خبراء لـ «البيان»: فلسطين ومحاربة الإرهاب أبرز الملفات

مصر والأردن.. تنسيقٌ متكامل جذوره التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنسيق كبير تشهده المرحلة الراهنة بين مصر والأردن على صعيد العلاقات الثنائية وعدد من الملفات الإقليمية، لاسيما في أعقاب زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى القاهرة ولقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فضلًا عن انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي تلتئم الأربعاء بلقاء رئيسي الوزراء.

ولعل ملفات مشتركة عدة تجمع القاهرة وعمان، لاسيما القضية الفلسطينية، إذ يتفق البلدان على ضرورة كسر الجمود في الموقف الراهن والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية، وصولاً إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.

وأشار السياسي الأردني البارز د. ممدوح العبادي إلى أنّ «العلاقات الأردنية المصرية مهيأة لثنائية إيجابية وفقاً لاعتبارات سياسية واقتصادية وأمنية، استناداً إلى تشترك به الدولتان سياسياً في محور الاعتدال العربي، مضيفاً: «هناك أيضاً الملف السياسي وبين البلدين مسائل اقتصادية كبرى منها مشاريع الطاقة والغاز والعمالة.

ولفت العبادي إلى أنّ محاربة الإرهاب تعتبر مشتركاً مهماً بين البلدين، لافتاً إلى أنّ «الأردن يضطلع بدور رئيسي ومهم في محاربة الإرهاب، وأنّ مصر كذلك تعترضها بعض التحديات في هذه القضية سواء في سيناء وغيرها، ما يستوجب الدفع إلى مزيد من التعاون».

مجالات تعاون

بدوره، أكّد مساعد وزير خارجية مصر الأسبق الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب جمال بيومي، أنّ «هناك العديد من مجالات التعاون بين مصر والأردن سواء في علاقاتهما الثنائية أو حول قضايا المنطقة»، موضحاً أنّ «مصر والأردن دولتان مؤهلتان لأن تتعاملان مع القضية الفلسطينية ويمكنهما التنسيق على هذا الصعيد، لاسيما مع إطلاق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمبادرة إحياء عملية السلام.

وشدّد بيومي في تصريحات لـ «البيان» على أنّ البلدين تربطهما علاقات تاريخية متميّزة ومن المؤسّسين لجامعة الدول العربية وأعضاء في منظمة التجارة العربية الحرة، والتي تقضي بتحرير الرسوم الجمركية وإلغائها بين البلدين بما يسهل عمليات التبادل، وأعضاء في اتفاقية أغادير الموقعة بين مصر والمغرب وتونس والأردن، مشيراً إلى أنّ كل ذلك يدعم عمق العلاقات.

محددات إقليمية ودولية

في السياق، اعتبر الخبير الأردني في الصراعات الدولية عدنان برية، أنّ «العلاقات الأردنية المصرية تخضع فضلاً عن شقّها الثنائي، إلى منظومات إقليمية أوسع تعبر عن نفسها بقوى الاعتدال في المنطقة، والسياقات الدولية ثانياً».

وأوضح في تصريحات لـ «البيان»، أنّه «يجب رؤية العلاقات الأردنية المصرية ضمن محدداتها الثنائية والإقليمية والدولية»، منوهاً بأنّ «المتاح اليوم هو تأطير وتنظيم هذه العلاقات بما يخدم المشروع العربي وبما يحقق أهدافه». وأضاف برية أنّ الأردن يشترك مع مصر في أجندته المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين، ما يحمل قضية ذات قيمة تضاف إلى مجموعة القضايا المشتركة.

خندق واحد

إلى ذلك، قال مساعد وزير خارجية مصر الأسبق حسين هريدي  لـ «البيان»، إنّ «مصر والأردن في خندق واحد»، لافتًا إلى علاقات البلدين الراسخة.

وأفاد بأن البلدين متفقان على الحل السياسي للأزمة السورية وأهمية مكافحة الإرهاب الذي يمثل تحدياً رئيسياً في المنطقة، لاسيما أن عدم استقرار الأوضاع في سوريا والعراق كانت له تداعيات سلبية على البلدين والمنطقة من خلال التهديدات التي تمس الأمن العربي.

وأكّد أن مجالات التعاون تشمل العديد من المحاور الرئيسية على مختلف الأصعدة، لاسيما وأن علاقات البلدين راسخة وطويلة ويمكن تطويرها على نحو أوسع، مشيراً إلى أهمية الزيارة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى القاهرة أخيراً والمباحثات التي أجراها مع السيسي.

«تحضيري» اللجنة العليا غداً

ينطلق غداً الاجتماع التحضيري للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة على المستوى الوزاري، إذ تترأس وزيرة التعاون الدولي سحر نصر الجانب المصري، فيما يترأس الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة والتموين جواد العناني. ومن المقرّر أن تعقد اللجنة العليا اجتماعاتها برئاسة رئيس الوزراء شريف إسماعيل ونظيره الأردني هاني الملقي الأربعاء.

وقالت وزيرة التعاون الدولي المصرية، إن أهمية اللجنة العليا تأتي من كونها أقدم اللجان العليا العربية، حيث تستضيف القاهرة الدورة السادسة والعشرين التي بدأ نشاطها منذ منتصف الثمانينيات، مشيرة إلى أنّها تعتبر من أكثر اللجان انتظاماً في مواعيد عقد دوراتها، فضلاً عن الإنجازات التي حققتها خلال 30  عاماً.

وأشادت سحر نصر بالإنجازات والتطور، وما يوليه الجانبان من أهمية للتشاور والتنسيق بما يزيل معوقات زيادة حجم التبادل التجاري، وبحث سبل التغلب على العقبات.

Email