شنت 61 هجوماً مدفعياً في محيط جرابلس

تركيا: لسنا في حرب ولن نبقى في سوريا

■ دبابات تركية عائدة من منطقة الحدود مع سوريا | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت تركيا أنها ليست في حالة حرب في سوريا وأن قواتها لن تبقى هناك، مجددة القول إنها ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية إلى شمالي سوريا، فيما أعربت واشنطن عن امتعاضها من المعارك بين الطرفين ووصفتها بأنها «غير مقبولة».

وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش، أمس، أن أحد أبرز أهداف عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا الأسبوع الماضي في شمال سوريا هو منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق.

وقال كورتلموش، كما نقلت عنه شبكة «أن تي في» التركية، إن «هدف العملية هو تطهير المنطقة من عناصر تنظيم داعش، ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من إقامة ممر متصل». وأشار إلى أنه تم إبلاغ جميع الأطراف بالعملية بما في ذلك نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال «تم إبلاغ جميع الأطراف المعنية (..) بما فيها الإدارة السورية، التي تم إطلاعها من خلال روسيا. نحن متأكدون من ذلك». ونفى كورتلموش أن تكون تركيا في حالة حرب. وقال: «نحن لا نسعى إلى أن نكون قوة دائمة في سوريا. تركيا ليست دولة غازية. تركيا لا تدخل حرباً».

وقال الجيش التركي: إن القوات التي يدعمها طردت المتشددين من عشر قرى إضافية في شمالي سوريا. وأضاف في بيان: إن العمليات تتحول الآن إلى المنطقة الغربية من شمالي سوريا.

وللمرة الأولى منذ بدء العملية، وفيما تواصل تركيا عملياتها العسكرية في شمالي سوريا، أعلنت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن طائرات عسكرية تركية قصفت أمس مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، قالت الوكالة إن طائرات تركية دمرت مواقع للحزب الكردي في منطقة غارا في شمال العراق.

قصف مدفعي

وقال الجيش التركي: إن القوات المسلحة التركية نفذت 61 هجوماً بالمدفعية في محيط مدينة جرابلس بشمالي سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة وأصابت 20 هدفاً.

وقال الجيش في بيان إنه «يتخذ كل الإجراءات ويظهر أقصى حساسية» للحيلولة دون الإضرار بالمدنيين. وصرح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن تركيا ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمالي سوريا طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات.

وقال في مؤتمر صحافي: إن وحدات حماية الشعب الكردي «وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم أنفسهم، يجب أن ينتقلوا إلى شرق الفرات في أسرع وقت ممكن، وطالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفاً».

واتهم أوغلو المقاتلين الأكراد بالقيام بـ «تطهير إثني» في سوريا. وقال: «في الأماكن التي تحل فيها ترغم وحدات حماية الشعب الكردي الجميع على النزوح بمن فيهم الأكراد الذين لا يفكرون مثلها، وتقوم بتطهير إثني». وأضاف: إن المنطقة المحيطة بمدينة منبج غرب الفرات، والتي استولت عليها الوحدات الكردية المقاتلة في الآونة الأخيرة من أيدي تنظيم داعش، تضم غالبية عربية.

تراجع

من جانبه، أعلن مجلس جرابلس العسكري، الموالي لقوات سوريا الديمقراطية، التراجع في محيط المدينة، وذلك في ظل تقدم الفصائل الموالية لتركيا. وأوضح المجلس في بيان:

«بعد المجازر التي ارتكبها طيران الاحتلال التركي والقصف الذي طال أهلنا المدنيين في قرى جنوب جرابلس والتهديدات التي أطلقتها الفصائل التابعة للاحتلال التركي باستمرار استهداف تلك القرى في حال بقائنا فيها، فإننا في المجلس العسكري لجرابلس وريفها نعلن انسحاب قواتنا إلى خط جنوب نهر الساجور حفاظاً على أرواح المدنيين، وحتى لا يبقى لهم أي مبرر للاستمرار في القصف».

وكان ناطق باسم منطقة الحكم الذاتي الكردية في سوريا قال إنه يجري تعزيز قوات عسكرية محلية في مدينتي منبج وجرابلس، لكن ليس من قبل وحدات حماية الشعب الكردية.

قلق أميركي

وأعربت واشنطن عن «قلقها الشديد» إزاء المعارك بين الجيش التركي والمقاتلين المدعومين من الأكراد في شمالي سوريا واعتبرتها «غير مقبولة». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك في بيان أن واشنطن تتابع الأنباء عن «اشتباكات جنوب جرابلس، وحيث تنظيم داعش لم يعد موجوداً، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية».

21

منذ بدء العملية التركية في سوريا، سيطرت الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة على 21 قرية جنوب جرابلس، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن «بين تلك القرى ثمانية انسحب منها تنظيم داعش جنوب جرابلس و11 قرية أخرى سيطرت عليها الفصائل إثر اشتباكات مع قوات مجلسي جرابلس ومنبج العسكريين» المدعومين من الأكراد.

Email