أكد أن دول «التعاون» تؤيد جهود حل الأزمة اليمنية.. والكشف عن مضمون «خطة جدة»

ولد الشيخ: استئناف المفاوضات يتطلب «تهدئة الحدود»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن استئناف المفاوضات اليمنية يتطلب تهدئة الحدود، مشيراً إلى أن دول التعاون الخليجي تؤيد جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة، محملاً الانقلابيين مسؤولية التعطيل بعد تشكيل «المجلس الرئاسي»، فيما كشفت السفارة السعودية في واشنطن عن مضامين خطة اجتماع جدة للحل.

ورأى ولد الشيخ أحمد في كلمة أمام جلسة مفتوحة بمجلس الأمن، لبحث آخر التطورات في اليمن أمس، أن تأخر التوصل إلى اتفاق في اليمن أمر بغاية الخطورة لأن تنظيمي القاعدة وداعش يستغلان غياب الدولة، مؤكداً أن السلام في اليمن أولوية وعلى المسؤولين تحمل مسؤولياتهم. وشدد على ضرورة التهدئة على الحدود السعودية اليمنية من أجل استئناف المفاوضات. وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي تؤيد جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة لم ولن تخذل اليمن». وقال إن تزايد العنف أدى إلى تردي الوضع الإنساني بشكل كبير، محذرا من «عراقيل وتحديات متزايدة» أمام المنظمات الإنسانية الساعية للوصول إلى المناطق المتضررة.

وعبر المبعوث الدولي عن قلقه بشأن المجلس السياسي الذي أنشأه الانقلابيون في اليمن قبل أسابيع، الذي أدى إلى انهيار أشهر من المفاوضات في الكويت. ودعا إلى الالتزام بوقف الأعمال القتالية لإعادة استئناف المفاوضات، وإلى تهدئة على الحدود اليمنية السعودية.

هجوم

من جهته، شن مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني هجوما على الميليشيات المتمردة المشكلة من الحوثيين وحلفائهم من أتباع الرئيس المخلوع علي صالح. وقال اليماني إن «رغبة ميليشيات الحوثي وصالح في مواصلة الحرب أدت إلى استمرار عدوانها على اليمن»، مشيرا إلى أن المتمردين يرفضون الحلول السلمية. وأضاف أن «الحكومة جددت خيارها للسلام لأنه السبيل الوحيد للخلاص من طغيان العصابات وأمراء الحرب»، في إشارة إلى الانقلابيين الذين «يرفضون التعامل بإيجابية مع مساعي ولد الشيخ أحمد». وتابع أن «توجه المتمردين هو سياسة التوسع الطائفي الإيرانية».

وقال اليماني إن الحكومة الشرعية تعمل على تخفيف الآثار المدمرة للحرب المفروضة من الميليشيات، مثمنا جهود الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة الشرعية في اليمن. وشدد على أن الحرب يمكن أن تنتهي اليوم إذا تضافرت جهود اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم ضد أعمال المتمردين.

أبواب السلام

وفتحت المقترحات التي خرج بها لقاء جدة الرباعي لوزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا أبواب السلام لليمنيين وأبطلت كل الحجج والذرائع التي كان الطرف الانقلابي يختلقها لإبرام اتفاق شامل ودائم للسلام.

ومع بدء تحرك ولد الشيخ احمد لنقل المقترحات بشكل رسمي للجانبين الحكومي والانقلابيين تكشفت مواقف مشجعة ومبشرة بإمكانية تحقيق السلام قريبا باعتبار أن تلك المقترحات تمثل آخر فرصة لإنهاء الصراع وعودة الاستقرار والتفرغ لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية وبالذات انتشار الجماعات الإرهابية واستهدافها مقومات الدولة وسعيها لتحويل هذا البلد إلى قاعدة لتهديد المصالح الدولية في الإقليم والمنطقة.

خطة جدة

وكشفت السفارة السعودية لدى واشنطن عن مضامين الخطة المقترحة للسلام التي تبناها لقاء جدة الرباعي والمكونة خمس نقاط، تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها مختلف الأحزاب، وانسحاب القوات من العاصمة صنعاء، وغيرها من المناطق. ونقل جميع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، من الحوثيين والقوات المتحالفة معهم إلى طرف ثالث، كما تنص على أن تعمل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة على احترام أمن وسلامة وحرمة الحدود الدولية، وأن تحظر الحكومة الجديدة نشر الأسلحة في الأراضي اليمنية والتي تهدد الممرات المائية الدولية أو الدول المجاورة للبلاد، فيما أعلنت الولايات المتحدة استمرار دعمها للحكومة الشرعية، وأكدت أن التوصل إلى حل سلمي وشامل وعودة الشرعية يحظى بدعم وتأييد وزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا.

وأعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي ترحيب الحكومة المبدئي بالأفكار التي تؤدي إلى السلام وفقا للمرجعيات واستعدادها الدائم للمشاركة في مشاورات السلام التي يجب أن يتم التحضير الجيد لها لضمان نجاحها، مثنيا على دور ولد الشيخ. وأشاد بالجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام والتي تتسق مع مساعي الحكومة الشرعية الرامية لإنهاء معاناة الشعب اليمني ووضع حد للحرب.

وجدد الوزير استعداد الحكومة للتعامل بكل إيجابية مع ما سيتم تقديمه في هذا الشأن من أجل تحقيق السلام وإنهاء الانقلاب وإيقاف الدمار، والمحافظة على مؤسسات الدولة، مؤكداً أن الحكومة حريصة على التوصل إلى أي حلول سلمية تحت سقف المرجعيات المتفق عليها المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.

مراوغة

أصدر الطرف الانقلابي ترحيبا خجولاً بمقترحات لقاء جدة، وأجل إعلان موقف واضح منها إلى حين تسلم الصيغة الرسمية لتلك المقترحات، واستمروا في طرحهم المراوغ من خلال المطالبة بوقف القتال قبل الدخول في المحادثات القادمة، وتحفظهم على مقترح تشكيل طرف ثالث محايد لتولي مهمة استلام الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية والإشراف على الانسحاب من المناطق المصنفة وفق الخطة الدولية كمناطق «أ» والتي تشمل العاصمة صنعاء ومحيطها الأمني وميناء الحديدة ومدينة تعز.

Email