وساطة روسية تنهي القتال واتفاق يشمل بقاء أمنياً للجانبين وتبادل أسرى

الحسكة في يد الأكراد.. وتركيا تقصف الحدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

توصل المقاتلون الأكراد وقوات النظام السوري برعاية روسية إلى اتفاق نهائي، لوقف إطلاق النار في مدينة الحسكة السورية بعد أسبوع من المعارك العنيفة، وفق ما أكد الإعلام الرسمي ومصدر رسمي كردي، في وقت جددت تركيا قصفها لمواقع كردية داخل الأراضي السورية، تركّز على الشريط الحدودي.

وأعلن مسؤول في المكتب الإعلامي التابع للإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا أنه تم التوصل إلى «اتفاق نهائي حول وقف إطلاق النار برعاية روسية» بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السوري في مدينة الحسكة في شمال شرق البلاد. وأكد التلفزيون الرسمي السوري بدوره التوصل إلى «اتفاق لوقف إطلاق النار»، يتضمن «تسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الأسرى».

لقاء حميميم

وعقد الاثنين اجتماع في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية (غرب)، بحضور مسؤولين أكراد في مسعى للتوصل إلى اتفاق ينهي المعارك المستمرة في مدينة الحسكة منذ الأربعاء الماضي.

وبحسب الإدارة الذاتية، فإن بنود الاتفاق تتضمن «انسحاب القوات المسلحة من المدينة، وتسلم وحدات حماية الشعب الكردية مواقعها إلى قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)»، كما يتم تبادل الأسرى والجرحى بين الطرفين»، وفتح جميع الطرقات التي تم إغلاقها نتيجة الاشتباكات.

وأوضح مصدر كردي أن «وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السوري والمسلّحين الموالين لها ستخرج من المدينة، على أن يبقى فيها قوات الأسايش فضلاً عن قوات الشرطة المدنية التابعة للنظام التي سيقتصر تواجدها على المربع الأمني، حيث يقع مبنى المحافظة».

سيطرة كردية

وذكر مسؤول كردي والمرصد السوري أن القوات الكردية تسيطر بشكل شبه كامل على الحسكة، لكن بعض المسؤولين الحكوميين ما زالوا يتحصّنون في مبان بوسط المدينة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إن وجود المسؤولين الحكوميين المتبقين في الحسكة يقتصر على عدد قليل من المباني في وسط المدينة، وإن باقي المدينة تحت السيطرة الكردية. وتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا مسافة 400 كيلو متر من الحدود مع تركيا بدءاً من الحدود مع العراق إلى نهر الفرات، علاوة على جيب من الأراضي في شمال غرب سوريا يعرف باسم عفرين.

قصف تركي

إلى ذلك، ذكرت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية نقلاً عن الجيش التركي أنه رد بإطلاق نيران المدفعية على أهداف عبر الحدود في شمال سوريا أمس، بعد سقوط قذائف مورتر وصواريخ من سوريا على بلدتين تركيتين حدوديتين.

وأضافت القناة أن الجيش التركي أطلق 40 قذيفة على أربعة أهداف لتنظيم داعش في شمال سوريا قرب المكان الذي يستعد فيه مقاتلو معارضة سوريون تدعمهم تركيا لقتال داعش، بهدف السيطرة على بلدة جرابلس الاستراتيجية.وقال مسؤول تركي، إن الجيش التركي قصف أهدافاً كردية سورية 20 مرة بالمدفعية عند منبج أول من أمس. كما قصف أهدافاً لـ «داعش» في جرابلس. وقال إن الهدف هو فتح ممر لمقاتلي المعارضة. وسقطت قذيفتا هاون في مدينة كركميش التركية (جنوب شرق) قرب الحدود السورية قبالة مدينة جرابلس، كما أفادت شبكة «سي إن إن- ترك». وسقطت نحو 60 قذيفة على أربعة مواقع لـ «داعش» في جرابلس بحسب الشبكة التلفزيونية. وبعد بضع ساعات طالت ثلاثة صواريخ أطلقت من الأراضي التركية مدينة كيليس إلى الغرب من جرابلس.

إخلاء مدينة

وأمرت تركيا بإخلاء مدينة كركميش الواقعة قبالة مدينة جرابلس السورية، وفق ما أفاد التلفزيون التركي.

وطلبت الشرطة عبر مكبرات الصوت من سكان كركميش إخلاء المدينة الصغيرة «لدواع أمنية»، بعدما تعرضت لسقوط قذائف هاون.

حشود حدودية

يأتي هذا القصف فيما يحتشد المئات من عناصر الفصائل المقاتلة المدعومة من أنقرة على الجانب التركي من الحدود تحضيراً لهجوم لطرد داعش في جرابلس، آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة «داعش» في المنطقة الحدودية مع تركيا، وفق مصادر معارضة والمرصد السوري.

وقال مسؤول تركي إن هذه العملية ناجمة عن رغبة تركيا في منع القوات الكردية من السيطرة على البلدة «وفتح ممر للمسلحين المعارضين المعتدلين».

وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «القصف التركي على شمال سوريا هدفه منع تقدم القوات المدعومة من الأكراد (قوات سوريا الديمقراطية) باتجاه جرابلس» لافتاً إلى أن القصف تركز إلى جانب جرابلس «على المنطقة الفاصلة بين منبج وجرابلس».

وقال المرصد إن قائد «المجلس العسكري لجرابلس»، الذي أعلن مؤخراً، بهدف تنفيذ عملية للسيطرة على جرابلس بدعم من قوات سوريا الديمقراطية اغتيل الاثنين. وقال المسؤول الكردي إن اثنين من «عملاء تركيا» اعتقلا على خلفية عملية القتل.

Email