انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.. والملف السوري يهيمن

كي مون: نظام الأسد مسؤول عن قتل المدنيين

■ أوباما خلال إلقاء كلمته في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

هيمن ملف سوريا على انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ففيما اتهم أمينها العام بان كي مون نظام الأسد بالتسبّب في قتل معظم المدنيين وارتكاب جرائم تعذيب ممنهج بحق المعتقلين، مطالباً بوقف القتال، شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أنّ الدبلوماسية تعتبر الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستعرة.

وطالب كي مون بوقف القتال في سوريا، داعياً من أسماهم أصحاب النفوذ إلى العمل من أجل وقف القتال وبدء المفاوضات تمهيداً لانتقال سياسي.

وندّد كي مون خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة في نيويورك أمس بالقصف الذي تعرضت له قافلة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في حلب، واصفاً ما حدث بـ الهجوم المقزز والوحشي والمتعمد. ووصف كي مون العاملين في المجال الإنساني في سوريا بـ«الأبطال»، ومن قصفهم بـ«الجبناء» الذين يجب محاسبتهم على أفعالهم.

وفيما شدّد على أنّ النزاع في سوريا هو النزاع الذي يوقع أكبر عدد من القتلى ويتسبب في أكبر قدر من زعزعة الاستقرار، هاجم بشكل أساسي نظام الرئيس بشار الأسد، مضيفاً: «الكثير من المجموعات قتلت مدنيين أبرياء، لكن أياً منها لم يقتل بقدر الحكومة السورية التي تواصل استخدام البراميل المتفجرة ضد مناطق سكنية وتعذيب الأسرى بشكل ممنهج».

وانتقد جميع الأطراف التي تغذي آلة الحرب، مشيراً إلى وجود ممثلي حكومات في قاعة الجمعية العامة سهلوا ومولوا وحتى شاركوا في فظاعات ارتكبت من قبل جميع أطراف النزاع.

تراجع فرص

وبشأن القضية الفلسطينية، أكّد كي مون أن فرص التوصل إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط تتراجع يوماً بعد آخر، واصفاً الأمر بأنّه جنون.

وأشار إلى أنّ استبدال حل الدولتين بفكرة دولة واحدة سيأتي بنتائج سيئة، إذ سيحرم الفلسطينيين من حريتهم ومستقبلهم المشروع، ويدفع إسرائيل بعيداً عن رؤيتهم لدولة ديمقراطية يهودية نحو مزيد من العزلة العالمية.

إلى ذلك، لفت كي مون إلى أنّ اللاجئين والمهاجرين غالباً ما يواجهون كراهية، مشيراً إلى أنّ المسلمين بوجه خاص يواجهون أفكاراً مسبقة وشبهات.

وأضاف أمام الجمعية العام للأمم المتحدة: «أقول للقادة السياسيين والمرشحين: لا تنخرطوا في معضلة سياسية ساخرة وخطيرة تقول إنكم تكسبون الأصوات من خلال تقسيم المواطنين وترسيخ الخوف».

لا حل عسكرياً

بدوره، شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في آخر كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة، أنّ الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا، مضيفاً: «لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا بذل جهود دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين».

مساعدة لاجئين

وحضّ أوباما المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد لمساعدة اللاجئين الفارين من النزاع في سوريا وغيرها، قائلاً: «يتعين علينا أن نفعل المزيد وأن نفتح قلوبنا للاجئين الذين يحتاجون بصورة ماسة إلى مأوى».

ودعا أوباما الدول إلى مواصلة تقديم المساعدات على الرغم من السياسات الصعبة المتعلقة بهذه القضية، مضيفاً: «يتعين على مواطني الدول أن يضعوا أنفسهم مكان الفارين من الصراع».

انتقاد روسيا

ووجّه أوباما انتقادات حادة إلى روسيا بسبب دعمها النظام السوري، وتوغّلها في أوكرانيا بقوله: «نرى روسيا تحاول استعادة المجد الضائع عن طريق القوة».

وأشار أوباما إلى أنّ إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يستفيدوا إذا أقرت إسرائيل بأنه لا يمكنها احتلال واستيطان أراض فلسطينية للأبد، ورفض الفلسطينيون ما أسماه التحريض على العنف وأقروا بشرعية إسرائيل.

شجب انعزالية

ودافع أوباما عن التقدم الذي أحرزه الاندماج العالمي، وشجب الرغبة الانعزالية لبناء الجدران، مشيراً إلى أنّ «تزايد عدم المساواة الاقتصادية أدى إلى زيادة الطائفية العرقية والدينية، والنزعة القومية العدوانية والشعبوية».

لافتاً إلى أنّ الدولة المحاطة بأسوار تسجن نفسها فقط، في إشارة إلى دعوات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب لبناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وأكّد أوباما على ضرورة عمل الدول معاً لضمان تقاسم الفوائد الناتجة عن الاندماج العالمي.

مسؤولية وشروط

إلى ذلك، حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمته النظام السوري مسؤولية فشل وقف إطلاق النار. وقال هولاند: «ليس لدي سوى كلمة واحدة: هذا يكفي». في إشارة إلى ضرورة وقف القتال في سوريا.

وأضاف هولاند: «التاريخ سيعتبر المأساة في سوريا عاراً على المجتمع الدولي ما لم نعمل سريعاً على وضع حد لها، واصفاً مدينة حلب اليوم بالمدينة الشهيدة».

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنّ آلاف الأطفال يسحقون تحت القنابل، والجوع ينهش مجموعات سكانية بكاملها، كما تتعرض قوافل إنسانية للقصف، ويتم استخدام الأسلحة الكيميائية.

ووضع هولاند أربعة شروط لفرنسا بالنسبة إلى ملف سوريا هي فرض وقف لإطلاق النار، ضمان التسليم الفوري للمساعدات الإنسانية، إفساح المجال أمام استئناف المفاوضات، ومعاقبة من استخدم الأسلحة الكيميائية.

تكثيف اتصالات

على صعيد متصل، اتفق الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على تكثيف الاتصالات الخاصة بالأزمة.

وأفاد الوزير المفوض محمود عفيفي الناطق الرسمي باسم الأمين العام في بيان، أن دي مستورا استعرض خلال اللقاء آخر نتائج الاتصالات التي يجريها بشأن تطورات الأزمة، بما في ذلك ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مستقر لوقف إطلاق النار وفرص استئناف المفاوضات.

دور جامعة

وأوضح أنّ أبو الغيط عرض خلال اللقاء أهم ما صدر عن الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب فيما يخص الوضع في سوريا، مشيراً إلى أنّ هذا الاجتماع أكد ضرورة انخراط الجامعة العربية في أي اتصالات تجري بين مختلف الأطراف بشأن الأزمة في سوريا وكيفية معالجتها، باعتبار أن الأزمة عربية بالأساس ولا يجوز تنحية دور الجامعة العربية».

إلغاء خطاب

أعلن مكتب رئيس قيرغيزستان في بيان أمس، أن الرئيس ألمازبيك أتامباييف، سيحصل على إجازة مرضية بسبب مشاكل صحية. وعانى أتامباييف أثناء توجهه بالطائرة من العاصمة بيشكك إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، من آلام في الصدر، ما استدعى توقف طائرته في في مطار أتاتورك باسطنبول، ونقله إلى المستشفى، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء القيرغيزستانية «خبر». ووفق التقييم الأولي للأطباء، فإن الرئيس يعاني أعراض مشاكل في القلب. وكان من المقرر أن يلقي أتامباييف خطاباً في الأمم المتحدة.

العاهل الأردني: الإرهابيون يعملون على إضعاف قيم البشرية

شدّد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أنّ الانتخابات النيابية في المملكة توشك على نهايتها، لتمثّل خطوة أخرى في المسار نحو التغيير والتطور للأفضل.

مضيفاً: «وهو مسار التزمنا به بكل إصرار بالرغم من الاضطرابات الإقليمية وعبء اللاجئين، وتمثل الانتخابات إنجازاً يعود معظم الفضل في تحقيقه لمواطنينا والشباب منهم تحديداً الذين تمسكوا بقيم الأردن المتمثلة في الوحدة والقوة والروح التواقة للتقدم، رغم كل الصعوبات، إنّ الإنجاز في ظل هذه الظروف تحديداً، هو الذي يجعل من هذه الانتخابات انتصاراً حقيقياً».

ولفت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى أنّ هناك قوى شريرة تتمثّل في الإرهابيين تعمل في المنطقة وخارجها، بهدف إضعاف القيم التي تجمع البشرية، موضحاً أنّ «الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تصب في خدمة أجندة الإرهابيين الساعية لإشعال فتيل حرب عالمية، وذلك من خلال تعميق وتغذية الانقسام والاستقطاب في المجتمعات، بين الشرق والغرب، فتقوم كل مجموعة بوصم الأخرى، وتنغمس أكثر فأكثر في سوء الظن بالآخر ورفضه».

ولفت إلى أنّ النهج العسكري لن يحقق نصراً لأحد، بل لن نجد سوى المهزومين، والمزيد من المعاناة للمدنيين، مشيراً إلى أنّ إنهاء العنف يتطلّب عملية سياسية.

أمير قطر: ندعم الشرعية في اليمن وسوريا تتعرض لتطهير ديموغرافي

جدد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني موقف بلاده الداعم لعودة الشرعية لليمن، معتبرا تقاعس المجتمع الدولي في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 أسهم في دعم الانقلاب وعرقل من جهود الحل السياسي.

وخلال خطابه في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة، أكد الأمير على مواصلة قطر لموقفها الداعم للمبعوث الخاص للامين العام الى اليمن ولكل الجهود الدولية الرامية إلى استئناف المفاوضات اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن 2216.

وتطرق أمير قطر في كلمته، إلى القضية الفلسطينية وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وإلى التطورات المتسارعة بسوريا، مؤكداً أن الشعب السوري ثار ضد نظام ديكتاتوري قمعي تجاوز كل الخطوط الحمر، وأنّ المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج أمام ما يحصل في المدن السورية من عمليات تطهير ديموغرافي مفضوحة، وأنه عاجز أمام حرب الإبادة التي تشن على الشعب السوري.

رئيس البرازيل: إقالة روسيف نموذج للديمقراطية

شدد الرئيس البرازيلي ميشيل تامر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، على أن إقالة الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف تظهر التزاماً صارماً بالديمقراطية، وتقدم نموذجاً لاحترام سيادة القانون.

وقال تامر، إن عملية الإقالة الطويلة والمعقدة تتماشى تماماً مع النظام الدستوري، مضيفاً: «حقيقة، إننا قدمنا للعالم هذا النموذج، وهو دليل واضح لحقيقة أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون سيادة القانون ومعاييرها قابلة للتطبيق على الجميع، وهذا ما توضحه البرازيل للعالم».

Email