً من رصاص النظام، وطالما فتح الأردن ذراعيه للاجئين من العديد من البلدان. لكن وصلنا فعلاً إلى مرحلة شهدت زيادة في عدد السكان نتيجة اللجوء السوري بنسبة 20 بالمئة، ما شكل عبئاً كبيراً على بلدنا. نحن في وضع لا نحسد عليه.

سوء فهم

وأعرب الملك عن انزعاجه من مزاعم في الغرب بأن هناك مسلمين يكرهون المسيحية واليهودية. وأشار الى ظاهرة الإسلاموفوبيا بالقول: سوف يشعر المسلمون بالعزلة، وأنهم مهمشون وضحايا، وهو بالضبط ما تريده عصابة داعش وتنظيم القاعدة الإرهابيين.

وطالب في سياق سؤال حول «الانتصار في الحرب ضد الإرهاب» وخصوصاً ضد عصابة داعش. قال: علينا أن ننظر للمشكلة بشمولية، فالمعظم، يركز على مناطق ساخنة بعينها، حيث يتم النظر إلى العراق هذا العام، أو سوريا العام المقبل؟ لكن، ماذا عن ليبيا؟ وماذا عن تنظيمات بوكو حرام أو حركة الشباب الإرهابية وغيرها في إفريقيا؟ علينا أن ننظر إلى الأمر من منظور عالمي.

العراق

وقال «ما زلت أؤمن أن المشكلة الأبرز في العراق أنه يوجد دور للأكراد، وبحكم الواقع دور رئيسي للشيعة، أما ما لم يتم تأطيره بعد فهو دور للسُنة، وهم لا يشعرون أن لديهم مستقبلاً سياسياً، وبالتالي فقدوا الأمل. وما بدأنا نراه نتيجة لذلك هو ظهور عصابة داعش».

وأعرب عن أسفه أن مشكلة العراق ستكون أكثر تعقيداً، إذا لم نتمكن من إيجاد حل سياسي يحقق مستقبلاً للسنة، مشيراً الى أن السياسيين لا يريدون الخوض في هذه المسألة لأنها معقدة جداً.

الملك الراحل

وحول النصائح التي قدمها الملك الراحل الحسين بن طلال للولايات المتحدة بعدم دخول العراق. في عهد الرئيس جورج بوش الأب والابن قال الملك عبدالله الثاني:

إنهم يتصرفون وكأنهم يعرفوننا أكثر مما نعرف بعضنا البعض في المنطقة، ونتيجة لذلك، تمضي الأمور على الطريق الخاطئ. واستشهد بسوريا، قائلاً: عندما بدأ الأمر هناك، كان الجميع يقولون إن الأزمة ستستمر ستة أشهر، وكنت أقول لهم ست سنوات. وما زلت أقول إن أمامنا شوطاً طويلاً لمعالجة التحديات، ليس فقط في سوريا والعراق، بل في المنطقة بأكملها والعالم للأسف.

ورداً على سؤال حول هل المطلوب وجود جيش غربي على الأرض في المنطقة من أجل إحكام السيطرة. أجاب العاهل الأردني، إن الدور المطلوب منهم هو المساعدة، لأنه في نهاية المطاف لا تريد أن ترى جنوداً غربيين يسيرون في شوارع المدن والقرى السورية.

أكد العاهل الأردني عبدالله الثاني أن أرقام البطالة ترتفع، والضغوط التي يتحملها القطاعان الصحي والتعليمي وصلت حدودها القصوى، مشيراً الى أن صبر الأردنيين نفد و«لم نعد نستطيع تحمل المزيد».

 

Email