موسكو ترجّح استئناف المفاوضات الشهر المقبل

هدنة سوريا في فوهة الاختبار

■ صبيان سوريان يسيران وسط ما تبقى من دوما في أول أيام «عيد سعيد» | اي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

واكبت موسكو اتفاقها مع واشنطن بشأن سوريا، والذي بدأ سريان مفعوله زمنياً مساء أمس، ورجّحت استئناف المفاوضات السورية الشهر المقبل، لكنها رفضت أي مناطق حظر جوي فوق سوريا، في وقت طالبت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة بضمانات لتنفيذ الاتفاق.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، إن الاتفاق الروسي الأميركي لوقف إطلاق النار في سوريا لا يعني إقامة منطقة حظر جوي في البلاد.

ووفقاً لوكالة «نوفوستي» الروسية، رجح بوغدانوف استئناف المفاوضات السورية في جنيف الشهر المقبل، متوقعاً أن يرسل المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الدعوات إلى المشاركين في الجولة المقبلة من المفاوضات مطلع أكتوبر المقبل.

لقاء ثنائي

وفي هذا السياق، كشف الدبلوماسي الروسي أن الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن قائمة الرياض للمعارضة السورية، اقترحت على الجانب الروسي عقد لقاء ثنائي. وأشار إلى إمكانية عقد مثل هذا اللقاء على هامش أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوغدانوف، القول إنه سيجتمع اليوم بمساعد وزير الخارجية الإيراني جابر أنصاري، متوقعاً أن يركز الحديث على أزمات المنطقة.

وقالت الخارجية الروسية، إن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون رحب بالاتفاق، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وقال إن لندن مستعدة للمساعدة في نجاحه.

مواكبة روسية

وأعلن الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين، بحث أمس مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي الوضع في سوريا، في سياق الاتفاق الروسي الأميركي الأخير.

موقف تركي

في الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، «يمكن تمديده أسبوعاً وأكثر في حال التزمت الأطراف به».

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن أردوغان القول: «ستقوم فرق الأمم المتحدة وهيئات تابعة للهلال الأحمر التركية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين عبر الطرق والممرات المحدّدة، خصوصاً في مدينة حلب».

من جانبها، قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، إنها ستوقف عملياتها الهجومية تماشياً مع الاتفاق. وتسيطر هذه الوحدات على أراض في شمال سوريا. وأضافت هذه الوحدات في بيان، أنها تأمل أن يسمح الاتفاق بأن تركز الجهود على قتال تنظيم داعش وتهيئة الأجواء اللازمة للتوصل لانتقال سياسي. وأعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات حماية الشعب أيضاً التزامه بالاتفاق.

ضمانات

في هذه الأجواء المثقلة بالآمال العريضة على صمود التهدئة لأطول فترة ممكنة، طالبت «الهيئة العليا للمفاوضات» بضمانات حول تطبيق اتفاق الهدنة. وقال الناطق باسم الهيئة سالم المسلط، إنّ المعارضة تريد «أن تعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب وما هو الرد على المخالفات»، مضيفاً: «نطلب ضمانات، خصوصاً من الولايات المتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق».

قتال قبل الهدنة

وقبل ساعات على الموعد المحدد ببدء سريان الهدنة، تواصلت المعارك في أنحاء متفرقة من سوريا، أمس، قبل ساعات من بدء سريان الاتفاق. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قصفت طائرات حربية مناطق في تل مصيبين بريف حلب الشمالي، كما قصفت قوات الحكومة مناطق في بلدة عندان بالريف الشمالي لحلب.

وتواصلت الاشتباكات العنيفة إلى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية في محاور عدة بريف القنيطرة.

وقال مصدر ميداني بقيام الجيش السوري بالتصدي لهجوم «جبهة النصرة» الذين وصفوه بـ«معركة قادسية الجنوب» في ريف القنيطرة.

تركيا مصمّمة على مواصلة عمليتها في شمال سوريا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية التي تقودها بلاده في شمال سوريا ستستمر إلى أن يتم إبعاد جميع المنظمات التي وصفها بـ «الإرهابية» التي تشكل خطراً على تركيا من المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية.

وقال أردوغان إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني يسعى لإقامة حزام لنفسه على طول الشريط الحدودي مع تركيا، وشدد على أن تركيا لن تسمح بذلك.

من جانبه، أعلن رئيس هيئة أركان القوات التركية الجنرال خلوصي آكار، لدى تفقده العسكريين المتمركزين على الحدود مع سوريا، أن بلاده ستواصل عملية «درع الفرات» التي باشرتها في 24 أغسطس في سوريا حتى لا يعود هناك «أي إرهابي».

وقال الجنرال خلوصي آكار، للصحافيين في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول: «سنواصل المعركة حتى لا يعود هناك أي إرهابي».

وكان رئيس الأركان يتحدث لدى تفقده العسكريين المنتشرين في منطقة كركميش المحاذية لسوريا في جنوب شرقي تركيا، حيث شارك مئات المقاتلين من فصائل معارضة سورية مدعومة من أنقرة في العملية التي أدت إلى طرد عناصر تنظيم داعش من مدينة جرابلس.

وباشرت تركيا في 24 أغسطس الماضي عملية عسكرية برية أطلق عليها اسم «درع الفرات» في ريف حلب (شمال) الشمالي الشرقي بمشاركة فصائل سورية معارضة ضد المقاتلين الأكراد وتنظيم داعش على حد سواء.

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بأنها «إرهابية» وتعتبرها فرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها.

Email