اعتبر أن حل الحكومات لا يحل الأزمات

الصيد: محاربة الإرهاب أسهل من محاربة الفساد

■ الصيد يدافع عن أداء حكومته أمام مجلس النواب | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد مجلس نواب الشعب، الليلة الماضية، جلسة التصويت ليقرر ما إذا كان سيجدد الثقة لحكومة الحبيب الصيد. وخلال جلسة عاصفة، قال الصيد إنه فوجئ بمبادرة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بالدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة على أنقاض حكومته، مشيراً إلى أنه ليس بتغيير الحكومات تُحَل مشكلات الدول، وأبرز أن «منصب رئيس الحكومة تكليف وليس تشريفاً»، مؤكداً أنه قام بواجبه وأن ضميره مرتاح، ولكن هدف المبادرة تحوّل إلى تغيير رئيس الحكومة، وبذلك تغيّر الأمر، وأصبحت هناك طرائق أخرى دستورية يجب احترامها.

وعبّر الصيد عن ألمه من بعض المواقف التي وصلت، على حد تعبيره، إلى الحد الذي دعاه فيه البعض إلى الاستقالة لأنهم يرغبون في تولي منصبه، مشيراً إلى أنه لم يتجه إلى البرلمان لاستجداء أصوات النواب لأنه على يقين بأن التصويت سيكون ضده وليس لمصلحته، وأردف الصيد أنه قَبِل المنصب لأن الرئيس كلّفه يوم 5 يناير 2015 تكوين حكومة، وأنه تم اللجوء إليه باعتباره شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة، نتيجة حوار تم في تلك الفترة حول موضوع التغول السياسي بعد نجاح حركة نداء تونس في الانتخابات البرلمانية وفي الانتخابات الرئاسية، مضيفاً أنه قام بواجبه من منطلق أنه لا يمكن عدم قبول خدمة الوطن.

وقال الصيد إن برنامج حكومته كان يتكوّن من أربعة عناصر، وهي مقاومة الإرهاب ومقاومة غلاء المعيشة وتحقيق السلم الاجتماعي وتحريك المشاريع المعطلة، كما كان من أولويات الحكومة أيضاً مقاومة الفساد وإيلاؤه أهمية خاصة بعد تفشيه، حيث تم إحداث وزارة للحوكمة ومقاومة الفساد في أول تحوير وزاري، ومُنحت كل الصلاحيات لتقوم بعملها في أفضل الظروف، مع بث النشاط في هيئة مقاومة الفساد التي كانت موجودة قبل ذلك ولكن في سبات عميق.

وقال الصيد أيضاً إن حكومته أولت أهمية كبيرة لمقاومة الإرهاب، معتبراً أن محاربة الإرهاب أسهل من محاربة الفساد الذي تغلغل في كيان البلاد وأضحت محاربته تتطلب مثابرة ومتابعة، كما عملت حكومته أيضاً على إيلاء موضوع التشغيل أهمية برغم علمها أنه لا يمكن حل مشكلة التشغيل خلال عام، خاصة أن التشغيل مرتبط بعوامل عدة، ومشيراً إلى أن الثورة قامت من أجل التشغيل، ولكن ليس بتغيير الحكومات ستُحَل مشكلة التشغيل، وفق قوله.

وشهدت مداخلات نواب البرلمان مواقف متباينة، فقد أكد النائب عن ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري المعارض عمار عمروسية أن مشكلة تونس ليست مشكلة فشل رئيس حكومة، ولكنها مشكلة أحزاب سياسية، مشيراً إلى أن مبادرة السبسي حول تشكيل حكومة وحدة وطنية تأتي لإنقاذ حزب نداء تونس وليس لإنقاذ البلاد، وقال إن 5 وزراء في حكومة الصيد يريدون منصبه، وإن الساحة السياسية في تونس تخضع للمحاصصة الحزبية، بحسب تعبيره.

مرحلة غامضة

أما النائب عن كتلة الحرة الصحبي بن فرج فأوضح أن التصويت على سحب الثقة من حكومة الصيد سيحيل إلى المرور بالبلاد إلى مرحلة غامضة، وفق تعبيره، وأضاف أن التصويت في هذه الحالة يقوم على أساس مفارقة معادلة «وزير ناجح مع وزير ناجح مع وزير ناجح يساوي رئيس حكومة فاشلاً»،

وتوجه بن فرج بالتحية إلى رئيس الحكومة الحبيب الصيد، مشيراً إلى أن الموقف الذي اتخذه سيسجله التاريخ.

وقال النائب عن حركة النهضة ماهر المذيوب: «أقول لأباطرة الفساد الذين يلعبون بأموالهم القذرة إن الشعب التونسي لن يسامحكم، وسيظل التاريخ يحفظها لكم» وأضاف: «أقول لبارونات المال واللصوص: كفى اللعبة انكشفت، والذين أسقطوا الحكومة الأولى والثانية وقاموا بالاغتيالات: يكفي فالشعب تفطن إليكم، وللذين حاولوا تدمير البرلمان بالمال الفاسد بالمال الحرام أقول: يكفي».

Email