خمور فوق الأرض وحفريات تحتها

الاستيطان والتهويد ينهشان القدس والضفة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه القدس هذه الأيام مخططات ومؤامرات يهودية تهويدية تهدف لتكثيف الاستيطان وإحاطتها بالمستوطنات من كل جانب، وإحكام سيطرة قطعان المستوطنين على مساحات واسعة من المدينة والمسجد الأقصى، وذلك بتوسيع البناء الاستيطاني والحفريات أسفل المسجد الأقصى والمنازل من خلال الجمعيات الاستيطانية التي تجهز حالياً لإقامة مهرجان للخمور على أرض مقبرة مأمن الله القريبة من المسجد الأقصى.

واتسعت رقعة التشقّقات في منشآت حي وادي حلوة ببلدة سلوان خلال الأيام الأخيرة بسبب الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفل الحي والأقصى، ضمن خطوة تهويد جديدة يشنها الاحتلال مستهدفاً بها المدينة المقدسة، من خلال الحفريات على مدار الساعة أسفل المنازل، وتوسيع الاستيطان في المناطق الأخرى في الضفة الغربية.

وظهرت تشققات واسعة وتصدعات وانهيارات ظهرت بمناطق في منشآت الحي، إضافة إلى اتساع التشققات القديمة، ويتزامن ذلك مع ازدياد إخراج الأتربة بكميات كبيرة الناتجة من الحفريات أسفل الحي.

وقال مركز معلومات وادي حلوة، إن التشققات والانهيارات تظهر في شوارع ومنازل وادي حلوة خلال فصل الشتاء فقط، بينما أصبحت خلال الفترة الأخيرة تتوسع وتظهر أخرى جديدة على مدار العام، وذلك يدلل على تكثيف سلطات الاحتلال عمليات حفر الأنفاق أسفل الحي، الأمر الذي يهدد منشآت الحي بخطر الانهيار في أي وقت.

كما حصلت انهيارات أرضية وفي سور وتمديدات في منازل سكان الحي، كما أخلى بعضهم منازلهم نتيجة ازدياد خطر التشققات على حياتهم، وبدأت التشققات تظهر في الشوارع، ورغم محاولة البلدية لإخفائها، إلا أن الشوارع مائلة بشكل واضح، وآخذة في الانهيار، ويسمع سكان الحي أصوات الحفر بالأدوات الكهربائية واليدوية أسفل منازلهم على مدار الساعة، وكلما زاد الحفر زادت التشققات.

وأوضح عضو لجنة حي وادي حلوة أحمد قراعين، أن سلطات الاحتلال بدأت أعمال حفر الأنفاق أسفل الحي منذ العام 2007، وبعد توجههم للمحاكم الإسرائيلية تمكنوا من استصدار أمر احترازي لوقف العمل، وبعد تمكن الجمعيات الاستيطانية من استصدار قرار يسمح لهم بأعمال الحفر عادوا للعمل بدون الأخذ بعين الاعتبار سلامة السكان.

مهرجان خمور

وفوق الأرض عملت جمعيات استيطانية على تنظيم مهرجان للخمور على أرض مقبرة مأمن الله، وأعلنت قبل يومين شركات إسرائيلية عن نيتها تنظيم المهرجان، ووافقت بلدية الاحتلال في القدس على إقامة المهرجان التهويدي وتهيئته لقطعان المستوطنين للرقص والغناء من الليل حتى الصباح.

وسيتم عرض 120 نوعاً من الخمور الإسرائيلية والعالمية خلال المهرجان على مدار يومين، وستقام حفلات صاخبة لفرق إسرائيلية وعالمية، بمشاركة كبرى المطاعم والبارات الإسرائيلية، بحملات تخفيض على الأسعار، كنوع من التسويق والتشجيع للمشاركة.

إزالة قبور

وقال المتابع للشأن الإسرائيلي غسان الشامي: إن الاحتلال لا يتوانى يوماً عن مواصلة تنفيذ مشاريع التهويد في القدس، وقد تعرضت مقبرة مأمن الله التاريخية للتهويد سابقاً، حيث تم تحويل أجزاء كبيرة منها إلى حديقة سمّيت «حديقة الاستقلال».

وأفاد بأن سلطات الاحتلال قامت بجرف وإزالة أغلب القبور على مساحة 200 دونم، ولم يتبق منها إلا نحو 20 دونماً، تتوزع في وسط طرفها الشرقي، وبعض القبور في أقصى طرفها الغربي. وأضاف: «تهويد القدس والمسجد الأقصى يعد هدفاً رئيساً من أهداف أي حكومة صهيونية منذ احتلال فلسطين، وعلى طاولة الحكومة الإسرائيلية تتم الموافقة الفورية على مشاريع الاستيطان والتهويد».

طمس التاريخونشر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريراً أوضح أن الاحتلال ما زال يواصل سياسته الممنهجة القائمة على تهويد المدينة المقدسة بشتى السبل، والإجراءات والقوانين التعسفية التي تستهدف الأرض والإنسان والمقدسات.

حيث تم الكشف عن مخطط كبير يستهدف المدخل الغربي لمدينة القدس، من خلال إجراء تغييرات جذرية واسعة، ستلقي بظلالها على طابع المدينة التاريخي، وتطمس الوجه الحقيقي والإسلامي العربي.

وفي ذات الوقت، أكدت سلطة الآثار الإسرائيلية أنها أجرت حفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى على طول 580 متراً، من الزاوية الجنوبية الغربية لجدار المسجد الغربي وحتى أسفل باب المغاربة، حيث تمت من خلالها عمليات حفر في أساسات الجدار الغربي للأقصى، وشبكة الجدار الملاصقة والداعمة للجدار نفسه بمبادرة وتمويل من جمعية ألعاد الاستيطانية.

7466

وحدة استيطانية جديدة

2500

وحدة استيطانية شرق القدس.

%30

من الأراضي لفلسطينيين غائبين

Email