جدل في أميركا بسبب التعاون مع روسيا في سوريا

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالنسبة لمسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الذين عاشوا الحرب الباردة في بداية مشوارهم العملي، فإن احتمال التعاون الميداني بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، لا يسبب عدم ارتياح فحسب، بل إنه لم يسبق له مثيل.

وسط هذه الخلفية، فإن ردود أفعال المسؤولين العسكريين الأميركيين، تتراوح بين الحذر والتشكك الصريح إزاء إنشاء مركز مشترك مقره جنيف، ربما يجمع قريباً الجيشين الأميركي والروسي، لبحث الأهداف المشتركة للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وقال رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل «ينطوي الأمر على تحديات. هناك نقص في الثقة مع الروس».

وعبر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، عن مخاوف بشأن المبادرة، ولفتوا إلى انتقادات البنتاغون العلنية التي استمرت لفترة طويلة لأسلوب روسيا في إدارة الحرب دعماً للرئيس السوري بشار الأسد، وضم موسكو للقرم من أوكرانيا عام 2014.

مخاطر قادمة

وحذرت إيفلين فاركاس النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع، التي تخصصت في الشأن الروسي، من مخاطر قادمة.

وقالت «القيام بعمليات مشتركة مع الجيش الروسي، محفوف بالمخاطر السياسية والعسكرية، وربما القانونية».

ومن الناحية النظرية، فإن موسكو وواشنطن قد تبدآن استخدام المركز المشترك لتبادل المعلومات عن استهداف المقاتلين.

ويؤكد مسؤولون أن المركز المشترك الذي سيتخذ من جنيف مقراً له، لن يكون مماثلاً للمراكز المقامة في مناطق حرب مثل العراق، التي تزخر بأنظمة الكمبيوتر السرية وشاشات التلفزيون العملاقة.

وعبر مسؤولو مخابرات أميركيون، عن قلقهم من إطلاع موسكو على معلومات دقيقة عن مواقع جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، نظراً لأن روسيا استهدفتها في ما سبق. وقال مسؤول أميركي «الروس لا يستخدمون ذخيرة دقيقة التوجيه في سوريا، وهو ما يوفر لهم عذراً مثالياً ليقولوا «نعتذر، لم نكن نستهدفكم».

خسائر المدنيين

وسعى مسؤولون أميركيون آخرون للتهوين من شأن هذه المخاوف في الأسبوع الحالي، وقال مسؤول في إدارة أوباما «في حين أننا قد نتبادل المعلومات بشأن هذا التهديد، فإن روسيا تظل مسؤولة بالكامل عن سير عملياتها».

كما أن هناك عقبة قانونية. يقول مسؤولون أميركيون إن وزير الدفاع أشتون كارتر، سيحتاج لإصدار أمر بوقف العمل بقانون أميركي، يضع قيوداً صارمة على التعاون العسكري الأميركي مع روسيا. ويقول مدافعون عن المبادرة، إن المجتمع الدولي لم تعد أمامه خيارات جيدة في حرب سوريا.

وقال أنتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «هذه الحرب برمتها، هي البحث عن أقل الخيارات سوءاً».

Email