تقارير البيان

ملامح استراتيجية فلسطينية جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، واختتم كذلك خطابه أمام الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بـعبارة «السلام عليكم»، ليذكر العالم بالكارثة التاريخية التي حلت بالفلسطينيين، فهو من جهة يطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني لمسؤوليتها عن النكبة وتداعياتها، ومذكراً العالم بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وكل التصريحات الخاصة بإنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية وحق العودة، ورفض الاستيطان.

واستعرض الرئيس عباس خلال خطابه بوضوح عنجهية الاحتلال وعدوانه، وحصاره للشعب الفلسطيني، وتهويد القدس وتدنيس المقدسات والإعدامات الميدانية، ونشر الفوضى، كما حذر في خطاباته السابقة من استمرار الإرهاب الإسرائيلي، الذي ينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس في العالم أجمع.

ناقوس الخطر

وشدد الرئيس على أنه يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الإيجابي قبل فوات الأوان، وأن حرية فلسطين هي بوابة إنهاء الإرهاب.

واعتبر المحلل السياسي د مازن صافي الخطاب بأنه إعلان البدء باستراتيجية فلسطينية جديدة، تنقل مستويات الإحباط الفلسطيني من واقعه للمحافل الدولية، فهذا الإحباط لن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتجريمه، والاعتراف بدولة فلسطين كاملة الحقوق والعضوية في الأمم المتحدة.

وأكد صافي أن التوسع الاستيطاني غير الشرعي المستمر سيقضي على ما تبقى من أمل لحل الدولتين، داعياً بعدم استخدام الفيتو ضد مشروع قرار حول الاستيطان، وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، سوف يتم تقديمه لاحقاً للمجلس، لأن الفيتو والجرائم الإسرائيلية يعملان على تخريب مناخ السلام.

حيث نقل الرئيس «أبو مازن» للعالم تطلعات الشعب الفلسطيني، وبأنه لن يقبل أبداً استمرار الوضع القائم، ولن يقبل امتهان كرامته، ولا بالحلول المؤقتة والانتقالية، ولن يقبل الشعب التخلي عن مؤسساته وإنجازاته الوطنية، التي حققها بالتضحيات والمعاناة والألم.

بصيص أمل

وبدا «أبو مازن» متمسكاً ببصيص أمل بالرغم من الاستفسارات العميقة، التي تضمنها الخطاب بقوله «فهل أنتم فاعلون.. فهل أنتم فاعلون»، وذلك على طريق الرئيس الراحل ياسر عرفات بتكرار عبارته، ما يدلل على تطلعات الفلسطينيين للسلام والعدل والحرية والتمسك بالقانون الدولي.

بدورها، قالت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د عبير ثابت، إن خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة هو انعكاس للحالة السياسية الفلسطينية المتردية على كل المجالات المحلية والعربية والدولية، خاصة في ظل الضغوطات الدولية والإسرائيلية والعربية الممارسة على القيادة الفلسطينية، التي تجد نفسها على مفترق طرق أمام انتهاكات إسرائيل، وحالة الانقسام الفلسطيني وعدم التوصل لمصالحة مع حركة حماس.

وعد بلفور

وأضافت أنه يمكن القول إن الخطاب فيه نبرة مختلفة، أثار العديد من علامات الاستفهام حول جملة من القضايا، وطرحه مجموعة من التساؤلات للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية، وأرسل مجموعة من الرسائل المبطنة للجميع، التي قد يرى البعض أنه تم الإشارة لها في خطابات سابقة.

وأكدت النقطة الهامة، وهي إعادة التذكير بقضية وعد بلفور، وأن قبول القيادة الفلسطينية بالاعتراف بالدولة الإسرائيلية ليس مجاناً، وعلى إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطين، لأن الأجيال الفلسطينية لا تنسى وعد بلفور، وإن لم يتم التوصل لحل عادل للقضية.

Email